بوادر انشقاق داخل الفيفا ومطالب بتأجيل الانتخابات

أكد مسؤول كبير في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بأن عدة ممثلين لاتحادات آسيوية رفضوا المشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المقرر غدا الاربعاء في زيوريخ بسبب غضبها من إيقاف رئيس الاتحاد القطري محمد بن همام، وفقا لوكالة فرانس برس. وكشف المسؤول الآسيوي الذي رفض الكشف عن اسمه بأن مسؤولين في تسعة إلى 10 اتحادات من أصل 46 تضمهم القارة الآسيوية عادوا إلى بلادهم بعد وصولهم إلى زيوريخ الأحد الماضي، رافضا الكشف عن هوية هذه الدول. في المقابل، اعتبر نائب رئيس الاتحاد الآسيوي غانيش تابا بان بن همام ابعد "لأسباب سياسية". وقال تابا "شعوري الشخصي بأن محمد بن همام كان يشكل قلقا لهم وبالتالي تخلصوا منه. إنها السياسية". واعتبر الصيني جانغ جي لونغ الرئيس الجديد بالوكالة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم اليوم الثلاثاء أن بن همام لا يزال رئيس الاتحاد القاري بالرغم قرار إيقافه.

توقيف بن همام

وكانت لجنة القيم والأخلاق في الفيفا قد أوقفت رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام عن كل نشاط رياضي لمدة شهر بسبب تهم موجهة إليه بالقيام بأعمال رشوة حتى انتهاء التحقيقات، بينما أعفي الرئيس الحالي للفيفا السويسري جوزيف بلاتر من أي تهم. وشمل قرار التوقيف أيضا جاك وارنر رئيس اتحاد الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي) بنفس التهم.

ومن المفترض أن تجرى انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم غدا الاربعاء في زيوريخ خلال اجتماع الجمعية العمومية للفيفا وسط أجواء مشحونة وفضائح رشوة واتهامات متبادلة قلما شهدتها اكبر مؤسسة كروية في العالم.

وكان من المفترض أن ينافس بن همام جوزيف بلاتر الرئيس الحالي للفيفا، ولكن الفيفا أعلن قبل أيام أن بن همام ، رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة، يخضع لتحقيقات من قبل لجنة القيم التابعة للفيفا. وبعدها أعلن بن همام انسحابه من الانتخابات، قبل أن يصدر قرار إيقافه.

وسبق للاتحاد الدولي أن شهد أزمات خصوصا في السنوات الأخيرة لكنها تكاد تكون المرة الأولى في تاريخ هذه المؤسسة التي أبصرت النور في أيار/مايو عام 1904 التي ينشر فيها الغسيل بشكل فاضح بين أصدقاء الأمس الذين تحولوا إلى أعداء اليوم خصوصا أنها طالت عشرة من أعضاء اللجنة التنفيذية.

دعوات للشفافية ولتأجيل الانتخابات

وطالب الاتحاد الانكليزي لكرة القدم اليوم الثلاثاء بتأجيل انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حتى "منح الوقت لمرشح آخر" لمواجهة الرئيس الحالي جوزيف بلاتر. وقال رئيس الاتحاد الانكليزي ديفيد بيرنشتاين بأن الأحداث التي شهدتها الأيام الأخيرة "عززت" القرار الذي كان اتخذه الاتحاد في 19 أيار/مايو الماضي بالامتناع عن التصويت وطالب الاتحادات الأخرى بان تحذو حذوه. وناشد برنشتين الاتحادات الأخرى بالدفع "نحو تأجيل الانتخابات ومنح مصداقية اكبر لانتخابات رئاسة الفيفا، ما يمنح الفرصة لمرشح آخر كفء لمواجهة جوزيف بلاتر على هذا المنصب".

ومن ناحيتها طالبت منظمة الشفافية الدولية "ترانسبارنسي انترناسيونال" اليوم الثلاثاء بتأجيل انتخابات الرئاسة للاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل منح الوقت الكافي للتحقيق في اتهامات الفساد الموجهة إلى بعض أعضائه. وأوضحت الجمعية التي يوجد مقرها في العاصمة الألمانية برلين في بيان لها "لا يمكن إجراء انتخابات حرة ونزيهة عندما يكون الناخبون تعرضوا لإغراءات"، مضيفة "مندوبو الفيفا يعلمون بأنه يتعين عليهم تطهير سمعة الاتحاد الدولي إذا أرادوا أن يكون التصويت شرعيا". وتابعت إن عمل "لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي تم في سرية، والتحقيق يجب أن يتم إجراؤه بقيادة هيئة خارجية لضمان الحياد".

(ع.ج.م/ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

مراجعة: منصف السليمي