بسبب علاقته ببوتين.. برلين تعيد النظر في امتيازات شرودر!
٣٠ أبريل ٢٠٢٢تدرس الحكومة الألمانية سحب امتيازات المستشار الأسبق غيرهارد شرودر، المقرب من فلاديمير بوتين، حسبما أفاد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر اليوم السبت (30 نيسان/أبريل 2022).
وأوضح ليندنر لصحف مجموعة "فونكه" الإعلامية أنه "لم يعد من المقبول أن يقوم دافع الضرائب بتوفير مكتب" للمستشار الأسبق (1998-2005)، وأضاف: "يتعين علينا استخلاص عواقب" رفض شرودر التخلي عن مسؤولياته في العديد من المجموعات الروسية الكبرى وإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وما زال شرودر بصفته مستشاراً سابقاً يتمتع بالعديد من الامتيازات التي تكلف دافعي الضرائب 400 ألف يورو سنوياً، بينها توفير مكاتب له في مجلس النواب وميزانية مخصصة لموظفيه.
وأكد الوزير أن "أصحاب المناصب الرفيعة سابقاً الذين من الواضح أنهم يقفون إلى جانب الحكومات الإجرامية، لا يمكنهم الاعتماد على دعم الدولة". ومن المقرر أن يتم بحث تخفيض الامتيازات الممنوحة لشرودر في سياق المناقشات المقبلة حول ميزانية عام 2023. وتابع ليندنر، وهو زعيم الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)عضو عضو الحكومة الائتلافية بزعامة المستشار أولاف شولتس: "سيكون من الحكمة توحيد امتيازات أصحاب المناصب الرفيعة السابقين وتقليصها مع مرور الوقت. وفي هذا السياق، ينبغي أيضاً التحدث عن نوع من ميثاق للشرف فيما يتعلق بالسلوك".
"حسابه المصرفي بالنسبة له أهم من سمعة ألمانيا"!
من جهته هاجم زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري في ألمانيا، ماركوس زودر، شرودر بسبب علاقات الأخير بروسيا. وخلال مؤتمر صغير لحزبه في مدينة فورتسبورغ، قال رئيس حكومة ولاية بافاريا، اليوم السبت، إن شرودر "رجل عنيد وعجوز وغريب" ينظر إلى حسابه المصرفي الخاص به باعتباره أهم من سمعة ألمانيا في العالم. وأعرب زودر عن اعتقاده بأن شرودر لا ينبغي أن يخرج من حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي وحسب، بل يجب عليه إعادة الامتيازات التي حصل عليها كمستشار سابق، على حد تعبير زودر.
وازدادت الضغوط على شرودر (77 عاماً)، الذي حُرم من أوسمة فخرية من قبل عدة مدن، لفصله من الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وعاد الجدل إلى الواجهة بعد مقابلة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" في نهاية الأسبوع أكد فيها شرودر أنه لا ينوي حالياً التخلي عن مهامه في الشركات الروسية وأنه لن يفعل ذلك إلا إذا توقفت موسكو عن مد ألمانيا بالغاز. وهو سيناريو يستبعد حصوله. واستقال معظم القادة الأوروبيين السابقين الموجودين قبل الحرب في أوكرانيا في الهيئات الإدارية للشركات الروسية.
وشرودر رئيس لجنة المساهمين في نورد ستريم، خط أنابيب الغاز المثير للجدل بين روسيا وألمانيا والذي لم ينل ترخيصاً للعمل، ورئيس مجلس الإشراف في شركة "روزنفت"، أول مجموعة نفط في روسيا. ولطالما مارست برلين سياسة الانفتاح على روسيا، معتبرة أن نمو التجارة من شأنه أن يؤدي إلى التحول التدريجي نحو الديمقراطية فيها.
م.ع.ح/خ.س (د ب أ، أ ف ب)