بعد نجاح الثورة - المصريات يطمحن إلى كرسي الرئاسة
٨ مارس ٢٠١١الصورة كانت واضحة تماما في ميدان التحرير بالقاهرة، نساء سافرات ومحجبات وحتى منقبات يقفن بجانب الرجال يطالبون بإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك، وضمت الصورة أيضا ناشطات ونساء عاملات ووجوه معروفة على الساحه المصرية وآخريات ربات بيوت مشاركات في صنع الثورة المصرية.
المرأة المصرية كان لها إذن دور لافت في الثورة ونجاحها، وكانت وسط الميدان لا فرق بينها وبين أي رجل بجانبها بعيدا عن الأفكار المنتشرة بالتمييز ضدها في ثقافة المجتمع من قبل. دويتشه فيله حاورت عدد من الشخصيات النسائية البارزة بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يحل الثلاثاء(8 مارس/آذار) لتتعرف على تحديات وتطلعات المرأة المصرية للمستقبل.
مطالب بضرورة ترشح المرأة للرئاسة
المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا أوضحت أن الثورة أظهرت أن الشعب المصرى يعد من أنضج شعوب الأرض وأنه غيّر البيئة السياسية، ولذلك فمن الضروري نشر ثقافة أحقيّة المرأة في مختلف المناصب ومنها الترشح للرئاسة في الفترة المقبلة.
وقالت في حوار مع الدويتشه فيله أن منصب رئاسة الجمهورية ليس إمامة أو خلافة، فهو مجرد وظيفة فى إطار الدستور والقانون، مؤكدة على أهلية المرأة وحقها الدستورى فى تولى الرئاسة، مشيرة إلى الملكة حتشبسوت وشجرة الدر وغيرها من السيدات اللاتى حكمن مصر.
وأكدت على خطورة المادة 75 من الدستور التي تتعلق بشرط الترشح بأن يكون الرئيس زوجته مصرية، لأن إضافة تاء التأنيث يمكن أن تكون ذريعة لترشح الرجال فقط وطالبت بأن تصدر اللجنة بيان مكتوب يحدد مصرى أم مصرية.
وأضافت أن الحالة السياسية الناضجة التي يعيشها المجتمع المصري الان تتطلب ضرورة إسقاط أفكار مثل كوتة(حصة) المرأة وترك مقاعد البرلمان لاختيار الناخبين، مشيرة إلى أن الديمقراطية الحقيقية يجب ألا تكون مرهونة باختيار نواب البرلمان على أساس دينى أو جنسى أو عرقي.
وقالت "التاريخ أثبت لنا ضياع حقوق العمال والفلاحين في ظل وجود كوتة العمال والفلاحين بمجلسي الشعب والشورى، وفي مجلس 2010 كانت هناك شكاوى عديدة من كوادر وكفاءات نسائية بشأن تزوير الانتخابات لصالح منافسات أخريات أقل كفاءة وشعبية منهن".
وعبرت عن مخاوفها من أن أهم تحدي يواجه المرأة المصرية الآن والذي يتمثل في ضمان حفاظها على انخراطها في المجتمع في ظل اتجاه الدولة نحو التقدم.
مطالب بحل المجلس القومي للمرأة
من جانبها انتقدت نهاد أبو القمصان مديرة المركز المصري لحقوق المرأة في حوار مع الدويتشه فيله عدم وجود امرأة فى لجنة تعديل الدستور، قائلة إن المرأة شاركت فى الثورة واستشهدت فيها، مستنكرة الحديث عن ما يتردد من أن الوقت غير مناسب لمشاركة المرأة السياسية.
وأعلنت أن تحالف المنظمات النسائية المصرية عقد اجتماعا مؤخرا وطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بسقوط شرعية المجلس القومي للمرأة وعدم الاعتراف به كممثل للنساء المصريات والعمل النسائي في مصر، ورفض محاولات قياداته تمثيل النساء المصريات في المؤتمرات الدولية.
وأكدت في حوار مع الدويتشه فيله أن التحالف طالب أيضا في بيان له بحل المجلس القومي للمرأة وتشكيل مجلس رئاسي يقوم بتشكيل حكومة مؤقتة من الشخصيات النسائية المشهود لهن بالكفاءة والخبرة.
وضمت صوتها إلى القاضية تهاني الجبالي معلنةً عن انزعاج التحالف من التعديلات الدستورية الأخيرة للمواد 75 و76 و189، خاصة فيما يتصل بشروط ترشيح رئيس الجمهورية وتشكيل اللجنة التأسيسية لإصدار الدستور الجديد، وأضافت أن التحالف الذي يضم 117 من منظمات المجتمع المدنى يشعر بالقلق، لأن تعديل المادة 75 بحيث ينص على ألا يكون المرشح لرئاسة الجمهورية "متزوجاً من غير مصرية"، يقصر الترشيح على الرجال فقط، لذلك يقترح التحالف أن تكون الصياغة "لا يكون متزوجا من غير حامل الجنسية المصرية".
ضرورة وضع قانون للتحرش الجنسي
وقالت نهاد أن الثورة حققت تقدما في عدد من المشكلات التي طالما عانت منها المرأة في الشوراع المصرية ومنها ظاهرة التحرش الجنسي التي اختفت تماما بن جموع المتظاهرين المليونية.
وقالت أن مشروع خريطة التحرش الجنسي الذي دشن مؤخرا لم يسجل اى واقعة طوال فترة الثورة، مشيرة إلى أن الثورة أحدثت طفرة في الأخلاق وأن الكبت السياسى الذى عانى منه الشباب فى ظل النظام السابق كان السبب الأساسى فى ظهور التحرش الجنسي. ولكنها طالبت
في نفس الوقت بضرورة سن قانون جديد يجرم التحرش بعد انتخاب مجلس شعب جديد.
الكاتبة نوال السعداوي عبرت عن أن النساء ظهرن بقوة في الثورة حيث كانوا يجلسن تحت الخيام فى ميدان التحرير معبرين عن مطالبهن وثورتهن الخاصة أيضا، فكانت الحوارت الجانبية بين النساء في الميدان رغبتهن في رؤية مصر جديدة بقوانين جديدة تحمي الأسرة والأطفال من عبث بعض الرجال وسوء سلوكهم مع النساء. وقالت أنه كانت هناك مطالب من النساء المشاركات في الثورة بضرورة خلق تجمع لقوى النساء المختلفة تحت مظله واحدة.
ولكنها تعتقد في حوار مع الدويتشه فيله أنه لا داعي لتكوين اتحاد نسائى لأن الثورة الشعبية أذابت الفروق بين الرجال والنساء، مشيرة إلى أن الحاجة الآن لمبادرات مدنية تهتم بمشاريع تنموية كمحو الأمية وحملات التوعية السياسية والحقوقية وحملات النظافة وتنشيط السياحة.
مسيرة نسائية لميدان التحرير
الكاتبة عبير سعدي عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين المصرية تتفق في الرأي مع السعداوي، وترفض ما يثار عن تأسيس حزب نسائي لأنها ضد كافة الأحزاب المبنية على النوع، ولكنها ترى ضرورة مشاركة أكبر للمرأة في الأحزاب السياسية سواء القائمة أو الجديدة في المستقبل.
وعبرت سعدي للدويتشه فيله عن مخاوفها من الفترة المقبلة المليئة بالانتخابات ومن سيطرة قوى وتيارات معينه تعادي تطور المرأة ودورها، مشيرة إلى ضرورة أن تتصدى المرأة بنفسها لذلك من خلال قيامها بدور أقوي كافة المجالات المختلفة.
وأشارت إلى أن هناك مسيرة نسائية تضم ناشطات من مختلف الأطياف اليوم الثلاثاء (8 مارس/آذار) من أمام نقابة الصحفيين المصرية وحتى ميدان التحرير بمناسبة يوم المرأة العالمي، وذلك للتأكيد على حقوق المرأة ودورها في المرحلة المقبلة.
نيللي عزت
مراجعة: هيثم عبد العظيم