بوينغ تعتزم رفع شكوى قضائية ضد قرار البنتاغون منح عقد تجاري ضخم لايرباص
١١ مارس ٢٠٠٨بعد قرار البنتاغون الأمريكي منح مجموعتي "اي ايه دي اس" EADS الأوروبية و" نورثروب غرامان" الأمريكية لتصنيع الطائرات، عقدا لتجديد 179 طائرة إمداد لحساب سلاح الجو بقيمة 35 مليار دولار، أعلنت منافستهما الأميركية "بوينغ" لصناعة الطيران أنها سترفع اليوم الثلاثاء (11 آذار/ مارس 2008) شكوى أمام محكمة الحسابات في الولايات المتحدة ضد هذا القرار. ويجب أن تتخذ بوينغ، التي لم تخف من خيبتها بسبب عدم حصولها على العقد، قرارا قبل الأربعاء بسبب الجدول الزمني المتعلق بإجراء رفع الشكوى أمام الهيئة المختصة "مكتب المحاسبة الحكومي"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية.
وتجدر الإشارة إلى أنه يحق لأي شركة أمريكية أن تراجع محكمة الحسابات في حال احتجاجها على عقد موقع من قبل أية دائرة حكومية أميركية. وهناك مهلة خمسة أيام أمام الشركة لتقديم طلب عاجل للنظر في القضية المرفوعة إلى محكمة الحسابات، وذلك بعد حصولها على الإيضاحات المطلوبة من الإدارة الأميركية التي وقعت العقد. وسيكون من حق الجهة القضائية المختصة في حالة اكتشاف أي خروق فسخ عقد البنتاغون الممنوح لـ " اي ايه دي اس" و"نورثروب غرومان"، مما سيعني تقويض فرصة "اي ايه دي اس" للدخول بقوة إلى سوق دفاعية كبيرة في الولايات المتحدة، لم تكن تتواجد فيها إلا بشكل هامشي.
ساسة أمريكيون: العقد لا يخدم الأمن القومي
وأثار قرار البنتاغون منذ إعلانه جدلا كبيرا في الأوساط السياسية والنقابية الأمريكية الداعية إلى وجوب إعطاء الأولوية للشركات الوطنية التي تؤمن في نظرها فرص العمل داخل الولايات المتحدة. كما أعرب أيضا أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي عن استيائهم وطالبو وزير الدفاع الأمريكي أن يبرر سلاح الجو قراره لشركة بوينغ، التي خسرت المنافسة أمام المجموعة الأوروبية.
أما الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي فقد أعلنت من جهتها أمس الاثنين أن الكونغرس "سينظر" في عقد طائرات الإمداد لسلاح الجو الأميركي. وفي هذا الإطار قالت بيلوسي في بيان إن: "قرار سلاح الجو منح عقد التحديث اللازم لأسطول طائرات الإمداد لشركتي نورثروب غرومان وايرباص يثير تساؤلات خطيرة ويجب أن ينظر به الكونغرس بشكل معمق".
كما تساءلت بيلوسي عن عواقب استخدام طائرات تصنعها شركة أجنبية لمهام أساسية على الأمن القومي وأضافت قائلة: "على سلاح الجو أن يشرح للكونغرس كيف أن هذا القرار يلبي احتياجات دفاعنا والدفاع عن الأميركيين على المدى الطويل". كما تساءلت المسؤولة عما إذا تم التنبه لتأثير هذا العقد على سوق الوظائف في الولايات المتحدة.
البنتاغون يبرر قراره ويدحض المخاوف السياسية
من جهتهم أعرب المسؤولون العسكريون الأمريكيون أنهم فضلوا طائرات "أي ايه دي اس" لأنها أكثر ملائمة لإنجاز المهام المنوطة بها. فتلك الطائرات أكبر حجما من الطائرات التي عرضتها بوينغ، فضلا عن ذلك فيه تتسع لنقل كميات أكبر من الوقود ونقل أعداد كبيرة من المسافرين. كما أن الحجم الكبير لتلك الطائرات يجعلها تصلح بشكل جيد كمستشفى متنقل. أما فيما يتعلق بانعكاس هذا العقد على سوق الوظائف في الولايات المتحدة، فقد لفت المسؤولون إلى أنه ستتم بناء طائرات ايرباص في الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع مجموعة " نورثروب غرامان"، الأمر الذي سيعني خلق فرص عمل جديدة.