بلينكن في قمة عربية-إسرائيلية نادرة يتصدرها النووي الإيراني
٢٧ مارس ٢٠٢٢يعقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الأحد (27 مارس/ آذار 2022)، في إسرائيل لقاء "تاريخيا" مع نظرائه من الدول العربية التي طبّعت العلاقات مع الدولة العبرية، في إطار جولة على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وبعد وصوله إلى تل أبيب مساء السبت من بولندا حيث رافق الرئيس جو بايدن، يجتمع بلينكن بعد ظهر الأحد مع وزراء خارجية إسرائيل والمغرب ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة في صحراء النقب يومي الأحد والاثنين في لقاء سيكون شاهدا على التحول في العلاقات العربية الإسرائيلية الذي بدأ أواخر 2020. ومن المنتظر ان يلتحق بهذا الاجتماع وزير الخارجية المصري الذي شهدت بلاده أمس مرور 43 عاما على السلام مع إسرائيل.
ومكان عقد الاجتماع لا يخلو من رمزية، إذ اختير له فندق فخم بمزرعة سدي بوكير جنوب إسرائيل حيث تقاعد ودفن الأب المؤسس للبلاد وأول رئيس وزراء لإسرائيل ديفيد بن غوريون.
من المقرر أن يغادر بلينكن إسرائيل الاثنين بعد لقاءه المزمع مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت، ثم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله، ليواصل جولته الإثنين في الجزائر ثم المغرب وفيه سيلتقي ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الذي أصبح لاعبا سياسيا رئيسيا في المنطقة.
يذكر أن الإمارات العربية المتحدة والبحرين هما أول دولتين خليجيتين طبّعتا علاقاتهما مع إسرائيل في ايلول/ سبتمبر 2020 في إطار اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة، ثم تبعهما المغرب والسودان.
ووضعت هذه الاتفاقيات حداً لعقود من الإجماع العربي على استبعاد أي سلام مع اسرائيل في غياب حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وندد الفلسطينيون بها واعتبروها "طعنة في الظهر".
جدول أعمال من شقين
وفي إطار هذه الجولة يأمل المسؤول الأمريكي في الحصول على دعم لجهود الولايات المتحدة والحلف الأطلسي للتصدي للغزو الروسي لأوكرانيا، في ظل التبعات الاقتصادية الشديدة للحرب ولا سيما ارتفاع أسعار الطاقة وخطر نقص عالمي في القمح ما قد يتسبب بأزمة كبيرة في الشرق الأوسط المعتمد بشدة على استيراد هذه المادة.
وإلى جانب أوكرانيا تشكل المحادثات النووية مع إيران أهم محاور اللقاء، خاصة وأن إسرائيل ودول الخليج العربية شديدة التخوف من اتفاق جديد فيما أفادت تقارير عدة أن التوقيع على اتفاق جديد مع طهران بات "وشيكا".
وقال دينيس روس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "ما لدينا هو جدول أعمال من شقين.. الأول هو أوكرانيا للحديث عن رؤيتنا للأشياء وأيضا للاستماع من الإسرائيليين حول ما يرونه.. الجزء الآخر سيكون إيران لأن هناك توقعات على الجانب الإسرائيلي ... بأننا سنشهد إبرام اتفاق".
وأوشكت المحادثات النووية على التوصل إلى اتفاق قبل عدة أسابيع إلى أن قدمت روسيا مطالب للولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة أصرت خلالها على عدم تأثر تجارتها مع إيران بالعقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا.
ومهمة بلينكن اليوم تكمن في تطمين دول الشرق الأوسط والحلفاء الرئيسيين بالتزامات واشنطن تجاه المنطقة.
وأمس السبت توقّع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل التوصل إلى اتفاق "خلال أيام"، ولكن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس أكد الإثنين أن "اتفاقا من هذا النوع ليس وشيكا ولا مؤكدا"موضحاً أن "هناك عددا من الموضوعات الصعبة التي ما زلنا نحاول حلها".
و.ب/ع.غ (أ ف ب، رويترز، د ب أ)