تبنى هجوم موسكو.. ماذا نعرف عن تنظيم "داعش- خراسان"؟
٢٥ مارس ٢٠٢٤شهدت موسكو واحدة من أعنف الهجمات الإرهابية منذ عقود يوم الجمعة الفائت (22 آذار/مارس 2024)، عندما اقتحم مسلحون قاعة للحفلات الموسيقية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 133 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين.
بعد وقت قصير من الهجوم، أعلنت "ولاية خراسان" وهي فرع لتنظيم "الدولة الإسلامية " (داعش) مسؤوليتها في بيان مقتضب صدر على حساب "وكالة أعماق" التابعة للتنظيم الإرهابي على منصة تيليغرام.
يُعرف تنظيم "داعش-خراسان" بأنه أحد أكثر فروع تنظيم "الدولة الإسلامية" وحشية. وقتلت جماعة "داعش-خراسان" الإرهابية الآلاف في أفغانستان وباكستان في هجمات نفذتها منذ عام 2015.
تستمد المجموعة اسمها من خراسان، وهي تسمية قديمة لمنطقة تشمل أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان. ولكن أنشطة المجموعة الإرهابية تمتد إلى ما هو أبعد من هذه المنطقة. وبالإضافة إلى ارتكاب هجمات مميتة في إيران وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان، سعى تنظيم "داعش-خراسان" لتنفيذ عمليات تستهدف الولايات المتحدة وأوروبا.
تم تشكيل "داعش- خراسان" في عام 2014 من قبل منشقين عنطالبان والقاعدة في باكستان وأفغانستان. وتبنى المنشقون رؤية أكثر عنفاً للظاهرة الجهادية الإرهابية. وفي عام 2015، عرّفت الجماعة نفسها رسمياً على أنها امتداد لتنظيم "داعش" في منطقة خراسان. ومثل داعش، يلتزم "داعش-خراسان" بهدف إقامة خلافة عابرة للحدود الوطنية، وهي دولة للمسلمين تحكم حسب تفسيرها المتطرف للإسلام.
في أفغانستان
ويصف المحللون الصلات بين أعضاء "داعش-خراسان" والجماعات الإرهابية ذات التفكير المماثل بأنها "سائلة"، بحيث يغير المقاتلون والفصائل من القاعدة وطالبان والميليشيات الأخرى ولاءاتهم بين تلك المجموعات.
قبل عودة طالبان للسلطة بعيد الانسحاب الأمريكي في آب/أغسطس 2021، استهدفت كل من القوات الأمريكية والقوات الحكومية آنذاك تنظيم "داعش-خراسان" في أفغانستان، مما أسفر عن مقتل العشرات من قادته من المستوى المتوسط والعالي. ومع ذلك، فإن الفراغ الأمني الناجم عن الانسحاب الأمريكي أعاد تنشيط الجماعة وسمح لها بإقامة معسكرات تدريب إضافية وتوسيع شبكاتها العالمية.
ويقول مسؤولو طالبان إنهم حاولوا احتواء أنشطة "داعش-خراسان"، زاعمين أن قوات الأمن اعتقلت وسجنت الآلاف من أعضاء الجماعة. ومع ذلك، فقد اعتُبرت قدرة طالبان على احتواء الجماعة غير كافية وغير فعالة، حيث زادت وتيرة هجمات الجماعة على الأقليات العرقية والدينية في أفغانستان وأصبحت اكثر فتكاً.
وقد أعربت الأمم المتحدة مراراً وتكراراً عن مخاوفها من أن جماعات مثل تنظيم القاعدة وتنظيم "داعش -خراسان" يمكن أن تحصل على أسلحة متقدمة تابعة لحلف شمال الأطلسي تركتها وراءها عندما انسحبت القوات الدولية من أفغانستان.
إيران وروسيا
وأعلن تنظيم "داعش-خراسان" مسؤوليته عن التفجير الذي وقع في 3 يناير/كانون الثاني وأدى إلى مقتل 95 شخصاً في كرمان بإيران. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم حذروا نظراءهم في إيران قبل الهجوم.
وفي مارس/آذار، أشار مسؤولو المخابرات الأمريكية إلى أن "داعش-خراسان" كان ينشط في روسيا للتخطيط لهجمات في موسكو. وزعم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أنه أحبط هجوماً مسلحاً شنه تنظيم "داعش-خراسان" على كنيس يهودي في منطقة كالوغا بالقرب من موسكو في 7 آذار/مارس.
وشككت روسيا الاثنين (25 آذار/مارس 2024) في تأكيدات الولايات المتحدة أن تنظيم "الدولة الإسلامية" هو المسؤول عن الهجوم المسلح على قاعة حفلات موسيقية خارج موسكوواتهمت واشنطن بالتستر على أوكرانيا.
وبسبب تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد، ينظر "داعش" لبوتين على أن يديه ملطخة بدماء المسلمين. كما تركز دعاية "داعش-خراسان" على التدخل السوفييتي في أفغانستان.
أوروبا
ويسعى تنظيم "داعش-خراسان" إلى تنفيذ هجمات إرهابية في أماكن أخرى في أوروبا. واعتقلت الشرطة الألمانية العديد من أنصار التنظيم في السنوات الأخيرة. وفي مارس/آذار، ألقي القبض على شخصين يشتبه في أنهما من أنصار التنظيم في ولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية واتُهما بالتخطيط لمهاجمة البرلمان السويدي. وفي الأسبوع نفسه، ألقت الشرطة في هولندا القبض على شخصين، رجل من طاجيكستان وزوجته، بشبهات مماثلة مرتبطة بالإرهاب.