تحفظ ألماني تجاه القراءة الإسرائيلية لنتائج مؤتمر روما
٢٩ يوليو ٢٠٠٦بعد فشل مؤتمر روما حول لبنان في إصدار بيان يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار صرح وزير العدل الإسرائيلي حائيم رامون أن المؤتمر أعطى إسرائيل "الأذن" لمواصلة عملياتها العسكرية ضد حزب الله في لبنان. وجاءت تصريحات رامون على أساس أن المشاركين الـ 17 لم يطلبوا في مؤتمرهم الختامي وقفا فورياً لإطلاق النار. وقال رامون لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "إننا حصلنا أمس في روما على إذن لمواصلة عملياتنا حتى ينتهي تواجد حزب الله في جنوب لبنان ويتم نزع سلاحه." ويعود فشل مؤتمر روما إلى معارضة الولايات المتحدة استصدار بيان يدعو إلى وقف فوري للحرب. وجاء موقف الولايات المتحدة مؤيداً لموقف الحكومة الإسرائيلية الرافضة لوقف فوري لإطلاق النار، إلا أن الولايات المتحدة رفضت تصريحات وزير العدل الإسرائيلي رامون ووصفتها على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية آدم إريلي بأنها "مستهجنة".
رفض ألماني للرؤية الإسرائيلية
وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قد ساند موقف الولايات المتحدة بعدم المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في النزاع بين إسرائيل وحزب الله، لذا يتهمه معارضوه بأنه يتحمل جزءاً من مسؤولية التبرير الإسرائيلي على الرغم من أنه صرح رسمياً أنه لا يتفق مع التفسير الإسرائيلي، إذ أن المشاركين طالبوا "بالعمل فوراً من أجل التوصل بشكل عاجل إلى وقف إطلاق النار". ومن جانبها رفضت فنلندا، الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي، تصريحات رامون وطالبت مع فرنسا بوقف فوري لإطلاق النار في لبنان وإسرائيل. وقالت وزيرة الخارجية الفنلندي اركي توميوجا إن التفسير الإسرائيلي لنتائج مؤتمر روما "خاطئ تماماً". وللوقوف على الموقف الألماني من تصريحات رامون أجرى موقعنا حواراً مع عضو البرلمان الألماني رولف موتسينيش، رئيس دائرة الشرق الأوسط في الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه وزير الخارجية شتاينماير. وصف موتسينيش التفسير الإسرائيلي لنتائج مؤتمر روما بأنه "غير معقول"... "لان هجمات كلا الطرفين تلحق الأضرار بالمدنيين وهذا ما يجب وقفه فوراً."
...ومنطق "لمنطق رايس"
وفي معرض إجابته على سؤال حول الموقف الألماني من الرغبة الأمريكية في إقامة "شرق أوسط جديد" كما أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس قال أخصائي العلوم السياسية رولف موتسينيش: "إنني لا اتفق مع هذا الرأي"، مضيفا أن "المرء يشعر بالألم عندما يسمع أن كياناً جديداً سيتم خلقه بالعنف"، قاصداً بذلك تغيير الهيكل السياسي لمنطقة الشرق الأوسط. وبرر خبير الحزب الديمقراطي الاشتراكي في شئون الشرق الأوسط رفضه لذلك بالقول: "هذه لغة ورؤية ينبغي أن يكون الزمن قد تجاوزهما." وفي الوقت ذاته دعا موتسينيش حماس إلى الاعتراف بإسرائيل، لان ذلك سيصب في مصلحة السلام في المنطقة، إذ قال "كان من الأفضل لو خطا جزء من حماس على درب حركة فتح واعترف بإسرائيل ونبذ العنف، فميثاق الأسرى فتح نافذة جديدة للسلام لكن المتشددين في كلا الطرفين لا يريدون هذا الحل."
ميركل تستبعد احتمال إرسال قوات ألمانية إلى الشرق الأوسط
ومن جانبها استبعدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم السبت احتمال إرسال قوات ألمانية إلى الشرق الأوسط كجزء من قوة تدخل دولية قد تنشر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مشيرة الى أن الجيش الألماني منتشر أصلا على عدة محاور خارجية. وقالت ميركل في تصريح لصحيفة "بيلد ام زونتاغ" الشعبية واسعة الإنتشار والتي تصدر غدا الأحد: "علينا كألمان ان نتصرف في هذه المنطقة بحذر شديد. نريد التصرف طبقا لما تمليه علينا مسؤوليتنا الدولية، بيد ان هناك سبل عدة للقيام بذلك". وفي حين وافقت ميركل على ان فكرة نشر جنود ألمان في الشرق الأوسط لم تعد مسألة غير واردة، فانها أشارت في الوقت عينه إلى ان "قدرات انتشار الجيش الألماني في الخارج وصلت الى حدودها القصوى". وقالت "نحن منتشرون في الكونغو، كما أننا ننشر أضخم قوات في البلقان وأفغانستان".
واعتبرت ميركل أن "الالتزام في سبيل ضمان حق إسرائيل بالوجود واجب تاريخي للسياسة الألمانية"، بيد أن العدد المرتفع للمهام التي تشارك فيها القوات الالمانية في الخارج يجعل "مسالة (نشر قوات ألمانية في الشرق الأوسط) غير مطروحة حاليا بالنسبة لي ". ويدور جدل محتدم منذ أيام في ألمانيا حول مسالة مشاركة القوات الألمانية في القوة الدولية التي يمكن ان تنشر على الحدود بين إسرائيل ولبنان، حيث يبدو الألمان منقسمين بين ذكرى المحرقة اليهودية والرغبة بعدم التهرب من مسؤولياتهم الدولية.