150411 Syrien Demos
١٥ أبريل ٢٠١١منذ أربعة أسابيع والاشتباكات بين المتظاهرين وقوات السلطة السورية لا تكاد تخمد في مدينة ما حتى تتجدد في مدن ومناطق جديدة من البلاد. الطالب في جامعة دمشق مروان قبلان يعتقد أن التظاهر لن يتوقف، وأن الأسبوعين الماضيين أظهرا أن العنف ينتج عنفاً أكبر، وأن الدم المسال يجلب دماً جديداً، ويضع الأمور في دائرة مغلقة. وأضاف قبلان أن الكل يخاف حاليا من المجيء إلى سوريا.
والحقيقة أن الدخول إلى سوريا حالياً بات غير ممكن لأحد تقريباً، إذ جرى اعتقال صحافيين أجانب ورحّلوا من البلد، كما أن مكاتب السفر في الخارج سحبت سوريا من لائحة الدول السياحية، ومن الصعب الحصول على معلومات غير مراقبة من الداخل.
لكن شهود العيان في المدن المحاصرة والأفلام المصورة بكاميرات الهواتف المحمولة في موقع يوتوب ومواقع الإنترنت الأخرى تظهر لوحة موزاييك عن الثورة السورية، والناشطون في مجال حقوق الإنسان يتحدثون عن وقوع أكثر من 200 قتيل حتى الآن.
أما نظام الرئيس الأسد فيحمّل الخارج مسؤولية الاضطرابات الحاصلة، والتلفزيون الحكومي يقدّم رجالاً يقولون أنهم حصلوا على مال وسلاح من لبنان بهدف إثارة الفتنة. عن ذلك يقول قبلان إنه قد يكون حصل ذلك، "لكن عندما تفقد مصداقيتك منذ البداية فلن يصدقك الناس لاحقاً أيضاً، وهذا هو الخطأ الحاسم الذي ارتكبته القيادة السياسية".
تجاهل التغيرات الإقليمية
تجاهلت سوريا لوقت طويل التغيّرات الإقليمية التي تحصل حولها، بل وهزأت بها. والرئيس الأسد الموجود في الحكم منذ 11 عاماً وعد بالكثير، لكنه لم ينفذ شيئاً من هذه الوعود تقريباً، لدرجة أن السوريين أخذوا يرون سلطة دولتهم: تقديم وعود بالإصلاح والتلويح بالعصا والسلاح. ولا يود ثمة اتفاق على الإطاحة بالأسد، المستند في حكمه إلى قانون طوارئ عمره 50 سنة تقريباً وشبكة كثيفة من الأجهزة الأمنية. لكن في خضم الأحداث المتسارعة في سوريا أفاد شهود عيان أن بعض الجنود رفضوا هذا الأسبوع إطلاق النار على المتظاهرين، ما انتهى بإعدامهم على الفور.
من جانبها ترى الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط لميس أندوني أن من الطبيعي أن يكون للأسد مؤيدون، وأن الطبقة الوسطى خائفة مما يمكن أن يأتي بعد الاحتجاج. وتضيف أندوني بالقول: "إن الأسد يرسم صورة حرب أهلية كما في العراق لإخافة الناس، ولكن الناس لا تدعمه بالفعل، وإنما ترى فيه ضماناً للاستقرار". وتشير الخبيرة إلى أن جميع حكام دول المنطقة يلجؤون إلى هذا التلويح بهذا التهديد، عندما تستمر الاحتجاجات ضدهم.
وعن طريق التهديد وتقديم بعض التنازلات يحاول الأسد البقاء في الحكم، ويلتقي سكان مختارين من بعض المناطق المضطربة، وتتحدث وسائل الإعلام مطولاً عن هذه اللقاءات. وبعد أن تم اعتقال مئات الرجال في بلدة البيضا الصغيرة يكتفي الأسد بإطلاق سراح عدد قليل منهم، بعد أن قطع نساؤهم الطريق الرئيسة احتجاجاً على الاعتقال.
ولا توجد رغبة أو إمكانية لدى الأسد والقيادة السورية لتفهم جوهر هذه الثورة المتمثل في المطالبة بالمزيد من الحرية والديمقراطية. وبعد سنوات من العزلة الدولية لا يزال الأسد يرى أن وقيادته يمثلان نوعاً من النخب العربية.
لكن أندوني ترى من جانبها أن النظام السوري ما زال حبيس تخيلاته بأن سوريا دولة استثنائية ضد إسرائيل، وأن هذا يمنحه مقداراً كافياً من الشرعية إزاء شعبه، كما يعتقد أن له حصانة أمام التحولات التي حصلت في مصر وتونس.
أولريش لايدهولدت/ اسكندر الديك
مراجعة: عماد م. غانم