بوتين: "لا أحد يشعر بالأمان في عالم أحادي القطب"
١٠ فبراير ٢٠٠٧ناشدت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل المجتمع الدولي للعمل بشكل جماعي من أجل حل الازمات في العالم. وقالت ميركل اليوم السبت (10 فبراير/شباط) في الكلمة التي ألقتها خلال الافتتاح الرسمي لمؤتمر الامن الدولي بمدينة ميونخ إن التغلب على التحديات يمكن أن يتم فقط من خلال شراكات أمنية واتحادات وأكدت أن " التنسيق المشترك بين القوى الكبرى أهم من تنافسها".
ووصفت ميركل اتفاق حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين خلال لقاء مكة على تشكيل حكومة وحدة وطنية بأنه إشارة مشجعة بالنسبة لعملية السلام في الشرق الاوسط وقالت: "هذه خطوة أولى على الطريق الصحيح". وأضافت ميركل "يجب أن تعترف الان حكومة الفلسطينيين بحق إسرائيل في الوجود".
بوتين يهاجم السياسة الأمريكية بشدة
يشهد هذا العام مشاركة الرئيس الروسي لأول مرة في تاريخ المؤتمر الذي تأسس عام 1962. وفي الجلسة الافتتاحية التي انعقدت اليوم السبت وجه الرئيس فلاديمير بوتين خطابا شديد اللهجة حذر فيه من أن "عالما أحادي القطب" تقوده الولايات المتحدة أمر لا يمكن القبول به وقد أدى إلى للمزيد من الحروب والصراعات في مختلف أنحاء العالم. وقال في تلميح واضح للولايات المتحدة: "إننا نشهد اليوم استخداما مفرطا لا يمكن احتواؤه للقوة العسكرية في العلاقات الدولية تقريبا". وأضاف أن موسكو لا تحتاج دروسا في الديمقراطية من "أناس لا يطبقونها هم أنفسهم".
واستخدم بوتين لهجة لاذعة في أول دقائق خطابه محذرا من أن العالم أحادي القطب الذي تقوده الولايات المتحدة أقل أمنا بكثير من توازن القوى السابق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق خلال الحرب الباردة. وقال بوتين : "إن هذا شديد الخطورة .. لا أحد يشعر بالامان بعد الان". كما حذر من أن الشعور بعدم الامان يغذي اتجاها في العديد من البلدان لانتاج أسلحة الدمار الشامل. واتهم الولايات المتحدة بالرغبة في فرض نظامها على العالم وقال إن أمريكا تحاول تنفيذ تصوراتها السياسية في كافة المجالات مشيرا إلى أن هذه الطريقة في التعامل مع الازمات الدولية غالبا ما تحول دون الوصول لحل سياسي لها.
لكن على الرغم من الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للولايات المتحدة الامريكية إلا أن بوتين وصف الرئيس الامريكي جورج بوش بأنه "رجل محترم". وقال بوتين خلال كلمته أمام المؤتمر إن بوش رجل محترم ويمكن التعامل معه. وأوضح بوتين أن الرئيس الامريكي يؤكد دائما أن روسيا والولايات المتحدة لن يقفا أمام بعضهما مجددا وأكد أن روسيا ستتفاوض دائما في إطار القانون الدولي.
الملف النووي الإيراني
وقد بدأت أعمال مؤتمر الامن الدولي بمدينة ميونيخ الـ 43 بشكل غير رسمي مساء أمس الجمعة من خلال مأدبة عشاء حضرها لفيف من الشخصيات العالمية المشاركة في المؤتمر. ألقت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني خلال المأدبة كلمة طالبت فيها المجتمع الدولي بوقف التهديد النووي الايراني، وقالت الوزيرة إن "إيران لا تمثل تهديدا بالنسبة لاسرائيل فقط وإنما بالنسبة للعالم أجمع".
الملف النووي الإيراني كان حاضرا أيضا في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر التي ألقتها المستشارة وشددت فيها على ضرورة تعامل المجتمع الدولي بحسم لوقف تنفيذ إيران لبرنامج نووي عسكري. وقالت إن طهران يجب أن تنفذ قرارات مجلس الامن والوكالة الدولية للطاقة الذرية دون مخادعة ودون ترديد "لكن أو عندما" وإلا فإن طهران ستكون مهددة بعزلة دولية. وأشارت ميركل في الوقت نفسه إلى عدم قبول المجتمع الدولي للهجوم اللفظى من قبل القيادة الإيرانية على إسرائيل. جدير بالذكر أن كبير المفاوضين الإيرانيين على لاريجاني اعتذر في آخر لحظة عن المشاركة في المؤتمر لأسباب صحية، حسب مصادر رسمية إيرانية.
احتجاجات محدودة
رافق افتتاح المؤتمر انطلاق مئات الأشخاص بحسب الشرطة في تظاهرة في ميونخ جنوب المانيا "من اجل السلام في العالم" وضد "سياسة الحرب والاحتلال التي تعتمدها دول منظمة حلف شمال الاطلسي" وتوقعت الشرطة ان يصل عدد المتظاهرين الى الفين بعد الظهر فيما توقع اتحاد جمعيات دعاة الحرية التي نظمت هذه التظاهرة "ضد المجلس الحربي للحلف الاطلسي" مشاركة خمسة الاف متظاهر.
وتجمع المتظاهرون في الساحة الرئيسية بوسط ميونخ قبل الانطلاق في مسيرة عبر المدينة تنديدا ب"اضفاء نزعة عسكرية الى السياسة الخارجية" واحتجاجا على "التعذيب" و"الهول الحربي". وفرضت الشرطة طوقا محكما حول فندق "بايريشر هوف" حيث يعقد المؤتمر حول الامن بمشاركة 270 مسؤولا سياسيا وعسكريا بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس. وقام متحدث باسم الشرطة التي نشرت نحو 3500 عنصر بهذه المناسبة "الوضع ما زال هادئا حتى الان".