تحركات دبلوماسية مكثفة لتعزيز التهدئة في غزة
٢٢ نوفمبر ٢٠٢٣قال الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله يتوجه اليوم (الأربعاء 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) إلى القاهرة لإجراء محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "لبحث الأوضاع المتدهورة فيقطاع غزة". وقال مسؤول إن المحادثات ستركز على كيفية تحويل هدنة أربعة أيام متفق عليها بين إسرائيل وحماس إلى وقف دائم لإطلاق النار يضع حدا للقصف الإسرائيلي في غزة ويتفادى كارثة إنسانية.
ونقلت قناة "خبر ترك" ووسائل إعلام تركية أخرى اليوم أيضا عن الرئيس رجب طيب أردوغان القول إنه قد يسافر إلى مصر قريبا ويناقش كيفية تسريع إجلاء المرضى من غزة وخطوات أخرى. وفي تصريحات لصحفيين على طائرته العائدة من رحلة إلى الجزائر، نُقل عن أردوغان قوله إن العالم الإسلامي يجب أن يتصرف بروح الوحدة والتضامن بشأن غزة. وأضاف "قد أرتب زيارة إلى مصر في أقرب وقت ممكن. سنتحدث عن الخطوات التي يمكننا اتخاذها وكيف يتسنى لنا تمهيد الطريق لإجلاء المرضى".
ونُقل بالفعل العديد من المرضى من غزةإلى تركيا عبر مصر. وأوضح أردوغان أنه يتعين على العالم الإسلامي أن يتصرف بروح وحدة وتضامن وأن يكون "على قلب رجل واحد" فيما يتعلق بغزة. وأضاف أنه يجب بذل جهود لضمان وقف إطلاق النار وتقديم مساعدات كافية لغزة وإعادة بناء القطاع باستخدام وسائل اقتصادية وسياسية ودبلوماسية. وقال "علينا أن نجبر إسرائيل على الامتثال للقانون الدولي والمحاسبة على أفعالها" في غزة.
دول عربية تسعى لتحويل الهدنة لوقف للحرب
في الوقت نفسه رحب وزراء خارجية عرب باتفاق الهدنة المؤقتة بينإسرائيل وحركة حماس، لكنهم قالوا إنه ينبغي تمديدها لتصبح خطوة أولى نحو وقف كامل للأعمال القتالية. وقال وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن في إفادة صحفية بلندن إن الاتفاق، الذي يتضمن إطلاق سراح رهائن وزيادة المساعدات لقطاع غزة المُدمر، يجب أن يؤدي في نهاية المطاف إلى استئناف محادثات حل الدولتين.
ووافقت إسرائيل وحماس، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت اليوم الأربعاء، على وقف القتال لمدة أربعة أيام للسماح بالإفراج عن 50 رهينة ممن تحتجزهم حماس في غزة مقابل إطلاق سراح 150 فلسطينيا من المسجونين في إسرائيل، ودخول مساعدات إنسانية إلى القطاع. وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود إنه ينبغي استمرار المساعدات الإنسانية وتوسيع نطاقها، كما يجب عدم ربطها لاحقا بمزيد من عمليات الإفراج عن رهائن.
البابا يلتقي أسر رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين
التقى البابا فرنسيس على نحو منفصل ذوي رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة، وأقارب معتقلين فلسطينيين في إسرائيل، وقال إن الجانبين "يعانيان بدرجة كبيرة". وفي ختام لقائه العام الأسبوعي في الفاتيكان كشف البابا، أنه استقبل وفدين "أحدهما يضم إسرائيليين لديهم أقارب محتجزين في غزة، والآخر يضم فلسطينيين لديهم أقارب مسجونين في إسرائيل". وقال "إنهم يعانون بدرجة كبيرة وسمعت الآن عن معاناة الطرفين" مناشدا الجموع في ساحة القديس بطرس الصلاة من أجل السلام.
وأضاف "هذا ما تفعله الحروب، لكننا تخطينا الحروب. هذه ليست حرب إنها إرهاب" من دون تحديد ما إذا كان يشير إلى الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أو إلى العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ردا على ذلك الهجوم، أو الإثنين معا. وكان الفاتيكان قد أعلن الأسبوع الماضي أن البابا يأمل التعبير عن "تعاطفه الروحي" خلال اللقاءين، مشددا على "الطابع الإنساني الصرف" لهما.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
الأمم المتحدة: لا يزال ينبغي القيام بالكثير
من جهتها رحّبت الأمم المتحدة الأربعاء بالاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس. وأكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان أن أنطونيو غوتيريش "يرحب بالاتفاق المبرم بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية وبدعم من مصر والولايات المتحدة"، مضيفا "هذه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح"، لكن "لا يزال ينبغي القيام بالكثير". وتابع أن "الأمم المتحدة ستحشد كل إمكاناتها لدعم تنفيذ الاتفاق وزيادة تأثيره الإيجابي على الوضع الإنساني في غزة".
بدوره، رحّب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بالاتفاق على منصة "إكس" وشدد كذلك على أن ذلك "ليس كافيا لوضع حد لمعاناة المدنيين". ودعا إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وفي الوقت نفسه رعاية الأشخاص الذين ما زالوا في الأسر. وجدد دعوته "إلى وقف إطلاق النار" ليتمكن من مساعدة سكان غزة بشكل فعلي.
ح.ز/ ا.ف/ ع ج (أ.ف.ب / رويترز )