تجدد الاشتباكات في إيران قبل تأبين منتظري
٢٣ ديسمبر ٢٠٠٩بعد اندلاع الاشتباكات خلال مراسم تشييع جنازة أية الله العظمي حسين على منتظري في قم يوم الاثنين، اشتبكت الشرطة وأنصار المعارضة مجدداً قبل حفل تأبينه الذي كان من المقرر إقامته في أصفهان الواقعة في وسط إيران بالقرب من مدينة نجف أباد، مسقط رأس منتظري. ووفقاً لتقارير غير مؤكدة أوردتها مواقع إليكترونية خاصة بالمعارضة فقد أصيب عدد من أنصار المعارضة في حين أُلقي القبض على آخرين. وأفادت المواقع أن السلطات المحلية في أصفهان أصدرت أوامر للشرطة ليلة الاثنين الماضي بإغلاق المسجد الذي كان ستقام فيه مراسم التأبين.
واندلعت الاشتباكات بعد منع المشاركين في التأبين من الدخول للمسجد حيث كان من المقرر أن يقود آية الله جلال الدين طاهري القريب من الإصلاحيين مراسم التأبين. وذكرت التقارير اعتقال أكثر من 50 شخصاً، كما أفادت أن المشاركين في التأبين كانوا من أنصار زعيم المعارضة مير حسين موسوي، في حين أفاد شهود عيان في أصفهان أن العديد منهم كانوا يريدون فقط المشاركة في حفل تأبين منتظري بصفته شخصية دينية مرموقة .
دعوة إلى "العودة لأحضان الوطن"
ومن ناحية أخرى ذكرت وكالة فارس أن رئيس الشرطة الإيرانية إسماعيل أحمدي مقدم حذر من حدوث مواجهات إذا استمرت المظاهرات بحجة وفاة منتظري. ونقلت الوكالة عن المرجع الديني آية الله حسين نورى همداني تحذيره للمعارضة في قم حيث قال "ليس هناك ذنب أكبر من إعطاء أعداء الإسلام ضوء أخضر (...) وليس هناك ذنب أكبر أيضا من أن تكون لك اتصالات مع أوباما وساركوزى وميركل"، وذلك في إشارة للرئيسين الأمريكي والفرنسي والمستشارة الألمانية. ودعا نوري همداني الذي يُعد من أحد أنصار أحمدي نجاد قادة المعارضة "للعودة إلى أحضان الوطن" ووقف جهودهم التي لا طائل ورائها ضد المؤسسة. وأفادت وكالة فارس أن أنصار أحمدي نجاد في المقابل نظموا مسيرة و رددوا شعارات مؤيدة لمؤسسة الجمهورية الإسلامية ولكن لم تنشر الوكالة أي تقارير حول وقوع اشتباكات أو اعتقالات.
وكان أية الله العظمي حسين على منتظري توفى ليلة السبت الماضي عن عمر يناهز 87 عاما أثناء نومه في منزله بمدينة قم الدينية. وكان منتظري من صناع الثورة الإسلامية التي قامت عام 1979 وأطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة، ورشح يوماً لخلافة آية الله روح الله الخميني كزعيم أعلى للجمهورية الإسلامية. لكنه أُقصي عن الحياة السياسة بعد أن انتقد إعداما جماعياً لسجناء في أواخر الثمانينات، كما كان من أشد المنتقدين للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد واتهم حكومته بممارسة الديكتاتورية بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي جرت في شهر يونيو (حزيران) الماضي، وكان يُعتبر الراعي الروحي لحركة المعارضة.
(س ج / رويترز، د أ ب)
مراجعة: طارق أنكاي