بواتينغ - أول قائد للمانشافت من أصول مهاجرة؟
٢ أغسطس ٢٠١٦بعد اعتزال قائد المنتخب الألماني باستيان شفاينشتايغر بدأ النقاش في ألمانيا عن اللاعب المناسب الذي سيخلف "شفايني" في حمل شارة كابتن الفريق.
مدافع بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني جيروم بواتينغ عبر عن استعداده لتحمل هذه المسؤولية، حيث صرح في حوار مع صحيفة بيلد بالقول "إنه شرف كبير أن تكون قائدا للمنتخب الألماني وأنا مستعد للقيام بذلك".
صحيح أن المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف أسند قيادة الفريق في بطولة أمم أوروبا الماضية للحارس مانويل نوير عندما غاب شفاينشتايغر، مما قد يعني أن نوير سيستمر في قيادة المانشافت حتى في المرحلة المقبلة. بيد أن بعض المهتمين بالشأن الكروي في ألمانيا، وإن كانوا لا يشككون في قدرة نوير على القيام بهذه المهمة باقتدار، فإنهم يرون أنه من الأفضل إسناد هذه المهمة للاعب وليس لحارس مرمى.
وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه القيصر فرانس بيكنباور بقوله "مانويل نوير قد يكون قائدا مثاليا. لكن حارس المرمى غالبا ما يكون بعيدا عن الكرة ولا يستطيع التدخل بسرعة عند الحاجة"، مضيفا "لذلك أعتقد أن لوف يفضل منح شارة الكابتن للاعب من وسط الملعب".
بواتينيغ - عنصر قيادي
وبالنظر للدور المؤثر الذي بدأ يلعبه جيروم بواتينغ في الأعوام الأخيرة داخل المنتخب الألماني وتألقه في بطولة أمم أوروبا الأخيرة، فإنه المرشح أكثر احتمالا لخلافة شفاينشتايغر في قيادة المانشافت. وهو ما أكدته أيضا استطلاعات للرأي بهذا الخصوص، والتي تقدم فيها بواتينغ على مرشحين آخرين وفي مقدمتهم مانويل نوير وهوميلس ومولر وتوني كروس.
قيادة الفريق لا تتطلب الموهبة الكروية فقط وإنما أيضا ميزات أخرى، فبواتينغ (27 عاما)، من أب غاني وأم ألمانية، لاعب رزين وهادئ ويتعذر استفزازه، لكنه قادر على التوجيه والانتقاد إذا تطلب الأمر ذلك. وهي نفس الصفات التي كان يتمتع بها شفاينشتايغر وقبله فيليب لام. إضافة إلى ذلك يملك بواتينغ رغبة في القيام بهذا الدور، كما إنه يقدر قيمة المسؤولية الملقاة على عاتق كابتن الفريق، ولا يرتبط ذلك بالناحية الرياضية فحسب. وأوضح بواتينغ ذلك عندما قال: "إنه دور مهم. فأنت تمثل بلدك وتتحمل المسؤولية".
أفضل رد على التصريحات العنصرية
وكان قد سبق لسياسي يميني ينتمي لحزب البديل الألماني أن فجر جدالا بتصريحاته العنصرية ضد بواتينيغ، حيث صرح أن الناس قد يحبون بواتينغ كلاعب لكنهم لا يرغبون أن يكون جارهم، في إشارة إلى أصوله الإفريقية ولونه الأسمر. وقد لاقت تلك التصريحات التي تحمل بين طياتها إشارات عنصرية الكثير من الانتقادات، وزادت من شعبية بواتينغ خاصة بعد التفاني الكبير الذي أظهر في الدفاع عن ألوان المانشافت.
وإذا قرر يواخيم لوف إسناد مهمة القيادة لبواتينغ فسيكون هو أول لاعب اسمر في تاريخ المنتخب الألماني يحمل شارة كابتن المانشافت. ويملك بواتينيغ كل الإمكانيات للنجاح في هذه المهمة والتأكيد على أنه الأنسب كلاعب وكجار وككابتن للفريق الوطني، على عكس ما روجت له بعض الأصوات اليمنية المتطرفة.