بعد نجاته دينيز ناكي لـDW: أنا لست سياسيا وإنما رياضي
١٠ يناير ٢٠١٨DW: سيد ناكي لقد نجوت من اعتداء، والتحقيقات جارية. هل أنت الآن تحت حماية الشرطة؟
دينيز ناكي: لا، ليس لدي حاليا أية حماية من الشرطة. أنا مع أصدقائي، ولا أقيم حاليا عند عائلتي في دورين.
هل هذا يعني أنك لم تتلقَ منذ البداية حماية الشرطة؟
في حوالي الساعة الحادية عشرة مساء (الأحد الماضي) بعدما أُطلق علي النار في الطريق السريع أخبرت الشرطة. وعلى إثرها توجهت مع الشرطة إلى مركز الشرطة في دورين، حيث مكثت ساعتين أو ثلاث وأدليت بمعلوماتي. عائلتي وأصدقائي جاؤوا لاصطحابي، وذهبنا من أجل سلامتي بدون شرطة إلى كولونيا. أخبرت الشرطة بأنني سأقضي الليلة في فندق في كولونيا. بعدها تلقيت مكالمة هاتفية من آخن من فرقة المباحث الجنائية وتم سماع أقوالي لتسع ساعات. والدي جاء لاصطحابي إلى البيت. وهاتفي الجوال احتجزه موظفو الشرطة، وسيارتي ماتزال في آخن.
ما الذي توصلت إليه التحقيقات إلى حد الآن؟
حتى والدي وشقيقي تم استجوابهم من طرف الشرطة. وحتى أحد الأصدقاء تم استدعاؤه للإدلاء بشهادته، ومن المتوقع أن يخضع بعض الأصدقاء الآخرين للاستجواب.
لماذا يجب على أعضاء من العائلة وأصدقاء الإدلاء بأقوالهم لدى الشرطة، ولماذا تم احتجاز هاتفك النقال؟
لم نتلقَ أي تعليل لذلك. ولا أعرف لماذا لم يردوا إلي هاتفي الجوال. ولماذا تم استجواب والدي، فهذا لا أعرف السبب وراءه. هو جاء إلى مركز الشرطة إلى دورين ليزورني بعد الحادث، وكانت الدموع في عينيه وقد واسيته.
ماذا يقول محاميك؟
محامي تولى الآن القضية. وتم استجوابي كشاهد لتسع ساعات بدون حضور محام. ورغم أني طلبت الحصول على الدعم القضائي، لم يتم مراعاة هذا المطلب. وتم استجوابي طوال نحو سبع ساعات حول ارتباطاتي السياسية.
من أي نوع كانت تلك الأسئلة السياسية؟
مثلا ما هو الحزب الذي صوتت لصالحه في الانتخابات بتركيا. أو هل لدي اتصال بحزب العمال الكردستاني.
يُذكر أنك قلت بأن الاستخبارات التركية قد تكون أيضا متورطة. هل هذا صحيح؟
قلت بأن أشخاصا أتراكا قوميين أو مجموعات قد تقف وراء الفعلة وليس لدي أية شكوك أخرى. كما أنني أشرت إلى تحذير النائب البرلماني غارو بايلان، الذي تحدث قبل مدة قصيرة في البرلمان التركي عن قيام استعدادات مشبوهة لتنفيذ اعتداءات في أوروبا ضد معارضين من قبل الاستخبارات التركية. وفي تصريحي أشرت أيضا إلى ارتباطات ممكنة بين تصريح بايلان والاعتداء الذي استهدفني. كما قلت لا يسعني إلا الكشف عن شكوكي، ولا يمكن لي إضافة شيء آخر.
هل تلقيت تهديداً من هذا النوع في ألمانيا؟
لا، إلى حد الآن لم أواجه أية مشاكل في ألمانيا. في السابق عندما كانت هناك محاكمة لي في تركيا تلقيت عبر فيسبوك أيضا من ألمانيا تهديدات بأن يحصل لي شيء في تركيا أو أن يدمروني عندما أعود إلى ألمانيا. لكنني لم أحمل تلك التهديدات محمل الجد.
كيف تشعر الآن؟
أنا لست سياسيا، أنا لاعب كرة قدم ورياضي. ولدي في تركيا مشاكل سياسية. لكن لماذا تعرضت لهذه المشاكل؟ ولماذا صدر حكم عليَّ بالسجن 18 شهراً مع وقف التنفيذ؟ لقد عملت دوما من أجل السلام، وكان يساء تفسير كلامي دوما في وسائل الإعلام التركية. لقد قدموني دوما كشخص يدعو إلى العنف والإرهاب. هذا لم أفعله أبدا، بل العكس: بالنسبة لي لم تلعب الخلفية العرقية ولا الدينية أي دور، بل دوما التعايش السلمي والتسامح.
أنت حاليا في ألمانيا. هل ستعود إلى تركيا؟
حاليا لا أعرف. يجب علي التشاور مع محاميي الخصوصين حول الخطوات القادمة، حتى حول الابتعاد عن تركيا. وسائل الإعلام ـ حتى التركية ـ تكتب حاليا بإسهاب. لقد أصبحت من جديد هدفا، ولا أعرف كيف سيكون سلوك الناس في تركيا. يجب أن أترقب في الأسابيع المقبلة ماذا سيحصل.
*** دينيز ناكي ابن عائلة تركية كردية وُلد في دورين بالقرب من كولونيا. لعب حتى 2014 في ألمانيا ـ كمحترف في صفوف سانت باولي وفريق بادربورن. وفي 2008 فاز مع منتخب شباب ألمانيا تحت 19 عاما بكأس أمم أوروبا، وهو يلعب حاليا لصالح نادي كرة القدم التركي آمد سبور في دياربكر التي تسكنها غالبية كردية. وفي تركيا حُكم عليه في 2017 بالسجن لعام ونصف مع وقف التنفيذ، بتهمة الدعاية الإرهابية لصالح حزب العمال الكردستاني المحظور.
أجرى المقابلة غزال آجر