بعد الإقصاء.. أوزيل في مرمى نيران اليمين الشعبوي
٢٨ يونيو ٢٠١٨استغل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي خروج المنتخب الألماني من الدور الأول لبطولة كأس العالم في روسيا على يد المنتخب الكوري الجنوبي ليبدأ في نفث حملة شرسة مهاجماً لاعب خط وسط المانشافت مسعود أوزيل.
وكتب يينس ماير، عضو البرلمان الألماني (بوندستاغ) عن حزب البديل اليميني الشعبوي، تغريدة بعد إقصاء المنتخب الألماني جاء فيها: "بدون أوزيل كنا سنفوز في المباراة". ونشر السياسي اليميني الشعبوي صورة لنجم خط وسط أرسنال الإنجليزي، مصحوبة بعبارة "هل أنت راضٍ يا رئيسي". ويقصد ماير بهذه العبارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي استقبل عند زيارته للندن قبل حوالي شهر من انطلاق مونيدال روسيا لاعبيْ المنتخب الألماني مسعود أوزيل وزميله إيلكاي غوندوغان، وهما معاً من أصول تركية.
التشكيك في الانتماء
وكان هذا اللقاء مع أردوغان قد جلب على اللاعبين انتقادات واسعة وصلت حد التشكيك في انتمائهم لألمانيا. وطالب بعض سياسيي حزب البديل بإبعاد اللاعبين من المنتخب الألماني الذي يعتبره الحزب اليميني الشعبوي "ليس ألمانياً بما يكفي" باعتبار أن المنتخب الألماني يضم في صفوفه لاعبين آخرين إلى جانب أوزيل وغوندوغان من أصول أجنبية.
ونشر عضو حزب البديل أوفه شولتس بعد نهاية مباراة كوريا الجنوبية تغريدة على حسابه في موقع تويتر قائلا: "على كل حال، لم يشارك منتخبنا الوطني في نهائيات كأس العالم"، حسبما ذكر موقع فوكوس الألماني، فيما كتب المتحدث باسم حزب البديل كريستيان لوت في نفس الموقع يقول: "بإمكان أوزيل أن يكون سعيدا، مبروك أردوغان".
"اللعب بنصف قلب"
وحتى قبل مباراة كوريا الجنوبية، هاجم حزب البديل أوزيل وزميله غوندوغان، متهما اللاعبين معاً بعدم التفاني في الدفاع عن قميص المنتخب الألماني. وقال يورغ كونيغ، المسؤول عن السياسة الرياضية في الحزب اليميني الشعبوي، أن مع وجود أوزيل وغوندوغان "لا يمكن الحديث عن روح الفريق في ظل غياب الروح القتالية اللازمة لديهما لأنهما يلعبان بنصف قلبهما"، حسب تعبيره.
بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أظهروا تعاطفهم مع أوزيل في ظل الهجوم الذي يتعرض له الدولي الألماني. وكتب أحد المغردين في هذا الاتجاه يقول: "في الحقيقة لست صديقاً لأوزيل، وهناك الكثير من الأسباب لانتقاده من بينها المستوى الفني الذي يقدمه. لكن الكراهية والتحريض الذي ينتشر ضده هذه الأيام يثير الخوف. لكن ذلك للأسف مرآة لمجتمعناَ".
يٌشار إلى أن المنتخب الألماني لم يقدم في البطولة أداء مقنعاً يٌظهر بأنه قادر على أن يصبح أول بطل يدافع بنجاح عن لقبه منذ عام 1962. وقد وصفت بعض الصحف الألمانية خروج المنتخب الألماني من الدور الأول للمونديال الروسي بـ"الكارثة"، مطالبة بالبحث عن أسباب الإخفاق من أجل العودة إلى سكة الانتصارات.