بطل العالم يُحرز كأس القارات للمرة الثانية
٣٠ يونيو ٢٠٠٥في لقاء مثير وساخن جمع بين أفضل منتخبين في العالم قدّم المنتخب البرازيلي، بطل العالم خمس مرات، عرضاً رائعاً أبهج الجمهور المحتشد على مدرجات ملعب مدينة فرانكفورت وعشاق كرة القدم أمام شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم. لم يكُن أداء الأرجنتينيين سيئاً على الإطلاق، بل كان البرازيليون وببساطة غاية في الروعة والقوة وقدّموا عرضاً لم تشهده ملاعب كرة القدم منذ زمن طويل.
كان إصرار البرازيليين على الفوز بكأس القارات السابع واضحاً منذ الدقيقة الأولى. يبدو أنهم لم ينسوا بعد طعم الهزيمة المرة التي مُنيوا بها قبل حوالي ثلاثة أسابيع أمام غريمهم التقليدي المنتخب الأرجنتيني في اللقاء لذي جمع بين الفريقين في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيريس ضمن تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا.
لذا دخل البرازيليون أرض الملعب تحت شعار "لا شيء سوى الفوز" واضعين نُصب أعينهم الثأر لهزيمتهم الموجعة ( ثلاثة أهداف لهدف واحد ) في العاصمة الأرجنتينية. بعد بداية حذرة من كلا الطرفين أمسك أبطال الزامبا بزمام الأمور وفرضوا سيطرتهم بشكل سريع على معظم مجريات المباراة. وبعد أقل من 15 دقيقة تقدّم الفريق البرازيلي بهدفين للا شيء. أحرز الهدف الأول المهاجم المتألق أدريانو الذي سدّد كرة قوية من مسافة 18 متراً فشل حارس المرمى الأرجنتيني جيرمان لوكس في التصدي لتهزّ شباكه في الدقيقة 11.
وبعد خمس دقائق على هدف السبق مرّر المهاجم البرازيلي الصاعد روبينيو تمريرة متقنة رائعة للاعب خط الوسط النجم كاكا الذي أضاف لهدف الثاني لبطل العالم من تسديدة فنية رائعة أطلقها من مسافة 20 متراً لتسكن الزاوية اليُمنى للمرمى الأرجنتيني.
حتى هذه اللحظة لم يُشكّل الأرجنتينيون أي خطورة على مرمى الحارس البرازيلي، باستثناء فُرصة صغيرة أضاعها نجم خط الوسط الأرجنتيني ريكلمه. وفي الخمس دقائق الأخيرة من الشوط الأول أضاع البرازيليون العديد من الفُرص الجيدة والمحققة للتسجيل حيث فشل كاكا في التغلب على الحارس الأرجنتيني جيرمان لوكس في الدقيقة 43 قبل أن يفشل زميله لوسيو في هز الشباك الأرجنتينية للمرة الثالثة قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة. وهكذا انتهى الشوط الأول بتقدم البرازيل بهدفين مقابل لا شيء.
وبعد الاستراحة واصل البرازيليون سيطرتهم على المباراة وكثّفوا ضغطهم على الدفاع الأرجنتيني لينجح الكابتن رونالدينيو، نجم فريق برشلونة الإسباني، في إحراز هدف رائع بعد تلقيه كرة متقنة من المدافع الأيمن سيسينيو الذي قدّم هو الآخر عرضاً رائعاً يستحق الثناء والتقدير.
الهدف الخامس لـ أدريانو
وبعد 15 دقيقة على الهدف الثالث نجح المهاجم الواعد روبينيو في مراوغة خمسة لاعبين أرجنتينيين في منطقة الجزاء الأرجنتينية قبل أن يُسدد كرة رائعة ارتطمت بالعارضة. خلافاً لذلك نجح زميله في الهجوم أدريانو في إحراز الهدف الخامس له في البطولة والرابع في المباراة في الدقيقة 63 معززاً تقدم فريقه بأربعة أهداف للا شيء. وبذلك تُوّج أدريانو الذي يُعدّ في الوقت الراهن أفضل مهاجم في العالم، تُوّج هدافاً لبطولة كأس القارات السابعة.
وفي الوقت المتبقي من المباراة أهدر البرازيليون الذين أخذوا يتفنّنون في اللعب، العديد من الفُرص الجيدة، بل والمحققة أيضاً. في المقابل لم يُشكّل الأرجنتينيون خطورة حقيقية على مرمى الحارس البرازيلي ديدا المحترف في صفوف فريق إي سي ميلانو الإيطالي، رغم هدف الشرف الذي أحرزه بابلو أيمار في الدقيقة 65.
وهكذا نجح البرازيليون في الفوز بكأس القارات للمرة الثانية، وفي الوقت نفسه في الثأر للهزيمة التي تكبّدوها مؤخراً أمام الغريم التقليدي الأرجنتين.