بيربوك تحذر من الاعتماد على الأنظمة الاستبدادية في الطاقة
٦ سبتمبر ٢٠٢٢خلال فعاليات يوم الاقتصاد لرؤساء البعثات الألمانية في الخارج والتي انعقدت في وزارة الخارجية الألمانية، تحت شعار "الاقتصاد من أجل حماية المناخ والاستدامة"، قالت وزيرة الخارجية الألمانية المنتمية إلى حزب الخضر، اليوم الثلاثاء (6 سبتمبر/ أيلول 2022) إن من الضروري مستقبلا أن يكون هناك شركاء موثوقون. وأضافت بيربوك:" لا يمكننا للمرة الثانية أن نعول على مبدأ الأمل الذي يرى أن الأمر لن يكون على هذا النحو من السوء مع هذه الحكومات الاستبدادية"، لكنها لم تشر إلى الدول التي تعنيها بهذا الحديث.
وفي سياق الحديث عن وقف توريدات الغاز القادم عبر خط نورد ستريم 1، اتهمت بيربوك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقيام بمحاولات ابتزاز على نحو علني متزايد. وقالت إن الكرملين يعتقد أن له اليد العليا في هذا "لكننا لن نقبل بهذا الابتزاز". وتابعت بيربوك قائلة: "دفعنا ثمنا باهظا لمبدأ الأمل في سير الأمر (الاعتماد على أنظمة استبدادية) بشكل جيد بطريقة ما، ونحن ندفع ثمنا باهظا لهذا الآن وهناك آخرون يدفعون للتو الثمن من حياتهم" وذلك في إشارة إلى اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي.
"دفعنا مقابل الغاز الروسي أضعافا من أمننا القومي"
وقالت بيربوك:" في الواقع إننا لم نحصل على الغاز من روسيا بثمن رخيص قط، وربما كان السعر مناسبا في أوقات معينة، لكن هذا الذي أدى إلى السعر المناسب، كان عبارة عن اعتماد أعمى أو تبادل للبنية التحتية وهو ما كان بمثابة مخاطرة أمنية فعلا". وأردفت " لقد دفعنا مقابل الغاز الروسي ضعفين أو ثلاثة أضعاف من أمننا القومي". ورأت بيربوك أنه إذا كانت ألمانيا ستدخل حاليا في شراكات للطاقة على سبيل المثال، فإن المؤكد " أنه سيتم تحويله مستقبلا إلى غاز محايد مناخيا وإلى الهيدروجين الأخضر، وهذا هو الطريق الوحيد الذي يمكننا أن نسير فيه مع شركائنا الجدد في مجال الطاقة".
وفيما يتعلق باعتماد الاقتصاد الألماني على الصين في مجال المواد الخام، دعت الوزيرة الألمانية ممثلي الشركات إلى عدم غض الطرف عما يحدث هناك وقالت إن نفس الشيء يسري أيضا على استراتيجية الصين التي تخطط لها الحكومة الألمانية " وأتمنى أن يسري هذا أيضا على أنشطتكم الاقتصادية الأخرى". واختتمت حديثها قائلة إنه حتى قطاع الاقتصاد لا يمكنه تحمل التصرف وفقا لـ "عقيدة الأعمال التجارية (بزينس) أولا، دون أن يضع في حسبانه المخاطر والتبعيات طويلة الأمد.
مسؤولة أوروبية: "روسيا تحرق الغاز"
ومن جهتها أعلنت المفوضة الأوروبية للطاقة كادري سيمسون أن روسيا التي علقت تسليم الغاز إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق خط أنابيب نورد ستريم "تحرق الغاز" لأن "خزاناتها ممتلئة".
وصرحت المفوضة الأوروبية للصحافيين خلال زيارة للعاصمة الاندونيسية جاكرتا "نرى أن روسيا وشركاتها تستخدم الغاز الطبيعي كسلاح. لقد أوقفوا الشحنات إلى أوروبا لكن ... ليس لديهم خطوط أنابيب غاز أخرى إلى مناطق أخرى من العالم وخزاناتهم الجوفية ممتلئة". وأضافت حيث كانت في إندونيسيا للمشاركة في اجتماع لمجموعة العشرين حول الطاقة: "لقد سجلت أقمارنا الاصطناعية تسربا للغاز وحرقا للغاز الطبيعي لكن هذا مضر للغاية بالبيئة لأن غاز الميثان هو ثاني أكثر الغازات الضارة بين غازات الدفيئة".
أردوغان: أوروبا تحصد ما زرعته
وتتزايد المخاوف في أوروبا من أن يكون الشتاء القادم قاسيا، بعدما أوقفت روسيا التدفقات عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 إلى أجل غير مسمى، وقلصت أو أوقفت الإمدادات عبر ثلاثة من أكبر خطوط ضخ الغاز للغرب منذ غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط. كما تقوم بإعادة توجيه إمدادات النفط باتجاه الشرق.
ومن جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن روسيا تقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن أوروبا ردا على العقوبات (الأوروبية)، معتبرا أن أوروبا "تحصد ما زرعته".
وقال أردوغان، لصحفيين في أنقرة الثلاثاء، إن العقوبات قادت بوتين للرد باستخدام إمدادات الطاقة. واستطرد بالقول إن "بوتين يستغل كل وسائله وأسلحته، وأهمها الغاز الطبيعي. وللأسف، لم نكن نريد هذا ولكن، هذا هو ما يحدث في أوروبا". وعبر عن اعتقاده بأن "أوروبا ستواجه مشاكل خطيرة هذا الشتاء"، مضيفا "ليست لدينا مثل هذه المشكلة".
ف.ي/ ص.ش (د ب أ، أ ف ب، رويترز)