تأهب في اليونان للتخلص من اللاجئين وإعادتهم إلى تركيا
٢١ مارس ٢٠١٦في مقدمة موكب المظاهرة التي شهدها مركز مدينة تيسالونيكي اليونانية السبت الماضي مشى لاجئون وخلفهم مجموعات من اليسار السياسي اليوناني ومدافعين عن مبادرات ضد العنصرية والفاشية. قبل سنة واحدة فقط كان بالإمكان مصادفة ممثلين عن الحكومة اليسارية الحالية في مثل هذه المظاهرات المناهضة للعنصرية في عديد من المدن اليونانية. الطرف المستهدف بالإنقادات حاليا هي حكومة أثينا. وفي المنشورات التي وزعها منظمو تلك المظاهرات وُصفت معسكرات اللاجئين التي أقيمت حديثا من قبل حكومة أثينا "بمعسكرات اعتقال يجب حلها".
اللاجئون يحملون الخوف
للاجئين تطلعات أخرى. فهم يهتفون من حين لآخر بالانجليزية:"افتحوا الحدود"، كما ينشدون أغاني بالعربية تفضح مسؤولية الرئيس بشار الأسد في تدمير المدن وقتل الأطفال السوريين. ثم يدوي في الأفق شعار مفاده أن المتظاهرين يودون تقديم صورة محترمة عن سوريا، وينطلق هذا الموقف من أن "السلوك الخطأ يقابل في سوريا دوما بالسجن"، كما تحدثت عن ذلك عالمة الأعراق الأمريكية كاثرين من جامعة كولومبيا، والتي تتحدث العربية بطلاقة. وتؤكد كاثرن أن اللاجئين يحملون ذلك الخوف في نفسهم، وهم يخشون أن يحصل ذلك أيضا في اليونان.
المجموعة التي ضمت نحو 200 من المتظاهرين السوريين تأتي من مخيم اللاجئين "ديافاتا" الذي يبعد بعشرة كيلومترات عن تيسالونيكي والمقام في منطقة عسكرية. حافلات النقل الأربعة نظمتها مجموعات يسارية. وخلال المهرجان الخطابي كان أعضاء المجموعات يهتفون بشعارات مناهضة لحلف شمال الأطلسي وضد الامبريالية. ويبدو أن غيرهم من اللاجئين لم يهتموا بتلك الشعارات، فهم لا يفهمون محتوها. اللاجئون السوريون لا يتطلعون إلى ثورة عالمية بقدر ما هم يواجهون مشاكل ملموسة طارئة، لاسيما مسألة كيفية الانتقال إلى ألمانيا ومدى إمكانية ذلك، مثل الطالب محمد البالغ من العمر 20 عاما والذي فر مع أخويه من مدينة دير الزور التي سيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي. ويقول محمد إن غالبية اللاجئين من مخيم ديافاتا لم يسجلوا أسماءهم في لوائح برنامج الاتحاد الأوروبي لتوزيع اللاجئين. ويضيف بأنهم سمعوا أنه سيتم فتح الحدود.
العيش في صالة المخيم
نفس الموقف تعبر عنه دلال، وهي أرملة مع أربعة أطفال تنحدر هي الأخرى من مدينة دير الزور. دلال فرت مع عائلة تضم 40 شخصا تتراوح أعمارهم بين سنتين و 68 عاما. وهم يقيمون منذ أيام في قاعة المخيم رقم 18 في ميناء تيسالونيكي حيث تم جلب نحو 320 لاجئا عبر جزيرة ليسبوس ومدينة كفالا في شمال اليونان.
عند وصولهم إلى ذلك المكان تحدثت نقابة الميناء عن رمز للتضامن، فيما قالت إدارة الميناء إنها سلمت مخيم مجهزا للاجئين ، أما البلدية فتحدثت عن تنسيق جيد في الأعمال التي يقوم بها المتطوعين والمنظمات غير الحكومية. لكن الحقيقة هي أن اللاجئين وجدوا قاعة فارغة أقاموا فيها الخيم التي كانوا يحملونها معهم، كما لا وجود لأية منظمة غير حكومية. ولا أحد من بين اللاجئين يشتكي من الوضع بالرغم من البرد القارص، لكن المراحيض في الميناء تخضع للتنظيف باستمرار، كما أن طبيبا تابعا للصليب الأحمر يتفقد اللاجئين يوميا. والجيش اليوناني يتكفل بحصول اللاجئين على ثلاث وجبات طعام في كل يوم.
اللاجئون يغادرون الجزر
ورغم دخول اتفاقية اللاجئين المبرمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ الأحد (20 مارس/آذار)، يستمر المهاجرون في التدفق على اليونان. وبسبب استمرار هذا التدفق، تخطى عدد اللاجئين المتواجدين في اليونان لأول مرة حاجز 50 ألف لاجئ حتى صباح يوم الاثنين، حيث تقدر لجنة إدارة الأزمات اليونانية عددهم حاليا بنحو 50411 لاجئ.
وذكرت اللجنة أنه خلال الفترة بين صباح أمس الأحد وصباح يوم الاثنين عبر حوالي 1662مهاجرا من الساحل التركي إلى جزر بحر ايجة اليونانية. كما تحدثت تقارير إعلامية عن تراجع تدفق اللاجئين على جزيرة ليسبوس اليونانية.
وتنص الاتفاقية الأوروبية التركية على تعهد تركيا باستعادة جميع اللاجئين الذين انتقلوا بداية من الأحد (20 مارس/آذار) من هناك إلى اليونان بصورة غير شرعية، وذلك اعتبارا من مطلع نيسان/أبريل المقبل.
وبموجب الاتفاقية، سيكون فقط للاجئين الذين وصلوا إلى اليونان قبل يوم الأحد الحق لمراجعة وضعهم القانوني في اليونان، حيث سيسمح بالبقاء في اليونان فقط لمن يثبت أنه متعرض للملاحقة في تركيا.