إصابة الحوامل بالاكتئاب تؤثر على فهم تعابير وجه الرضع
٩ أكتوبر ٢٠١٨
وجدت دراسة تجريبية أن النساء الحوامل اللواتي عانين من الاكتئاب أو الاضطراب الثنائي القطب، أي الهوس، والاكتئاب، تميزن وجوه الرضع وكيف يضحكون أو يبكون بطريقة مختلفة عن الحوامل الطبيعيات. وهذا يحدث حتى لو كن لا يعانين حالياً من أعراض الاكتئاب أو الهوس، وقد يمثل هذا عامل خطر مبكر لأطفال هؤلاء النساء، رغم أن القائمين على الدراسة شددوا على أن المزيد من الأبحاث مطلوبة لتأكيد أي آثار على المدى الطويل. وجرى تقديم هذا البحث في مؤتمر طبي بمدينة برشلونة بإسبانيا. وجاء على موقع "ساينس ديلي" المعني بشؤون العلوم أن الأرقام تظهر أن نحو 8 بالمئة من الأوروبيين عانوا من الاكتئاب خلال الـ12 شهراً الماضية، حيث تبين أن معدل إصابة النساء بالاكتئاب البالغ أعلى بنسبة 50 بالمئة تقريباً من الرجال، في حين عانى نحو 1 بالمئة من الأوروبيين من الاضطراب الثنائي القطب على مدار الـ12 شهراً الماضية. وفي ظل إنجاب نحو 5,1 مليون مولود سنوياً في الاتحاد الأوروبي، سوف يعاني عدد كبير من النساء اللائي أصبحن حوامل من الاكتئاب أو الاضطراب الثنائي القطب.
صعوبة في تمييز تعابير الوجه
قام الباحثون بمقارنة 22 امرأة حامل حالياً في حالة صحية جيدة، ولكن لديهن تاريخاً من الاكتئاب و7 منهن يعانين من الاضطراب ثنائي القطب وفي حالة جيدة أيضاً، مقابل 28 امرأة حامل طبيعيات. كما أنهم فحصوا 18 امرأة غير حامل، كمجموعة شاهدة. وبين الأسبوع الـ27 و الـ39 من الحمل، جرى فحص عن استجابة كل النساء لسلسلة من الوجوه السعيدة أو الحزينة، وللضحك والبكاء، لكل من الرضع والبالغين. وطلب من النساء بالتحديد تقييم إلى أي مدى كان الرضع سعداء أو حزينيناستناداً إلى التعبير الوجهي أو الصوتي لعواطفهم (بما في ذلك الابتسام والضحك والبكاء). وجد الباحثون أنه مقارنة بالنساء الحوامل اللواتي لا يشتكين من أي مرض: كان لدى النساء الحوامل المصابات باضطراب ثنائي القطب صعوبة في تمييز كل تعابير الوجه وأبدين "تحيزاً إيجابياً للتعرف على الوجوه"، حيث أظهرن تمييزاً أفضل للوجوه السعيدة للبالغين، وتقييمات أكثر إيجابية لوجوه الرضع السعيدة. وعلى النقيض، أظهرت النساء الحوامل اللائي مررن سابقاً بالاكتئاب تحيزاً سلبياً في تمييز تعابير وجوه البالغين، وكان تقييمهم أكثر سلبية لبكاء الأطفال.
ويجدر التأكيد على أن هذا العمل لا يقول إن النساء المصابات بهذه الأمراض "أمهات سيئات"، ولكنه ببساطة يوضح أنه بسبب تاريخهن المرضي، قد يجدن صعوبات في التفسير والاستجابة بشكل ملائم للاحتياجات العاطفية للرضع. وقال الباحثون إن هذا البحث هو الأول من نوعه، الذي يظهر هذا الرابط في كل من الاكتئاب، والاضطراب الثنائي القطب، وبالتالي هناك حاجة لمزيد من الدراسات في هذا الشأن. وتعليقا على البحث، قال البروفيسور إدوارد فيتا من معهد علم الأعصاب بجامعة برشلونة: "تضيف هذه الدراسة إلى الأدبيات العلمية المتنامية، التي تظهر الانحياز العاطفي في الأشخاص، الذين يعانون من الاضطرابات المزاجية، حتى عندما يكونون في حالة هدوء، ولأول مرة تظهر الصعوبات، التي تواجه الأمهات في تمييز العواطف في الرضع. ومع ذلك فإن النتائج لا تعني على الإطلاق أن النساء اللواتي يعانين من مثل هذه الظروف لن يكون بمقدورهن تربية طفل بشكل صحيح ولا يثبت وجود أي خطر على أطفالهن بسبب عدم وجود بيانات على المدى الطويل".
ر.ض/ هـ.د (د ب أ)