بعد موسم متذبذب شالكه يتطلع إلى إصلاحات جديدة
٢٦ مايو ٢٠١٥بعد مفاوضات بشأن التعويضات التي سيحصل عليها المدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو (44 عاما) أعلن نادي شالكه الألماني على صفحته على الانترنت الثلاثاء (26 مايو/ أيار 2015) استقالة المدرب رسميا من منصبه. ونقل عن دي ماتيو قوله إن "بداية جديدة هي أفضل شيء للجميع"، ويقصد بالجميع كلا من النادي واللاعبين وشخصه. ولم يذكر البيان الرسمي الذي بثه شالكه على الانترنت قيمة التعويض المادي الذي سيحصل عليه دي ماتيو، والذي كان يمتد عقده حتى عام 2017. لكن موقع "فوكوس" الألماني ذكر أن المدرب الذي سبق له الفوز مع تشيلسي بدوري أبطال أوروبا له مستحقات تعويضية بمستوى 5.8 مليون يورو، ولكن من المتوقع يتم التفاهم مع شالكه على 1.9 مليون يورو.
بين آمال الفريق والفخر بالمدرب
في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قدم المسؤولون في شالكه روبرتو دي ماتيو، وعبروا عن افتخارهم به كمدرب للفريق، وتوقعوا بعد بحث طويل أن يشكل هذا المدرب بداية جديدة للنادي. شالكه حصل نهاية الأمر على مدرب ذي صيت كبير وفائز بدوري أبطال أوروبا، ويحمل شخصية الرجل المهذب "جينتلمان"، حيث كان من المنتظر أن يصبغ الفريق بهوية جديدة. وكان الأمل كبيرا لكن دي ماتيو خيب الآمال على طول الخط. بشكل خاص لم يحبذ محيط شالكه فتقارالمدرب لمشاعر الانفعال والعواطف. ورغم أن ارتباطه بنادي شالكه عاطفيا لم يكن ملموسا أصلا، إلا أنه حقق في البداية نجاحات صغيرة مع الفريق على المستوى الرياضي.
بصيص أمل فقط
في الشهور الأولى من توليه مهمة تدريب الفريق استطاع دي ماتيو أن يحقق الاستقرار في دفاع شالكه الهش. لكن هذه الطفرة انتهت فجأة مع هزيمة بصفر مقابل ثلاثة أهداف في مباراة "الديربي" مع جاره ومنافسه بوروسيا دورتموند. ومن تم بدأ أداء "الأزرق الملكي" (لقب شالكه)، في التراجع من مباراة لأخرى، مع وجود بصيص أمل من حين لآخر، مثلما حدث في مواجهة مع ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، حيث خرج شالكه من البطولة بشرف بعد أداء رائع نال رضاء جماهير الفريق ومسؤوليه، ولكن مثل ذلك الأداء لم يدم طويلا.
وبلغ مستوى تراجع أداء شالكه وضعا مترديا تحت قيادة روبرتو دي ماتيو عندما خسر الفريق قبل ثلاث مراحل من نهاية الدوري الألماني مباراته أمام مضيفه كولونيا بصفر مقابل هدفين. وأفادت تقارير إعلاميه أنه خلال الاستراحة بين شوطي تلك المباراة اشتبك كيفن برينس بواتينغ لاعب شالكه مع زميله حارس المرمى رالف فيرمان. ويقال إن دي ماتيو ومدير النادي هورست هيلدت عقدا اجتماعا طارئا مباشرة بعد نهاية المباراة في مقصورة الضيوف بالملعب. وكانت النتيجة: إيقاف بواتينغ وسيدني سام وإلغاء عقديهما. ورغم ذلك لم يحدث ما كان ينتظر من تحسن في أداء الفريق.
قائمة طويلة
كشفت المباراتان التاليتان، حيث واجه شالكه بادربورن ثم هامبورغ عن وجود مشاكل كبيرة واختلافات بين المدرب والفريق. وصرح دي ماتيو بعد مباراة بادربورن قائلا: "الفريق لم يفهم ما كنت أوده." المشاكل الواضحة في التواصل وغياب روح الفريق جعلت المشجعون يحتجون، خصوصا ضد مدير النادي هورست هيلدت وإدارة النادي حول رئيس مجلس الإدارة كليمنس تونيس، كما قاموا أيضا بتوجيه السباب والشتائم للاعبين. وقبل المرحلة الأخيرة من الدوري أعلن هورست هيلدت أنه سيكون هناك عملية تحليل مفصل للموسم المخيب للآمال بالنسبة لشالكه، وقال: "إن قائمة الأشياء التي يجب علينا تغييرها طويلة."
واليوم الثلاثاء تم الاعلان رسميا عن استقالة دي ماتيو؛ لكن هذا لا يكفي لاستقرار الأمور في شالكه، فهلدت نفسه الذي يتعرض حاليا لسهام الانتقاد مطلوب بالبحث سريعا على مدرب جديد للنادي. كما إن شالكه بحاجة ماسة إلى تعزيزات في جميع أنحاء خطوطه تقريبا. رغم ذلك فإن التحدي الأكبر يفترض أن يتمثل في استعادة ثقة الجماهير لموآزة الفريق من جديد. لكن هناك شكوك في إمكانية تحقيق ذلك في ظل وجود قيادات هناك مثل هورست هيلدت وكليمنس تونيس على رأس إدارة شالكه.