تحرك رسمي مرتقب لترامب ضد مواقع التواصل الاجتماعي
٢٨ مايو ٢٠٢٠يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس (28 مايو/ أيار)، توقيع أمرٍ تنفيذي يتعلق بشركات التواصل الاجتماعي، وفق ما أعلنت عنه في تصريح مقتضب مساء الأربعاء المتحدّثة باسم البيت الأبيض وأكده مسؤولون آخرون لوسائل الإعلام الأمريكية.
ويأتي ذلك عقب تهديدات أطلقها ترامب بإغلاق مواقع إلكترونية اتهمها بإسكات الأصوات المحافظة.
ونشب نزاع بين ترامب ومواقع التواصل الاجتماعي بسبب إقدام موقع تويتر للمرة الأولى، على تصنيف اثنتين من تغريدات الرئيس بأنه "لا أساس لهما من الصحة". ويتعلق الأمر بتغريدتين قال فيهما ترامب وبدون تقديم أي أدلة، إن التصويت عبر البريد سيؤدي بالضرورة إلى احتيال وإلى "انتخابات مزورة" في الاستحقاق الانتخابي المقرر في تشرين الثاني/ نوفمبر.
ووضع موقع تويتر المتهم في أغلب الأحيان بالتساهل في التعامل مع التصريحات التي يدلي بها القادة، العلامة الزرقاء على التغريدتين، مضيفا "تحققوا من الوقائع" إليها. ويكفي النقر على هذه العبارة لتقود المتصفّح إلى ملخّص للحقائق والمقالات المنشورة في الصحافة الأميركية بشأن هذا الموضوع (على سبيل المثال حقيقة أنّ ولاية كاليفورنيا لا ترسل بطاقات اقتراع سوى للناخبين المسجّلين وليس لجميع سكان الولاية).
وعللّ المتحدث باسم الموقع لفرانس برس، هذه الخطوة معتبراً أن "هاتين التغريدتين تحويان معلومات قد تكون كاذبة حول عملية التصويت وتمت الإشارة إليهما لتقديم معلومات إضافية حول التصويت بالمراسلة".
في المقابل، تركت شركة فيسبوك منشور ترامب بخصوص الاقتراع بالبريد دون مساس.
توتير المتهم عادة بدعم ترامب
وفي حقيقة الأمر قاوم موقع المدونات القصيرة لفترة طويلة دعوات إلى فرض رقابة على الرئيس الأميركي بشأن رسائل مخالفة للحقيقة وخرقه شبه اليومي لقواعد المنصة، عبر آلاف التغريدات التي تحوي إهانات شخصية ومعلومات غير دقيقة عن مسائل عامة وعلى صلة بخصومه السياسيين.
ويبدو أن صفعة تويتر هذه أثارت غضب ترامب الذي يتابعه ثمانون مليون مستخدم على هذا الموقع، الذي ردّ قائلا: "يشعر الجمهوريون بأن منصات التواصل الاجتماعي تمارس رقابة كاملة على أصوات المحافظين. سنقوم بإخضاعها للوائح تنظيمية شديدة أو إغلاقها لعدم السماح بتكرار أمر مماثل".
وقال "لا يمكننا السماح بترسيخ استخدام بطاقات الاقتراع بالبريد على نطاق واسع في بلدنا. سيكون أمراً يتيح للجميع الغش والتزوير وسرقة بطاقات الاقتراع". وتابع "من يخدع أكثر هو من يفوز"، داعياً "وسائل التواصل الاجتماعي الى أن تنظف نفسها الآن".
كما اتهم ترامب أيضا منصات التواصل الاجتماعي بالتدخل في الانتخابات الأخيرة، قائلا: "رأينا ما حاولوا القيام به وفشلوا في عام 2016".
بيد أن تويتر لم يتحرك ضد الرسائل التالية لترامب والتي نقل فيها نظرية مؤامرة مثيرة للقلق.
على صعيد آخر، أيدت هيئة من ثلاثة قضاة بمحكمة الاستئناف الأمريكية في واشنطن أمس الأربعاء رفض دعوى رفعتها مجموعة محافظة وشخصية يمينية على يوتيوب ضد غوغل وفيسبوك وتويتر وأبل تتهمها بالتآمر لقمع آراء المحافظين السياسية.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز قال مارك زوكربرغ الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك أمس الأربعاء إن فرض رقابة على منصة ما لن يكون "الرد الصائب" من قبل حكومة يعتريها القلق من فكرة الرقابة. وقال زوكربرغ "لا بد أن أفهم أولا ما يعتزمون عمله بالفعل، لكنني بوجه عام أعتقد أن إقدام حكومة على فرض رقابة على منصة لأنها قلقة من الرقابة التي قد تفرضها هذه المنصة ليس برد الفعل الصائب".
وعرضت فوكس نيوز مقطعا قصيرا للمقابلة على أن تقوم بإذاعتها كاملة الخميس المقبل.
و.ب/ ع.خ (رويترز، أ ف ب، د ب أ)