بعد طرد داعش.. مراسم احتفالات كبيرة بأعياد الميلاد في العراق
٢٤ ديسمبر ٢٠١٧هنأ الرئيس العراقي فؤاد معصوم العراقيين والمسيحيين منهم بوجه الخصوص بأعياد الميلاد المجيد، قائلاً إن هذه المناسبة تأتي هذا العام "بعد إنجاز الانتصار على الإرهاب" وإن المسيحيين "أسهموا في صنع هذا الانتصار، ونحيي صبرهم وتضحياتهم واعتزازهم بعراقهم حيثما كانوا سواء في داخل البلد أو خارجه". يأتي ذلك في أول عيد ميلاد بعد إعلان النصر على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتحقيق استقرار أمني ملموس بعد أكثر من ثلاث سنوات من القتال المتواصل مع هذا التنظيم..
وشرعت عوائل عراقية باقتناء أنواع مميزة من هدايا أعياد الميلاد، وبطاقات التهاني، حيث يمثل المعروض منها في الأسواق والمتاجر الأكبر من نوعه منذ سنوات. وينتظر أن يشهد العراق مراسم احتفالات كبيرة ومميزة بمناسبة أعياد الميلاد والعام الجديد.
وأبرز ما يميز احتفالات هذا العام، هو اقتناء أشجار أعياد الميلاد، التي عرض منها أنواع وأحجام فاخرة حيث تحرص العوائل لتزيين منازلها بهذه الأشجار وتطريزها بمختلف أنواع الزينة والبالونات والدمى ومواد الإنارة والشرائط ملونة. كما سارعت أمانة بغداد بتزيين الشوارع بمواد الإنارة الملونة بشكل يضفي حالة من البهجة والتفاؤل استعدادا لاستقبال عام جديد بعيد عن مظاهر العنف والقتال. وقال سليم أحمد (36 عاماً) وهو صاحب محل تجاري: "تعج أسواق بغداد بالمتبضعين، وهناك هدايا جميلة عرضت هذا العام وهناك تسابق بين العوائل لاقتناء هذه الهدايا".
واستعدت كبريات الأسواق التجارية والمولات والشوارع الرئيسية لأحياء أعياد الميلاد والعام الجديد؛ حيث نصبت عشرات أشجار أعياد الميلاد محاطة بأنواع مميزة من الهدايا ودمى بابا نويل، في ظل استعدادات لإقامة كرنفالات احتفالية واسعة، وسط انتشار واسع للقوات العراقية لتأمين الحماية قرب المحال التجارية والمطاعم والمولات التجارية والحدائق العام. وزينت الأديرة والكنائس ودور العبادة المسيحية في العراق، التي فتحت أبوابها لإجراء مراسم الاحتفالات وإقامة القداس في ظل خطط أمنية وانتشار للقوات الأمنية لمنع أي خرق أمني.
ومن جهته، ذكر مسؤول أمني، فضل عدم ذكر اسمه، أن "القوات الأمنية ستؤمن جميع شوارع بغداد، وخاصة قرب مناطق الاحتفال في الساحات العامة والمولات التجارية والمطاعم والمنتزهات، والفنادق لإتاحة المجال أمام الأهالي لقضاء أوقات ممتعة". وقال :"نأمل من المحتفلين التقيد بتعليمات الأجهزة الأمنية من أجل تحقيق انسيابية أكثر للحركة والتنقل بسهولة بين مواقع الاحتفالات، التي نتوقع لها أن تكون كبيرة وتستمر حتى ساعات الفجر".
وأحيا مصلون في كنيسة مار بولص للكلدان في الموصل، ثاني مدن العراق، قداس عيد الميلاد للمرة الأولى منذ عام 2013، في ظل إجراءات أمنية مشددة في المدينة التي استعادتها القوات العراقية في تموز/ يوليو من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية. ودعا بطريرك الكلدان في العالم لويس ساكو عشرات الحاضرين للصلاة من أجل "السلام والاستقرار في الموصل والعراق والعالم"، في الكنيسة التي غطيت بعض جدرانها بستائر بيضاء وحمراء لحجب آثار القتال ضد التنظيم المتطرف.
وقالت فرقد مالكو التي عادت مؤخرا إلى المدينة لفرانس برس إن "الاحتفال والصلاة في الموصل مهمين لإحياء الحياة المسيحية" في المدينة وضواحيها حيث تعيش أقلية كبيرة من المسيحيين.
ووسط الشموع وأشجار عيد الميلاد والستائر البيضاء التي وضعت على النوافذ التي تطاير زجاجها جراء القتال والانفجارات، اختلط الحاضرون مسيحيون ومسلمون من أهالي الموصل، وبينهم مسؤولون محليون ومن مؤسسات عسكرية.
وفي سياق آخر أعلن مصدر أمني عراقي بمحافظة صلاح الدين اليوم الأحد مقتل سبعة من عناصر "داعش" وإصابة خمسة من القوات العراقية في اشتباكات شمال شرق تكريت (170 كلم شمال بغداد) وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن "سبعة من عناصر داعش قتلوا اليوم وأصيب خمسة من القوات العراقية بينهم عقيد في الشرطة، وقائد في الحشد العشائري في اشتباكات بجبال حمرين (40 كم) شرقي تكريت".
خ. س./ ص. ش. (د.ب.أ، أ ف ب)