بلينكن يؤكد دعم حل الدولتين ودعوات لـ"عملية سياسية حقيقية"
٢٣ مايو ٢٠٢١أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأحد (23 أيار/ مايو 2021) دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين باعتباره الطريقة الوحيدة التي ستمنح الإسرائيليين والفلسطينيين الأمل بالتمتع بـ"إجراءات متساوية من الأمن والسلام والكرامة"، في تصريحات أدلى بها قبيل زيارة مرتقبة إلى الشرق الأوسط.
وتأتي تصريحات بلينكن بعد أيام من موافقة إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة على وقف إطلاق النار أنهى 11 يوماً من الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل أكثر من مائتي فلسطيني في غزة، و12 شخصاً في إسرائيل. وقال بلينكن عبر شبكة "أيه بي سي": "ما لم يحصل تغيير إيجابي، وخصوصاً إذا لم نتمكن من إيجاد سبيل لمساعدة الفلسطينيين على العيش بمزيد من الكرامة والأمل، ستتكرر هذه الدوامة على الأرجح، وهو أمر لا يصب في مصلحة أي طرف كان".
وأعلنت الخارجية الأمريكية الخميس أن بلينكن سيتوجّه إلى الشرق الاوسط "في الأيام المقبلة"، حيث يخطط للقاء نظرائه الإسرائيليين والفلسطينيين والإقليميين. ويعد دعم بلينكن لحل الدولتين تأكيداً على هدف الولايات المتحدة المعلن منذ زمن طويل في ما يتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم أنه أقر بأنه "ليس بالضرورة حالياً".
لكن حديثه عن "الإجراءات المتساوية" بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين قد يشي بتبدل اللهجة، على الأقل مقارنة بالإدارة الأمريكية السابقة في عهد دونالد ترامب، التي قلّصت المساعدات للسلطة الفلسطينية ووضعت خطة للسلام في الشرق الأوسط حظيت بتأييد إسرائيلي قوي قابله رفض فلسطيني.
وشدد بلينكن على الحاجة إلى تقديم مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين مع بدء جهود كبيرة لإعادة الإعمار، مضيفاً أن وقف إطلاق النار سيساعد في التحوّل من العنف إلى "أمر أكثر إيجابية". وتابع وزير الخارجية الأمريكي بالقول: "يجب أن يبدأ ذلك الآن عبر التعامل مع الوضع الإنساني الخطير في غزة ... ومن ثم إعادة الإعمار وإعادة بناء ما تمّت خسارته وإشراك الطرفين في محاولة إجراء تحسينات حقيقية، وهو أمر مهم للغاية".
"عملية سياسية حقيقية"
من جهته، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، لوكالة فرانس برس إن إعادة إعمار غزة يجب أن تصاحبها جهود طويلة الأمد لتجنب جولة جديدة من إراقة الدماء.
وأكد لازاريني أن إعادة الإعمار يجب أن ترافقها "بيئة سياسية مختلفة"، وأضاف: "نحن بحاجة إلى التركيز وبشكل جاد وحقيقي على التنمية البشرية والوصول المناسب إلى التعليم والوظائف وإلى سبل العيش". لكنه رأى أن ذلك يجب "أن يكون مصحوباً بعملية سياسية حقيقية". وفي لقائه مع صحفيين قال لازاريني إن "المعاناة في غزة تزداد بشكل مطرد بسبب عدم معالجة الأسباب الحقيقية للنزاع من جذورها".
ويحاول آلاف من سكان غزة استعادة حياة طبيعية بإزالة الغبار والركام بالقرب من المباني المدمرة. وتسبب القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على القطاع بمقتل 248 شخصاً، بينهم 66 طفلاً، وإصابة 1900 شخص، كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة إلى تشريد الآلاف وإلحاق أضرار في مباني القطاع المحاصر منذ حوالي 15 عاماً.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أكدت خدمة الطوارئ مقتل 12 شخصاً، بينهم طفل وشابة عربية-إسرائيلية وجندي إسرائيلي وشخص هندي وتايلانديان، في حين أصيب نحو 357 بجروح مختلفة.
م.ع.ح/ ي.أ (أ ف ب)