بعد فشل جنيف2...الإبراهيمي يعتذر للشعب السوري
١٥ فبراير ٢٠١٤اعتذر الأخضر الإبراهيمي مبعوث السلام الدولي للشعب السوري اليوم السبت (15 فبراير/شباط) لعدم إحراز تقدم في محادثات السلام في جنيف بعدما انتهت جولتها الثانية دون نتيجة سوى الاتفاق على اللقاء مجددا. وقال الدبلوماسي الجزائري إن الاتفاق على إجلاء السكان من مدينة حمص المحاصرة أثار أمالا لم تتحقق في محادثات السلام في جنيف بين جماعات معارضة وممثلين عن الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشار بيتر ماورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضا إلى النتائج الهزيلة التي تحققت حتى الآن قائلا إن عملية إجلاء المحاصرين في حمص لم تؤد إلى أي تحسن أوسع نطاقا في دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الحرب في سوريا حيث تقول الأمم المتحدة إنها لا تستطيع الوصول إلى نحو ثلاثة ملايين شخص يحتاجون المساعدة.
وقال الإبراهيمي للصحفيين عقب المحادثات "أنا آسف جدا جداً واعتذر للشعب السوري عن آماله التي كانت كبيرة للغاية هنا ..(آماله) في أن شيئا سيحدث هنا..اعتقد أن النذر اليسير الذي تحقق في حمص أعطاه أملا أكبر في أنه ربما تكون هذه هي البداية للخروج من هذه الأزمة الرهيبة" التي يعانيها. وأضاف أن الجلسة الأخيرة من جولة المحادثات الثانية التي عقدت اليوم كانت "شاقة مثل كل الاجتماعات التي عقدناها، لكننا اتفقنا على جدول أعمال للجولة المقبلة عندما تعقد"، وفقا لرويترز. وقال إن على الجانبين التفكير في مسؤولياتهم قبل انعقاد الجولة الثالثة وأن على الحكومة على وجه الخصوص القبول بأن الموضوع الرئيسي للمحادثات هو تشكيل هيئة حكم انتقالية.
فابيوس يدين موقف النظام السوري
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت أن فرنسا "تدين موقف النظام السوري الذي عرقل أي تقدم" بعد فشل المفاوضات في جنيف بين ممثلي النظام والمعارضة السوريين. وقال فابيوس في بيان إن "الجولة الثانية من المفاوضات انتهت لتوها من دون نجاح في جنيف. إنني أدين موقف النظام السوري الذي عرقل أي تقدم نحو تشكيل حكومة انتقالية وكثف أعمال العنف بحق السكان المدنيين".
وفي المقابل، أشاد الوزير الفرنسي بـ"شجاعة الائتلاف الوطني السوري (المعارض) وحس المسؤولية لديه عبر تبني موقف بناء طوال المفاوضات". وأضاف أن "من لديهم تأثير في النظام عليهم أن يدفعوه في أسرع وقت إلى احترام مطالب المجتمع الدولي"، في إشارة واضحة إلى روسيا الداعمة للنظام السوري.
هيغ يحمل فشل المفاوضات للنظام
أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، فقد اعتبر السبت أن فشل المفاوضات في جنيف بين النظام السوري والمعارضة يشكل "إخفاقا كبيرا"، محملا النظام مسؤولية الوصول إلى هذا المأزق. وقال هيغ في بيان أن "استحالة الاتفاق على برنامج جلسات التفاوض المقبلة (...) يشكل إخفاقا خطيرا في المساعي لإقرار السلام في سوريا، ومسؤولية ذلك تقع مباشرة على نظام الأسد".
وأضاف أن ما أدلى به الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي خلال مؤتمره الصحافي صباح السبت "يؤكد بوضوح أن النظام رفض بحث السلطة الحكومية الانتقالية، وهو موضوع في صلب المفاوضات ويشكل سبيلا أساسيا لوضع حد للنزاع". وتابع هيغ أن فشل المفاوضات "يمكن أن يعني نهاية الطريق. ولكن مع حرب في سوريا تخلف يوميا مزيدا من القتلى وتتسبب بإضرار أكبر، من واجبنا حيال الشعب السوري أن نقوم بكل شيء لإحراز تقدم بهدف حل سياسي"، مجددا "دعمه الكامل للأخضر الإبراهيمي".
من جهة أخرى، اعتبر هيغ أن "من المُلح أكثر التوصل إلى تفاهم على قرار في مجلس الأمن الدولي للتعامل مع المعاناة الإنسانية المروعة في سوريا"، مؤكدا أن "سكان المناطق السورية المحاصرة والعديد من مناطق البلاد التي لا تتلقى المساعدة لا يمكنهم الانتظار".
ع.ش/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب)