رجل دين مسيحي يأمل بعودة السلام إلى سوريا
١١ يوليو ٢٠١٦نادراً ما يحصل الرئيس الألماني يواخيم غاوك على وصف مباشر لوضع المسيحيين في سوريا والعراق، وبعد لقائه مع بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية إغناطيوس أفرام الثاني، قال غاوك معلقاً على ما سمع: "هذا يملؤني ببالغ القلق".
تستغرق زيارة البطريرك لألمانيا عشرة أيام وقد استقبله غاوك مع مرافقيه في قصر الرئاسة ببرلين، وعن ذلك قال أفرام الثاني لدويتشه فيله: "شكرا للشعب الألماني على هذا السخاء والمساعدات، نحن نأمل بمزيد من المساعدة لتحقيق السلام في سوريا والعراق ".
"خطير للجميع"
نجا البطريرك في حزيران الماضي بأعجوبة من هجوم انتحاري استهدفه في مسقط رأسه القامشلي شمال شرق سوريا. وهو يزور ألمانيا كشاهد على معاناة المسيحيين من إرهاب "داعش"، رافضا من يعتبر أن المسيحيين معرضون للخطر أكثر من غيرهم، ويضيف: "الوضع خطير للجميع وليس للمسيحيين فقط".
لكنه يتحدث عن معاناة المسيحيين المزدوجة، فهناك الجماعات الإسلامية المتطرفة وهناك قوى تهاجم المسيحيين السوريين وتعتبرهم مقربين من نظام الأسد. "نحن لسنا ضد ولا مع أحد" يقول أفرام الثاني "نحن مع السلام والعيش المشترك في وطننا سوريا".
الهجرة إلى ألمانيا
وعن وضع المسيحيين في سوريا والعراق، قال غاوك بعد اللقاء "إن وجود المسيحيين بات مهدداً من الحرب وإرهاب الإسلاميين". وأضاف أنهم ضحايا الإرهاب الإسلامي "مثلهم مثل الإيزيديين والشيعة والسنة وكل من لا يتفق مع آراء الإرهاب الإسلامي". لذلك لا بد من حل سياسي للصراع في سوريا لإحلال السلام في الشرق الأأوسط.
وقد شكر غاوك الألمان الذين يساعدون اللاجئين. من جانبه، قال البطريرك إنه يعرف عن تعرض مسيحيين لاعتداءات في مراكز إيواء اللاجئين بألمانيا والسويد. لكنه أشاد بموقف ألمانيا وتعاونها مع الكنيسة لإيصال المساعدات إلى السكان المحتاجين في سوريا. وقد زار الوفد الكنسي وزارة الخارجية ووزارة التنمية في برلين لبحث التعاون بعد انتهاء الحرب.
وعن احتمال عودة المسيحيين إلى سوريا والعراق قال البطريرك: "إنه وطننا منذ بدايات المسيحية، نحن سريان وسكان المنطقة الأصليين. أما بالنسبة للعودة، فالأمل لدي قليل. أتمنى ذلك، لكن الأمر صعب".
يعيش في ألمانيا حالياً حوالي 100 ألف من السريان الأرثوذكس، وفي العاصمة برلين وحدها يوجد أربع أبرشيات تم تاسيسها قبل وصول موجة اللاجئين في العام الماضي. وقد ساهمت هذه الأبرشيات بتقديم المساعدة للعائلات اللاجئة الجديدة.