بين الترحيب والسخرية - دور السعودية في سوريا بعيون العرب
١٥ فبراير ٢٠١٦بعد أن كانت السعودية تقود في سوريا حربا بالوكالة – وفق ما يقول ناقدوها – من خلال دعم أطياف من المعارضة السورية بالمال والعتاد، ها هي تصبح بدورها طرفا في النزاع السوري بعد أن أعنلت إرسال مقاتلات من طراز أف-16 إلى قاعدة انجرليك التركية للمشاركة "في محاربة الإرهاب". فيما يقول مراقبون، إن السعودية تريد دعم المعارضة السورية التي وجدت نفسها محاصرة في حلب من قبل قوات الأسد وحلفائه من روس وإيرانيين ومقاتلي حزب الله وبالتالي الحليولة دون تحقيق الأسد مكاسب عسكرية أخرى على الأرض. وانتصار الأسد يعني أن تنتصر خصم السعودية اللدود إيران، أحد أهم داعمي الأسد، وأن يمتد نفوذها في منطقة الشرق الأوسط.
إعلان السعودية التدخل عسكريا في سوريا قوبل بمواقف متباينة في العالم العربي. ويتجلي هذا التباين في تعليقات الصحفيين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر. فالمحلل الكويتي عبد الله الشايجي يرحب بأخذ السعوديين المبادرة للدفاع عن الأغلبية السنية في سوريا، ويقول في تغريدة على توتير:
من جهتها، نقلت صحيفة القبس الكويتية اليوم الاثنين (15 فبراير/شباط 2016) عن الكاتب والمحلل السعودي جمال خاشقجي، المقرب من العائلة المالكة في السعودية، قوله: "إن عدم التدخل (في سوريا) أصعب وأكثر تكلفة من التدخل. لأن الصمت وترك الأمر سيؤدي إلى تسليم سوريا لإيران، وهذا يشكل تهديداً استراتيجياً ومسألة غير مقبولة بالنسبة للمملكة وتركيا."
وحتى وإن تحدث عن تركيا، التي تخشى من أن تقوى شوكة الأكراد في سوريا بمساعدة روسية ليصبح لهم شريطا حدوديا متصلا على حدودها، –الأمر الذي ترى فيه أنقرة تهديدا لأمنها القومي بالنظر إلى التوتر في مناطقها الكردية – فإن المخاوف السعودية من أن توسع إيران نفوذها بعد عودتها إلى الساحة الدولية إثر رفع العقوبات عنها، أكبر بكثير، على ما يرى البعض. ففي سياق متصل يكتب الصحفي اللبناني علي حسن باكير في صحيفة العرب القطرية قبل بضعة أيام قائلا: "هناك أعباءً ضخمة لدور سعودي إقليمي يرى فيه كثيرون الحصن الأخير قبل ابتلاع إيران للمنطقة العربية برمتها." وإن أقر بصعوبة المهمة في سوريا، إلا أنه أكد بالقول: "من المعروف أنّ لعبة يجتمع فيها كل من روسيا وأميركا وإيران من غير السهل لدولة إقليمية واحدة مهما بلغت قوتها أن تلعب فيها، لكن من الممكن جدا لدولة أو عدّة دول أن تعرقلها أو تخرّبها أو تغيّر قواعدها."
في حين يرى الصحفي والبرلماني اللبناني السابق ناصر قنديل، وهو مؤيد لنظام الأسد، في تغريدة نشرها على موقع تويتر، أن السعودية وحليفتها تركيا لن تحققا شيئا في سوريا ولن تحولا دون "انتصار نظام الأسد".
أما الصحفي عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة الرأي اليوم، فيرى في إعلان السعودية التدخل عسكريا في سوريا ونيتها إرسال قوات برية إنما هي مجرد "ضجة" و"فقاعة" لا أكثر، مستبعدا في الآن ذاته أن يطبق الإعلان على أرض الواقع، بحيث نشر تعليقا أمس الأحد قال فيه: "إرسال قوات سعودية، وأخرى من الدول الخليجية إلى سورية كانت مشروطة بتحقيق أمرين أساسيين، الأول: ان تكون تحت قيادة أمريكية، والثاني: أن توافق كل من تركيا والأردن على فتح مطاراتها ومعابرها البرية أمامها، والرفض الأمريكي لقيادة هذه القوات نسف الشرطين معا، كما أن تقدم القوات السورية نحو الحدود التركية أغلق الأبواب نهائيا أمامها وقبل أن تتحرك من قواعدها في بلدانها الأصلية."
مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بدورهم علقوا على الخطط السعودية في سوريا، ففي سياق متصل كتب مستخدم يتخذ من اسم "ثائر الهموي" تعليقا ساخرا وشديد اللهجة من القيادة السعودية:
فيما رأى مستخدم آخر، يتخذ من "حماد مطفى" اسما له، أن السعودية ستفشل في سوريا كما في اليمن، حيث علق قائلا:
والبعض الآخر، يرى أن السعودية ربما قد تنجر في حرب استنزاف طويلة في سوريا ويكون مصيرها مصير العراق، حيث علق المستخدم "الدكتور محمد الرفاعي" قائلا:
أما البعض الآخر، على غرار هذا المستخدم الذي يطلق على نفسه "علي الرمح"، فهلل ورحب بإعلان السعودية التدخل عسكريا في سوريا، وعلق قائلا:
وفيما لا يزال إعلان السعودية التدخل عسكريا في سوريا قد يصل إلى حد إرسال قوات برية يسيل الكثير من الحبر، يتزايد القلق من استخدام الانتماء الطائفي في المنطقة العربية لتكريس الطائفية والانقسام إلى حد العداء حتى داخل البلد الواحد.