تبادل أسرى مع السعودية ووفد عماني في صنعاء.. الانفراج قادم؟
٨ أبريل ٢٠٢٣بدأ وفد عماني زيارة إلى صنعاء لإجراء محادثات مع الحوثيين ضمن وساطة تهدف إلى التوصل لهدنة جديدة في اليمن وإحياء عملية السلام بعد التقارب السعودي الإيراني، حسبما أفادت مصادر يمنية مسؤولة وكالة فرانس برس السبت (الثامن من نيسان/أبريل 2023).
ويرى مسؤولون في الأمم المتحدة وخبراء في الشأن اليمني أن اتفاق طهران والرياض اللتين تدعمان أطرافًا متنازعة في اليمن الغارق في الحرب، على استئناف العلاقات الدبلوماسية، قد يدفع باتجاه حل سياسي في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وقالت مصادر مسؤولة في مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين: "وصل وفد عماني برفقة محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الحوثيين إلى صنعاء لإجراء مباحثات مع القيادية الحوثية" بشان هدنة جديدة "وعملية السلام".
وأكد عبد السلام المقيم في عمان في تغريدة على تويتر وصوله "والوفد العماني الشقيق الى العاصمة صنعاء".
تبادل أسرى
في هذا الوقت، أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين عبد القادر المرتضى، عن وصول 13 أسيرًا إلى مطار صنعاء الدولي، مقابل أسير سعودي أُفرج عنه في وقت سابق، وذلك قبيل تبادل أوسع للأسرى اتفق عليه الطرفان المتحاربان.
وقال المرتضى في تغريدة: "استقبلنا اليوم في مطار صنعاء الدولي 13 أسيراً ومعتقلاً أفرجت عنهم السلطات السعودية في مقابل أسير سعودي أفرجنا عنه في وقتٍ سابق". وعبّر المرتضى عن أمله ي أن تكون هذه الخطوة "مقدمة لتنفيذ الصفقة المتفق عليها نهاية هذا الأسبوع إن شاء الله".
والشهر الماضي، أعلن الحوثيون والحكومة اليمنية أنّهم توصّلوا خلال مفاوضات في برن إلى اتّفاق على تبادل أكثر من 880 أسيراً، في بادرة أمل جديدة مع تسارع الجهود لإنهاء الحرب.
وأحيا الإعلان الشهر الماضي عن اتفاق تقارب بين السعودية وإيران، أهم قوّتَين إقليميّتَين في الخليج هما على طرفَي نقيض في معظم ملفّات منطقة الشرق الأوسط،، التفاؤل الذي بدأ العام الماضي بالتوصل إلى الهدنة.
في غضون ذلك أعلنت الخارجية السعودية اليوم السبت أنّ وفدًا دبلوماسيًا وصل إلى طهران لمناقشة آليات إعادة فتح ممثليات المملكة في إيران، وذلك بعد يومين من لقاء وزيري خارجية أهم قوّتَين إقليميّتَين في الخليج في بكين.
وهذه أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤولون سعوديون لإيران منذ الإعلان المفاجئ في 10 آذار/مارس عن اتفاق برعاية صينية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين الرياض وطهران منذ سبع سنوات.
وتقود السعودية منذ 2014 تحالفًا عسكريًا يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، في حين تدعم إيران المتمردين الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة في 2014.
تصور سعودي لحل الأزمة
وبحسب مصادر حكومية يمنية، فإنّ أعضاء مجلس الرئاسة اليمني "وافقوا" مؤخرًا على تصور سعودي بشأن حل الأزمة اليمنية بعد مباحثات سعودية حوثية برعاية عمانية استمرت لشهرين في مسقط.
ويقوم التصور السعودي وفقًا للمصادر على الموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الاطراف.
وتتضمن المرحلة الأولى خطوات إجراءات بناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار. ولم يجب مسؤولون سعوديون على طلب وكالة فرانس برس التعليق.
والأربعاء، حث المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الإيرانيين على "أن يظهروا حقًا أنهم يحدثون تحولًا إيجابيًا في النزاع، عندها لن يكون هناك تهريب أسلحة للحوثيين بعد الآن في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي". وكان المبعوث قد زار سلطنة عمان في الأسابيع الأخيرة. ورحّبت إيران بالدعوة، معتبرة أن تصريحات ليندركينغ "مرضية".
من جهته حذّر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ الأحد من أن البلد الذي مزقته الحرب يواجه "وقتًا حرجًا"، داعيًا إلى إنهاء النزاع بشكل دائم، وذلك بعد عام بالضبط من التوصل الى هدنة أدت الى توقف القتال بشكل كبير.
واعتبر الدبلوماسي السويدي أن الهدنة التي تم التوصل اليها في 2 نيسان/أبريل 2022 بوساطة من الأمم المتحدة "لحظة من الأمل"، مشيرًا إلى أنها قائمة بشكل كبير رغم انتهاء مفاعيلها في تشرين الأول/أكتوبر.
وأدت الحرب في اليمن منذ 2014 إلى مقتل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر واعتماد معظم السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
م.ع.ح/أ.ح (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)