بعد انتقادات.. اتحاد الكرة الألماني يطالب سياسيين بـ"الصمت"
٢٣ مارس ٢٠٢٤انتقد أندرياس ريتيغ، المدير الإداري للاتحاد الألماني لكرة القدم، الانتقادات "الشعبوية" من السياسيين بشأن تغيير راعي ملابس المنتخبات الوطنية من شركة "أديداس" إلى "نايكي"، قائلا إنه لا يمكن مقارنة العرضين.
وتعرض الاتحاد الألماني لهجوم بعد إعلانه يوم الخميس الماضي أن شراكته التي استمرت لـ70 عاما مع شركة "أديداس" الألمانية، لصناعة الأحذية والملابس الرياضية ستنتهي في 2026، على أن تتولى شركة "نايكي" الأمريكية المسؤولية بداية من 2027.
وقال روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد، إن شراكة أديداس والاتحاد الألماني كانت "جزءأ من الهوية الألمانية" و"كنت أتمنى المزيد من الوطنية المحلية". ووصف فريدريش ميرتس، زعيم المعارضة الألمانية، القرار بأنه "غير وطني". وقال ماركوس زودر، رئيس حكومة ولاية بافاريا، إن كرة القدم الألمانية "ليست بيدقا في معارك الشركات العالمية".
ورفض ريتيغ هذا الأمر، وقال لبوابة "ران" الرياضية الإلكترونية اليوم السبت (23 مارس/آذار 2024): "تفاجأت للغاية لرؤية سياسيين يبذلون قصارى جهدهم بطريقة شعبوية بدون أن يكون لديهم معرفة، وفوق كل هذا، بدون أي حقائق". وأضاف: "هذه صفة جديدة. يجب أن يقال بوضوح: ربما كان من الأفضل الصمت في مرة أو مرتين". ووجه كلامه لهابيك، وقال :"أن تدلي بهذا التصريح بدون معرفة الظروف الإطارية والعلمية أمر يثير الدهشة للغاية، خاصة عندما يصدر من وزير اقتصاد".
ولم يتم الكشف عن تفاصيل مالية، لكن صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، كشفت نقلا عن مصادر في الصناعة، أن نايك ستدفع للاتحاد الألماني لكرة القدم، الذي يعاني من ضائقة مالية، أكثر من 100 مليون يورو (108 ملايين دولار) سنويا بين عامي 2027 و2034، في الوقت الذي تبلغ فيه قيمة صفقة أديداس 50 مليون يورو سنويا، وفقا لصحيفة "بيلد" الألمانية.
وقال ريتيغ، دون الخوض في تفاصيل: "إذا كانت العروض متقاربة فإن المكان، التواصل، التقاليد والمسار السابق تلعب دورا مهما. ولكن صدقونا: العروض لم تكن متقاربة . هذا يكفي". وأضاف: "لدينا مسؤولية تجاه مئات الموظفين، لدينا مسؤولية تجاه الاتحادات الإقليمية،. لذلك، لا يمكن أن يتم لومنا لاتخاذنا هذا القرار من الناحية الاقتصادية".
ولم تقتصر الاعتراضات على السياسيين، حيث يرى أكثر من نصف المواطنين الألمان بأن هذا التغيير غير مناسب. فقد كشفت نتائج استطلاع للرأي في ألمانيا حول قرار الاتحاد الألماني لكرة القدم بالتعاون مع شركة نايكي الأمريكية كمورد لمستلزمات المنتخب الألماني بدلا من شركة أديداس الألمانية، أن أكثر من 50 بالمئة من المواطنين يرون القرار "غير جيد".
جاء ذلك في الاستطلاع التمثيلي الذي أجراه معهد "فورزا" لصالح محطتي "آر تي إل" و"إن تي في". وفي المقابل، رأى 7% فقط من المشاركين أن الاتفاق "جيد"، بينما أبدى 40% ممن شملهم الاستطلاع عدم اهتمامهم بتغيير الجهة الموردة لمستلزمات المنتخب الألماني.
وقال أكثر من ثلث من شملهم الاستطلاع (36%) إن من المفهوم أن يختار الاتحاد الألماني الشركة التي تقدم أعلى عرض. ورأى 58% ممن شملهم الاستطلاع أنه كان ينبغي على الاتحاد الألماني أن يختار شركة ألمانية لتتولى التوريد للمنتخب حتى وإن لم تقدم العرض الأعلى.
ف.ي/ع.ج.م (د ب ا)