بلينكن: على إسرائيل تجنب المزيد من التصعيد مع لبنان
٢١ يونيو ٢٠٢٤تبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود مجدداً الخميس بعد تصاعد التهديدات بين الطرفين، ما يثير مخاوف من نشوب حرب واسعة.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي على الحدود الاسرائيلية- اللبنانية. وتكثف القصف في الأسابيع الأخيرة.
وأعلن حزب الله الخميس قصف موقع عسكري في شمال اسرائيل "بعشرات صواريخ الكاتيوشا"، "رداً" على مقتل أحد مقاتليه بغارة اسرائيلية في بلدة ديركيفا في جنوب لبنان.
وأعلن الجيش الاسرائيلي في بيان أن إحدى طائراته "نفّذت ضربة دقيقة في منطقة ديركيفا في جنوب لبنان" أدّت إلى مقتل عنصر في حزب الله "كان مسؤولاً عن تخطيط هجمات وتنفيذها ضدّ اسرائيل وقيادة قوات برية لحزب الله" في جويّا في جنوب لبنان.
وليل الخميس على الجمعة (20 على 21 حزيران/يونيو 2024)، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض "هدفاً جوياً" أطلق من لبنان، وأفادت وسائل إعلام محلية عن ضربات إسرائيلية في جنوب لبنان.
توتر بين إسرائيل والولايات المتحدة
في واشنطن، تحدث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في وقت تشهد العلاقات توتراً بين إدارتي جو بايدن وبنيامين نتنياهو. وخلال هذا اللقاء اكد بلينكن "التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل"، وفق ما قال المتحدث باسمه ماثيو ميلر. وأضاف ميلر أن وزير الخارجية الأمريكي شدد أيضاً على "أهمية تجنب تصعيد جديد في لبنان" من خلال "حل دبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية التي نزحت بسبب تبادل إطلاق النار على الحدود، بالعودة إلى ديارها".
وأكد نتنياهو الخميس أن بلاده تحتاج إلى الأسلحة الأمريكية في "حرب من أجل وجودها"، بعدما اشتكى الثلاثاء من تأخر تسليم شحنات الأسلحة.
واعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في حديث لصحافيين الخميس أن تصريحات نتنياهو "كانت مخيبة للآمال بشدة ومهينة لنا بالتأكيد، نظرا لحجم الدعم الذي نقدمه وسنواصل تقديمه".
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الخميس أنه تمت إعادة ربط الرصيف المؤقت الذي أقامته الولايات المتحدة في غزة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني مشيرة إلى أن عمليات تسليم المساعدات قد استؤنفت. وكان الجيش الأمريكي أعلن الأسبوع الماضي أنّه سينقل موقتاً الرصيف العائم الذي بناه قبالة ساحل قطاع غزة، لحمايته من أمواج عاتية.
"الاتحاد الأوروبي هو قبرص وقبرص هي الاتحاد الأوروبي"
ويرى محللون أن التحذيرات الأمريكية من قدرة حزب الله تبدو منطقية في ضوء توقعات بأن تكون المواجهة، التي يرى كثيرون أنها حتمية بين إسرائيل وحزب الله، مختلفة تماماً عن الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة، وضعاً في الاعتبار قدرات حزب الله العسكرية، وما أعلنه أمينه العام حسن نصر الله الأربعاء عن تدعيم ترسانة الحزب بأسلحة جديدة. ولم يحدد نصر الله الأسلحة الجديدة، إلا أنه قال إنها "ستخرج في الميدان".
وترتكز قوة حزب الله عسكرياً على الصواريخ، وتتراوح تقديرات ما يمتلكه من ترسانة صواريخ ما بين 40 ألفاً و120 ألفاً من مختلف الأنواع والمدى.
ويقول حزب الله إنه يمتلك صواريخ يمكنها ضرب جميع مناطق إسرائيل، كما يمتلك طائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدبابات والطائرات والسفن.
ووسط حالة الترقب التي تهيمن على الأوضاع في المنطقة، تثار العديد من التساؤلات عن حدود الدعم الذي ستقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل حال اندلعت حرب كبيرة بينها وبين حزب الله تتخطى المناوشات القائمة بين الجانبين منذ أكثر من 8 أشهر، لا سيما في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة والخلافات العميقة التي خرجت للعلن مؤخراً بين إدارة الرئيس جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على خلفية تعليق واشنطن تسليم إسرائيل أسلحة وذخائر.
ويتسع مجال التساؤلات ليشمل أيضاً حدود تدخل إيران ودعمها لحزب الله في مثل هذه المواجهة، خاصة بعد الموقف الذي أعلن عنه الاتحاد الأوروبي وإعرابه عن التضامن مع قبرص عقب تهديد حزب الله لها بأنها "قد تصبح جزءاً من الحرب" إذا سمحت لإسرائيل باستخدام بنيتها التحتية لأغراض عسكرية.
وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية خلال مؤتمر صحفي في بروكسل الخميس: "قبرص دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وهذا يعني أن الاتحاد الأوروبي هو قبرص وقبرص هي الاتحاد الأوروبي". وأضاف أن "أي تهديد ضد إحدى دولنا الأعضاء هو تهديد ضد الاتحاد الأوروبي... يدعم الاتحاد الأوروبي بشكل كامل قبرص... سنواصل الوقوف إلى جانب قبرص وإظهار التضامن".
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
خ.س/و.ب/م.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)