بعد الانقلاب- رحيل اللاعبين الأجانب يهدد الدوري التركي
٢٢ يوليو ٢٠١٦بالكاد نجا نجم نادي شالكه السابق رومان نويشتاتر من التعرض للهجمات الإرهابية التي تعرّض لها مطار أتاتورك الدولي الشهر الماضي والتي أودت بحياة 44 شخصا، فطائرته نزلت إلى المطار التركي ساعة قبل حدوث الانفجار. ومع ذلك لم يثنيه ذلك عن اتمام صفقة انتقاله إلى صفوف فريق فنربخشة باسطنبول. لكن الانقلاب العسكري الفاشل الذي هزّ تركيا قبل أسبوع والذي لا زالت ارتداداته تعصف بالبلاد، غيّر من نظرة بعض اللاعبين حول وجودهم في تركيا، بل ودفع بعضهم إلى الرحيل.
أول من أفصح وبوضوح عن قرار كهذا أمام وسائل الإعلام المحلية والأوروبية المهاجم الألماني الدولي ماريو غوميز لاعب نادي فيورينتينا الذي قضى الموسم الماضي مع بشيكتاش على سبيل الإعارة، موضحا يوم الأربعاء الماضي (20 يوليو/ تموز 2016) بأنه "سيغادر تركيا لأسباب سياسية". بعد ذلك ألمح زميله في النادي ذاته، خوسيه سوسا لاعب بايرن ميونيخ السابق بأنه لن يعود إلى تركيا لأن: "زوجتي أصبحت تشعر بالخوف من العيش في اسطنبول. وأنا أيضا أخشى على ابنتي. أولويتي هي عائلتي"، يقول اللاعب الأرجنتيني.
ومن غير المعلوم ما إذا كان هناك مرشحون آخرون للحاق بغوميز وسوسا، بيد أن تصريحات كثيرة بدأت تكشف عن مستوى القلق الذي بدأ يسيطر على اللاعبين الأجانب في تركيا، وهو ما لم يصدر عنهم عقب الهجمات الإرهابية على مطار أتاتورك منتصف يونيو/ حزيران الماضي.
الألماني يورغن روبر مدير الكرة بفريق الدوري الأول "عثمان سبور" بأنقرة، عايش ليلة الانقلاب الفاشل وتحدث عن مشاهد "مأساوية"، وفق ما جاء في الحوار الذي أدلى به روبر لصحيفة كيكر الألمانية الرياضية؛ وقال الأخير: "لا أحد كان على علم بما يجري". لكن ردا على سؤال عمّا إذا كان يستعد إلى مغادرة تركيا أجاب الأخير "بالحقيقة لا. أنا أزاول عملا ممتعا جدا. عقدي مستمر لسنة أخرى وسنرى ما الذي سيحدث بعد ذلك".
الأنظار متجهة نحو بودولسكي
حاليا، تتوجه الأنظار في ألمانيا وبفضول إلى الدولي لوكاس بودولسكي، لاعب غلطة سراي، الذي سبق أن أفصح عن رغبته في مغادرة تركيا عقب سلسلة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها البلاد. ولكن بعد الانقلاب لم يدل بودولسكي بتصريح واضح في هذا الاتجاه، وكيف له ذلك وعقده مع غلطة سراي قائم إلى غاية موسم 2018/2019، وهو بحاجة إلى موافقة النادي على ذهابه وإلا سيواجه تعقيدات قانونية عديدة في حال واجه الرفض.
ووفق القوانين المتبعة من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم/ فيفا، فهناك عقوبة مالية وعقوبة الإيقاف تهددان اللاعب في حال فسخ عقده بشكل انفرادي دون موافقة النادي، وذلك وفق القوانين المتبعة من قبل فيفا. غير أن بعض المراقبين لا يستبعدون في الحالة التركية أن يتم أخذ العوامل السياسية بعين الاعتبار.
وهناك لاعب ألماني آخر لم يحدد وجهته بعد، ويتعلق الأمر بلاعب المنتخب الألماني السابق ماكس كروزه. إذ أعلن قبل أسبوع أن انتقاله من فولفسبورغ إلى غلطة سراي بات مستحيلا بعد الانقلاب، لكن صحيفة "بيلد" نقلت قبل أيام قليلة عن كروزه أنه حاليا بانتظار عرض رسمي من النادي التركي، فيما قدّرت الصحافة المحلية قيمة الصفقة المرتقبة بنحو تسعة ملايين يورو.