"بلاي موبيل" .. أسطورة تستلهم نجاحها من خيال الأطفال
٣ فبراير ٢٠١٢يقع مقر مجموعة شركات Geobra Brandstätte، التي تنتمي إليها شركة "بلاي موبيل"، في قرية صغيرة بالقرب من مدينة نورنبيرغ، حيث تحتوي قاعات مصنعها على عدد لا يحصي من ماكينات صب البلاستيك. في هذه القاعات تعمل الآلات على مدار الساعة وتنتج قوالب الألعاب المختلفة، التي يصل عددها إلى ثماني ملايين قطعة يومياً.
ويوضح روبرت بينكر، المدير الفني في شركة بلاي موبيل، أن الماكينة "تقوم بتشكيل كتلة (من البلاستيك) شبيهة بالعجينة تحت ضغط عال، ثم يتم تبريدها، لتتخذ الشكل المطلوب، بعدها تخرج القطعة، لتبدأ الآلة في تصنيع قطعة أخرى".
بدأت قصة نجاح "بلاي موبيل" منذ أكثر من 30 سنة. في ذلك الوقت أنتج هورست براند شتيتر قوالباً بلاستيكية صغيرة متحركة من الهنود الحمر وعمال البناء والفرسان. بعدها أنتجت الشركة جيشاً من الشخصيات والسيارات والمباني. ويقول أندريا شاور، المدير التنفيذي للشركة، إن "بلاي موبيل قصة نجاح مستمرة. لم يكن أحد يتصور ذلك في البداية". وتبلغ مبيعات الشركة حالياً أكثر من 500 مليون يورو سنوياً.
قصة نجاح عالمية
اجتاحت ألعاب "بلاي موبيل" الأسواق في أكثر من 70 دولة. لكن شاور، في حديث مع دويتشه فيله، يشير إلى أن أوروبا هي السوق الرئيسية للشركة، إلا أن أمريكا الشمالية تعد أيضاً سوقاً مهمة. ويتوقع شاور أن تشهد شركته نمواً في أوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية، فألعاب "بلاي موبيل" تشهد إقبالاً متزايد، كما يقول. وتنوي الشركة استثمار حوالي 80 مليون يورو هذا العام، سيذهب الجزء الأكبر منها إلى الأسواق الألمانية.
ألعاب "بلاي موبيل" موجودة الآن في معظم دول أوروبا، مثل مالطا وجمهورية التشيك وأسبانيا. ومثل الكثير من منتجي لعب الأطفال، قررت الشركة منذ عدة سنوات تصنيع منتجاتها في الصين، إلا أنها قررت نقل الإنتاج إلى ألمانيا مرة أخرى، والسبب كما يقول شاور هو "أن تكلفة إنتاج الألعاب هناك بنفس الجودة ليست أرخص (من ألمانيا). وإذا ما استثمرنا الكثير من الأموال في العمليات التقنية، فإنه من الأفضل التصنيع في أوروبا".
أحلام الأطفال.. مصدر الإيحاء
الكفاءة في التصنيع والإنتاج لا يكفيان وحدهما لتحقيق مثل هذا النجاح، فالأمر لا يتعلق فقط بإنتاج دمى، بل هو أكثر من ذلك. السر يكمن في استراتيجية الشركة، التي تستلهم أفكارها وتتخذ قرارتها حول المنتجات الجديدة بناء على خيال الأطفال. فالأطفال تغيروا، وكذلك متطلباتهم، وبالتالي نوع الألعاب التي تنتجها الشركة. كما أن الشخصيات البلاستيكية تبدو اليوم أكثر واقعية وتصميمات الإكسسوارات أصبحت أكثر دقة.
يستلهم منتجو ألعاب "بلاي موبيل" تصاميمهم الجديدة من رسائل الأطفال، إذ تتلقى الشركة حوالي 250 رسالة شهرياً. ويقول بيرنهارد هانه، مدير قسم التطوير في الشركة، إن "رسائل الأطفال التي نتلقاها تعكس روح العصر بوضوح"، ويضيف: "أراهن أن الأطفال، بعد كارثة السفينة في إيطاليا، سيكتبون إلينا في الأشهر المقبلة: لماذا لا توجد سفينة ركاب كبيرة؟".
أندريا شاور لا يخشى من يحاولون تقليد منتجات الشركة، لأنها "لا تعيش من شخصية واحدة. نحن عالم كامل مصغر". وتنوي الشركة استثمار حوالي 23 مليون يورو هذا العام في تطوير شخصيات جديدة، بالإضافة إلى إعادة نسخ الشخصيات القديمة أيضاً. وفي هذا الصدد يقول شاور: "لو قمنا بتطوير كل شيء، فسنحتاج إلى أضعاف هذا المبلغ بكثير".
لهذا السبب تحتفظ الشركة منذ 30 عاماً بكنز فريد من نوعه – كنز مكون من شخصيات "بلاي موبيل". هذا الكنز موجود في قبو المصنع، الذي يقع على عمق 20 متراً تحت الأرض، لحماية محتوياته من الماء والنار. وتقدّر قيمة الألعاب المخزنة فيه بحوالي 250 مليون يورو. ويقول أصحاب الشركة إن هذه الألعاب رأس مالهم، لا بل كنزهم.
إنسا فريدا/ مي المهدي
مراجعة: ياسر أبو معيلق