تجميد المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا
١٧ مايو ٢٠٢٢علقت أوكرانيا وروسيا مفاوضات السلام الرامية إلى إنهاء الحرب في الوقت الراهن. وقال المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك على التليفزيون الرسمي لبلاده إنه لا يمكن تحقيق تقديم في المحادثات إذا لم تعترف روسيا بالوضع على الأرض.
وقال بودولياك "إنهم (الروس) يعيشون حتى اليوم في عالم يفترض أن به نازية أوكرانية"، مضيفاً أنه لا توجد سوى "نازية روسية". وأكد أنه لا يمكن مناقشة وقف إطلاق النار إلا بعد الانسحاب الكامل للقوات الروسية، مع التحرير الكامل لكل الأراضي المحتلة.
وكانت روسيا أكدت في وقت سابق اليوم انتهاء المحادثات. وقال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو للصحفيين: "لا، المفاوضات ليست مستمرة. فأوكرانيا انسحبت عملياً من العملية التفاوضية"، وأكد أنه لا توجد مفاوضات حالياً "بأي شكل من الأشكال" مع كييف.
استسلام المقاتلين المحاصرين في آزوفستال
قالت روسيا إن 265 جنديا أوكرانياً كانوا متحصّنين في مخابئ وأنفاق أسفل مجمّع آزوفستال للصلب المحاصر في ماريوبول استسلموا، اليوم الثلاثاء (17 مايو/أيار)، ما دفع كييف إلى المطالبة بعملية تبادل أسرى، وذلك مع اقتراب الحصار الأكثر تدميراً في الحرب الروسية في أوكرانيا من نهايته.
"المهمة انتهت"
وقصفت القوات الروسية ماريوبول بالمدفعية لأسابيع، وتركت واحدة من أعنف حروب المدن في الصراع جزءًا كبيراً من المدينة أرضاً قاحلة.
ولجأ المدنيون والمئات من المقاتلين الأوكرانيين، وكثير منهم من كتيبة آزوف، إلى مصنع آزوفستال الضخم الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية. وتأسس المصنع في عهد جوزيف ستالين ويحتوي على متاهة من المخابئ والأنفاق لمقاومة هجوم نووي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن من بين من استسلموا، 51 شخصاً أصيبوا بجروح خطيرة وسيعالجون في نوفوازوفسك بمنطقة دونيتسك الانفصالية التي تدعمها روسيا.
وذكر شاهد من رويترز أن سبع حافلات على الأقل تقل مقاتلين أوكرانيين من الذين أعلنوا استسلامهم غادرت مصنع آزوفستال برفقة القوات المسلحة المتحالفة مع روسيا اليوم. وقال الشاهد إن بعض المقاتلين الأوكرانيين الذين تم نقلهم لم يبد أنهم مصابون.
وقالت القيادة العسكرية الأوكرانية في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء إن مهمة الدفاع عن مصنع الصلب قد انتهت.
ولم يتضح ما الذي سيحدث للمقاتلين الذين وصفهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنهم أبطال، لكن مشرعين روس وصفوهم بأنهم "مجرمون نازيون". وقال أحد المشرعين الروس إنه يجب الحكم عليهم بالإعدام.
وقال الكرملين إن المقاتلين سيُعاملون بما يتماشى مع الأعراف الدولية، بينما نشرت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار مقطعاً مصوراً قالت فيه "ستتم عملية مبادلة لإعادتهم إلى الوطن".
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة تاس للأنباء اليوم أن لجنة تحقيق روسية ستستجوب المقاتلين الأوكرانيين الذين استسلموا، وأن الاستجواب سيتم في إطار التحقيق الروسي فيما تسميه موسكو "قضايا جنائية تتعلق بجرائم النظام الأوكراني".
من جهته، كتب رئيس مجلس النواب فياتشيسلاف فولودين على حسابه على تلغرام أن "المجرمين النازيين يجب ألا يكونوا موضع تبادل أسرى"، بدون أن يذكر تحديدا آزوفستال.
وأعلنت موسكو السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية الشهر الماضي بعد حصار استمر أسابيع، لكن ظل مئات الجنود الأوكرانيين في أنفاق تحت المجمع الصناعي الشاسع.
وما زال مصير الجنود غير واضح ومن المرجح أن يثير الأمر القلق في أوكرانيا التي اتهمت موسكو بارتكاب جرائم حرب خلال الصراع.
وأعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان اليوم نشر فريق من المحققين والخبراء في أوكرانيا هو الأكبر من نوعه والذي سيعمل على الأرض، للتحقيق في جرائم ارتكبت خلال الغزو الروسي.
إشادة أوكرانية بالمقاتلين
من جهتها، أشادت أوكرانيا بجهود الجنود في المعارك الأكبر التي أعقبت غزو روسيا لأوكرانيا وأدت إلى مقتل الآلاف وتهجير الملايين.
وقال الجيش الأوكراني إن الدفاع عن المجمع الصناعي ساهم في تأخير انتقال 20 ألف جندي روسي إلى مناطق أخرى من أوكرانيا، ومنع روسيا من السيطرة بسرعة على مدينة زابوريجيا.
وكتب المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك على تويتر: "دمر المدافعون عن آزوفستال خطة روسيا للاستيلاء على شرق أوكرانيا... هذا غيّر مسار الحرب تماماً"، وأضاف "83 يوماً من الدفاع عن ماريوبول سيُسجل في التاريخ تحت اسم تيرموبيلاي القرن الحادي والعشرين" في إشارة إلى المعركة الأخيرة الشهيرة للاسبرطيين ضد الفرس عام 480 قبل الميلاد.
ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن القوات الروسية تنسحب من محيط خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، لإعادة الانتشار في دونباس. وأعلنت كييف الإثنين استعادة السيطرة على المنطقة الحدودية فيها.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالته اليومية ليل الاثنين أن "القوات المسلحة الأوكرانية تتصدى لهجمات مستمرة في تلك المناطق حيث لا تزال روسيا تحاول التقدم". وأضاف "لا تزال سيفيرودونيتسك ومدن أخرى في دونباس، الأهداف الرئيسية للمحتلين".
وإذا ما تمكنت القوات الروسية من السيطرة على سيفيرودونيتسك، المدينة الواقعة بأقصى الشرق والتي تسيطر عليها القوات الأوكرانية، فسيمنح ذلك الكرملين سيطرة فعلية على لوغانسك وهي تشكل مع دونيتسك الانفصالية أيضًا إقليم دونباس. لكن صدّت محاولات روسيا تطويق سيفيرودونيتسك تماما وعمدت القوات الأوكرانية إلى نسف جسور سكك حديد لإبطاء تقدم الروس.
ع.ح./ف.ي. (رويترز، ا ف ب، د ب ا)