تباين في تقييم الصحف الألمانية لزيارة مرسي إلى برلين
٣١ يناير ٢٠١٣في تعليقها على زيارة الرئيس المصري محمد مرسي إلى ألمانيا، كتبت صحيفة "فيستدويتشه تسايتونغ" Westdeutsche Zeitung:
"زيارة الرئيس المصري محمد مرسي كانت قصيرة، إلا أنها مهمة. فصحيح أن الوضع في بلاده منذ اندلاع الثورة ضد نظام مبارك يتطور في اتجاه قد لا يروق لأحد في العالم الغربي، إلا أن وضع المعارضة والأقباط في مصر لن يتحسن إذا ما واصل مرسي وجماعة الإخوان المسلمين القوية في تنفيذ برامجهم الخاصة بسرية تامة. الحوار أيضاً مع الحكومة الألمانية يساعد القوى الديمقراطية في مصر. فعدم استقبال مرسي لأنه قطع حتى الآن وعوداً كثيرة لم يلتزم بها كان سيترك مصر والقوى المعتدلة هناك تواجه مصيرها لوحدها، وهو ما كانت عواقبه ستكون وخيمة".
أما صحيفة "دي فيلت" Die Welt، فقد انتقدت زيارة مرسي إلى ألمانيا في الوقت الذي تشهد فيه مصر مواجهات، وعلقت على الزيارة بالقول:
"يمكن وصف ذلك بالوقاحة، فبلاده تشهد احتجاجات واسعة منذ عدة أيام، لأن الرئيس محمد مرسي تخلى عن تحفظاته، وكلما طال الوقت، كلما اتضح بشكل لا لبس فيه أنه لم يتخل إلا شكلياً عن عضويته في جماعة الإخوان المسلمين. كما يحاول مرسي، بوعي تام وبكل استعداد للمواجهة، تحويل هذا البلد، الذي كان يرزح خلال العقود الماضية تحت حكم استبدادي وحاكم كان يُعد ضامناً للاستقرار في المنطقة، إلى نظام إسلامي استبدادي. لذا، لا يمكن الاعتبار بأنه يحترم المؤسسات وفصل السلطات".
من ناحيتها، أثنت صحيفة "تاغستسايتونغ" Tageszeitungالألمانية على المستشارة ميركل، لأنها لم تظهر خلال لقائها مع الرئيس المصري مرسي بمظهر المعلم الذي يلقن الدروس، وكتبت في تعليقها:
"إنه شيء جيد، لأنها (المستشارة ميركل) تتذكر بالتأكيد ثلاثة عقود من الدعم الألماني المتواصل للنظام الدكتاتوري السابق في مصر باسم الحفاظ على الاستقرار. أوأنها فكرت في العلاقات الألمانية الجيدة حالياً مع المملكة العربية السعودية، حيث تُعتمد الشريعة الإسلامية كدستور للبلاد. وعلى أي حال، لم تقع المستشارة الألمانية في خطأ التحيز لطرف ما في خضم الصراع السياسي الداخلي الذي تشهده مصر. فالنزاع حول الطريق الذي ينبغي أن تسلكه مصر مستقبلاً ينبغي أن يقرره المصريون وحدهم. لكن ميركل حثت مرسي على الدخول في حوار مع جميع القوى الديمقراطية. إن ذلك منطقي، لأنه يبدو في الوقت الراهن الطريق الوحيد للمضي قدماً".