بلاتر يستقيل ـ ترحيب أوروبي وصدمة في إفريقيا
٢ يونيو ٢٠١٥في يوم تاريخي سيبقى معلقا في أذهان المهتمين بالشأن الكروي، أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا) جوزيف بلاتر استقالته من منصبه الثلاثاء ( الثاني من يونيو/ حزيران 215). ودعا بلاتر في مؤتمر صحفي عقده في مدينة زيوريخ السويسرية إلى تنظيم انتخابات في أقرب الآجال من أجل اختيار خلفه له.
وبعد هذا القرار المفاجئ صدرت الكثير من ردود الأفعال رحبت أغلبها باستقالة بلاتر، حيث اعتبر الفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أن استقالة السويسري جوزيف بلاتر من رئاسة الفيفا قرار صعب وجريء ولكنه القرار الصحيح. وكان بلاتيني من أشد الداعمين للتغيير في رئاسة الفيفا، حيث دعا بلاتر الى التنحي وعدم خوض الانتخابات.
من جهته علق رئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براغ، المرشح السابق لرئاسة الفيفا، على استقالة بلاتر بأنها "نبأ جيد". وقال فان براغ (67 عاما) الذي لم يؤكد إذا ما كان سيترشح مجددا إلى الرئاسة "سأجتمع أولا مع مختلف الأطراف في برلين ثم سأكون قادرا على تحقيق خططي".
وهو نفس الشيء الذي ذهب إليه اللاعب الدولي السابق في صفوف المنتخب البرتغالي والذي ترشح بدوره لانتخابات الفيفا الأخيرة قبل أن يسحب ترشيحه لويس فيغو، حيث أعلن النجم البرتغالي أن استقالة بلاتر "يوم جيد لفيفا ولكرة القدم". مضيفا " "قلت يوم الجمعة الماضي بأن هذا اليوم سيأتي عاجلا أم آجلا، وها هو". وتابع "الآن يتعين علينا إيجاد تسوية عالمية بهدوء ومسؤولية لمنح دينامية جديدة، شفافية وديمقراطية للفيفا في المستقبل".
أما رئيس اتحاد كرة القدم في زامبيا كالوشا بواليا فقال بعد إعلان خبر استقالة بلاتر "أشعر بمفاجأة شديدة وصدمة. لم أتوقع هذا اليوم. لكن كان يمكنني رؤية أن الأمر صعب للغاية بالنسبة له الأسبوع الماضي". وأضاف الفائز من قبل بجائزة أفضل لاعب إفريقي "وسائل الإعلام الغربية أعربت عن رغبتها في ذلك وبلاتيني ابتعد عن السلوك الرياضي عندما طلب منه التنحي ثلاث مرات." وتابع بواليا بأن بلاتر فعل الكثير من أجل الفيفا. وإرثه موجود في كافة أنحاء العالم مضيفا "كان موجودا على الدوام من أجل إفريقيا وكان يهتم دائما."
الولايات المتحدة الأمريكية تنفي دفع بلاتر إلى تقديم الاستقالة
وتأتي استقالة بلاتر تحت ضغط الأخبار المتلاحقة عن الفساد والمرتبطة بمسؤولين في الفيفا آخرها يتعلق بأمين عام هذه المنظمة جيروم فالك. وقد ضرب زلزال كبير الفيفا الأربعاء الماضي مع توقيف 7 أشخاص من قبل القضاء السويسري بناء على طلب القضاء الأميركي، واتهام آخرين بسبب ضلوعهم في رشى تصل إلى نحو 150 مليون دولار.
وقد تواصلت تداعيات فضائح الفساد في أروقة الفيفا مع الزج باسم فالك في تحويل 10 ملايين دولار لحسابات مصرفية يملكها نائب رئيس فيفا السابق الترينيدادي الموقوف جاك وارنر.
من جهتها نفت الخارجية الأمريكية ضلوع بلادها في دفع بلاتر للاستقالة. ففي سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة مارست ضغطا على بلاتر من أجل الاستقالة، أجابت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف ضاحكة "لا". وأضافت "حكومة الولايات المتحدة ليست في موقع أن تقرر من هو رئيس الفيفا".
هـ.د/ أ.ح ( د ب أ، أ ف ب، رويترز)