بوعلام صنصال - روائي جزائري يُكرَّم في معرض فرانكفورت
١٦ أكتوبر ٢٠١١تسلّم الكاتب الجزائري بوعلام صلصال جائزة السلام المرموقة، التي يمنحها اتحاد تجارة الكتب في ألمانيا سنويا منذ عام 1950 وتبلغ قيمتها 25 ألف يورو، وذلك في ختام فعاليات نكفورت الدولي للكتاب. وجاء في بيان الاتحاد أن منح الجائزة لصنصال جاء بفضل دعمه جهود لقاء الحضارات باحترام وتفاهم. وبالطبع فان قيمة الجائزة الحقيقية لا يراها المراقبون بحجمها المالي، بل بقيمتها المعنوية. فقد أثار إعلان منح الجائزة لبوعلام صنصال ردود فعل مختلفة، خاصة في فرنسا، عندما تحدثت وسائل الإعلام هناك عن قرار منح الجائزة إلى صاحب القلم، الذي لا يخاف من طرح الأسئلة الشجاعة.
أما في الجزائر فقد كانت ردود الفعل كانت متواضعة جداً، عن ذلك يقول صنصال: "لم يتحدث أحد عن قرار منحي الجائزة إلا بعد ثلاثة أيام من إعلان الجمعية الألمانية عن ذلك. وذلك من خلال سطرين صغيرين، بين أخبار الطقس في صحيفة ناطقة بالفرنسية. وفي صحيفة (Liberte )الناطقة بالفرنسية أيضا، كتب احدهم موضوعا طويلا، ذكر في نهايته خبر منحي الجائزة".
الأزمة .. البداية
بداياته الأدبية كانت في عام 1999 وكان يشغل حينها منصبا مرموقا في الحكومة الجزائرية في مجال الاقتصاد. فقد درس صنصال الاقتصاد وبناء المحركات. وشغل عام 1996 منصب مدير عام في وزارة الصناعة. وخلال هذه الفترة بدأت الحرب الأهلية في الجزائر، التي راح ضحيتها أكثر من مائتي ألف شخص، حينها كانت آثار أيدي الأجهزة الأمنية واضحة في عمليات القتل والاغتيالات. تلك الأجواء دفعت صنصال إلى الكتابة، في محاولة منه لفهم الذي يجري حوله.
ونشر صنصال أولى رواياته المتأثرة بالحرب الأهلية في بلاده عام 1999 في فرنسا بدار غاليمار الباريسية، تحت عنوان "قَسَمُ البرابرة"، والتي ترجمت إلى اللغة الألمانية عام 2003. حينها اقترحت الدار الفرنسية نشر الرواية تحت اسم مستعار، لكن صنصال رفض ذلك، والسبب يوضحه هو بالقول: "عندما يكرس المرء نفسه لموضوع ما، فان عليه عدم الاستسلام. ولا يمكن أن يفعل ذلك من خلال الكتابة تحت اسم مستعار. فالناس يتساءلون عن هوية الكاتب، وإن كان من قبل الأجهزة الأمنية أو أن هدف الكاتب هو تزوير الحقائق، الأمر الذي دفعني للطلب من دار غاليمار نشر الرواية باسمي الصريح". بعدها تم إيقاف صنصال عن العمل، ثم فصل لاحقا عام 2003.
عدم تضامن الغرب
وفي مقابلة سابقة مع صنصال على موقع "بورزن بلات" الإلكتروني التابع للاتحاد المذكور. قال صنصال: "هذه الجائزة شيء رائع لي ولنا". واشتكى من عدم تضامن الغرب مع حركة الديمقراطية في بلده قائلا: "ليس هناك في الوقت الحالي من يدعمنا هنا في الجزائر، لقد دعمت الديمقراطيات الغربية والدول الحرة المستبدين، إنهم لا يثقون بالشعوب ويزعمون أن شعوب الجنوب، العرب، والأفارقة السود لم ينضجوا للحرية. رغم أن هذه الشعوب هي التي تحررت من احتلال دول الشمال. هناك ذنب تاريخي للدول الغربية ولذلك ليس من العجيب أن تنتهج هذه الدول سياسة واقعية وتتعاون مع المستبدين".
ويرى الروائي الجزائري أن ما يحدث الآن في العالم العربي قد بدأ بالفعل في الجزائر عام 1988، لكن عنف الدولة سحب من الشعب ما حصل عليه من حريات عقب المظاهرات آنذاك.
و كان رئيس الاتحاد، جوتفريد هونيفلدر، قد ذكر في برلين خلال انطلاق فعاليات "أيام الكتاب" أن الاتحاد قرر منح صنصال جائزتها هذا العام لدعم الحركة الديمقراطية في شمال أفريقيا. ويعتبر من المثقفين القلائل المقيمين في الجزائر الذين ينتقدون بشكل صريح الأوضاع السياسية والاقتصادية في بلادهم. وذكرت الجمعية في البيان أن صنصال يعارض كافة أشكال التضليل والإرهاب والتعسف السياسي بدفاعه العنيد عن الكلمة الحرة والحوار العلني في مجتمع ديمقراطي. يشار إلى أن صلصال ثاني كاتب جزائري يحصل على هذه الجائزة بعد الروائية آسيا جبار.
سيلكه بارتلك/ عباس الخشالي
مراجعة: أحمد حسو