بعد حظر النقاب ـ جدل في فرنسا بسبب حظر الصلاة في الشوارع
١٧ سبتمبر ٢٠١١لسنوات طويلة كان بعض المسلمين في فرنسا يصلون في الشوارع، وخاصة أيام الجمعة، وذلك بسبب ضيق المساحة في المساجد. ولكن صدور قرار جديد، يقضي بمنع الصلاة في الشوارع، أثار الكثير من الجدل، ساهمت في تأجيجه الزعيمة اليمينية المتشددة مارين لو بان، بشأن المسلمين الذين يضطرون للصلاة في الشوارع بالمدن الكبرى، في بلاد يعيش فيه أكثر من خمسة ملايين مسلم.
وتحت ضغط من الأحزاب اليمنية، صدر بالفعل قرار يحظر الصلاة في الشوارع، ودخل حيز التنفيذ، يوم الجمعة (16 أيلول/ سبتمبر). ووجه وزير الداخلية كلود جيون المسلمين في باريس لأماكن خصصت للصلاة، لحين بناء مساحات خاصة للصلاة، وحذر من أن الشرطة ستستخدم القوة، عند الضرورة، لفرض الحظر، مما دفع آلاف المصلين في شمال باريس إلى التوجه إلى موقع مؤقت، في ثكنة غير مستغلة لفرق الإطفاء، الأمر الذي أثار غضب الجالية المسلمة، والتي كثيرا ما تعبر عن رأيها بقوة.
ضغوط اليمين
وكان حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف قد أثار قضية صلاة المسلمين في الشوارع العام الماضي، حيث انتهز هذه السلوك من قبل المسلمين للتأكيد مزاعمهم بأن "الإسلام يهدد القيم العلمانية الفرنسية". ووفق وكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ) فقد قارنت مارين لوبن، زعيمة حزب الجبهة الوطنية، بشكل مثير للجدل، الصلاة في الشارع باحتلال ألمانيا النازية لباريس. ونظم المؤيدون اليمينيون المتشددون احتجاجات في شوارع جوت دور.
ووافقت الحكومة على أن هذا الفعل ينتهك القوانين التي تحظر إظهار أن يتواجد رموز دينية في الأماكن العامة. ويقول زعماء مسلمون في فرنسا إن سرعة بناء المساجد الجديدة لم تنجح في التماشي مع احتياجات الجالية. الجدير بالذكر أن فرنسا هي موطن أكبر جالية مسلمة في غرب أوروبا، حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن عدد الأفراد الذين يصنفون أنفسهم على أنهم مسلمين يبلغ 2.1 مليون شخص ولكن يعتقد أن الرقم الحقيقي ثلاثة أضعاف ذلك.
محاولات لإيجاد مساجد أوسع
ويأتي صدور القرار الجديد، قبل سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية، مما شكل غضب البعض في فرنسا، حيث يرونه محاولة لحشد المؤيدين لليمين إلى معسكر يمين الوسط، الذي ينتمي له الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وتحاول الجالية المسلمة أن تتفق مع الحكومة الفرنسية من أجل إيجاد أماكن أوسع للصلاة. فقد اتفق إماما مسجدين في مقاطعة جوت دور مع سلطات باريس على استئجار ثكنات عسكرية غير مستخدمة لمدة ثلاث سنوات. وسيظل المسجدان مغلقان الأسبوعين المقبلين، لتشجيع المصلين على الذهاب إلى المكان الجديد، الذي يمكن أن يتسع لما يصل إلى 2700 مصلٍ، بحسب مسؤولي المدينة.
وفي الثكنة المؤقتة أمّ الشيخ محمد صلاح حمزة المصلين، الذين جاءوا من مختلف أنحاء باريس. وتدفق المصلون وبسطوا سجاجيدهم على أرض المبنى، الذي يشبه مستودعا للطائرات. وقالت السلطات في مارسيليا، ثاني أكبر المدن الفرنسية، والتي تمتلئ بعض مساجدها عن آخرها، إنه تم إيجاد مساحة أكبر، حيث يمكن للمسلمين الصلاة بعيدا عن الشارع.
(ف ي/ رويترز، د ب أ، أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي