بريطانيا تجلي دبلوماسييها من طهران وتواصل الإدانات لاقتحام سفارتها
٣٠ نوفمبر ٢٠١١أكدت وزارة الخارجية البريطانية اليوم الأربعاء (30 نوفمبر / تشرين الثاني) أنها بدأت بإجلاء عدد من موظفيها الدبلوماسيين من طهران، وذلك غداة تعرض السفارة البريطانية في إيران لهجوم من قبل محتجين. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "إثر أحداث الأمس ومن أجل ضمان أمن الدبلوماسيين فإن أفراد من الطاقم الدبلوماسي يغادرون الآن طهران"، مؤكدا بذلك معلومات أوردتها في وقت سابق لفرانس برس مصادر دبلوماسية. وكانت وكالة رويترز أوردت نقلا عن مصدر دبلوماسي أن بريطانيا أجلت كل أفراد بعثتها الدبلوماسية في إيران.
من جهته، أدان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "فشل" الحكومة الإيرانية في حماية سفارة بلاده في طهران. وقال كاميرون عقب اجتماع طارئ مع لجنة أمنية بحكومته حول تلك القضية إن الحكومة ستنظر في التدابير التي ستتخذها في غضون الأيام القليلة المقبلة. وقال كاميرون: "الهجوم على السفارة البريطانية في طهران اليوم شائن ولا يمكن الدفاع عنه. فشل الحكومة الإيرانية في الدفاع عن طاقم (السفارة) البريطاني والممتلكات أمر مخز". وأضاف: "نحمل الحكومة الإيرانية مسئولية فشلها غير المقبول في حماية الدبلوماسيين وفق القانون الدولي". وتابع: "يتعين على الحكومة الإيرانية ضمان سلامة طاقم السفارة على الفور وإعادة جميع الممتلكات وتأمين المجمع". وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيج حذر في وقت سابق من إمكانية أن تواجه إيران "عواقب خطيرة" حال أي انتهاك من جانبها للقانون الدولي.
إدانة أمريكية وأممية
كما توالت ردود الفعل الدولية المُدِينة لعملية اقتحام السفارة البريطانية في طهران وتخريب ممتلكاتها. وفي أحدث رد فعل أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم الأربعاء عن "إدانتها الشديدة" للعملية وطالبت السلطات الإيرانية بحماية الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين لديها. وقالت كلينتون للصحافيين خلال مؤتمر في كوريا الجنوبية إن الولايات المتحدة تدين الهجوم على السفارة "بأشد العبارات الممكنة". وأضافت "إنه إساءة ليس فقط للشعب البريطاني بل أيضا للمجتمع الدولي".
وتابعت الوزيرة الأمريكية "نقف على أهبة الاستعداد للمساعدة بأي سبيل استطعنا لإبراز موقفنا ما أمكن وهو أن على الحكومات واجبا تجاه الدبلوماسيين يتمثل في حماية حياتهم وممتلكاتهم ونتوقع من حكومة إيران فعل ذلك". وفي واشنطن وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما اقتحام السفارة البريطانية من قبل محتجين على أنه "أمر غير مقبول". وحث إيران على "محاسبة المسؤولين" عن اقتحام السفارة البريطانية، بحيث قال: "مجرد تمكن مثيري الشغب من اقتحام السفارة وإشعال النيران فيها يعد مؤشرا على أن الحكومة الإيرانية لا تأخذ التزاماتها الدولية على محمل الجد".
من جانيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء باقتحام السفارة البريطانية، وقال المتحدث باسم بان كي مون في بيان إن "الأمين العام أعرب عن صدمته وسخطه للحادث"، مر حبا بإدانة مجلس الأمن الدولي لهذا الاعتداء، داعيا السلطات الإيرانية للتحقيق في الحادث وضمان عدم تكراره.
لاريجاني: مجلس الأمن تسرع في اتخاذ قرار
من جهته، انتقد علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لإدانته اقتحام السفارة البريطانية في طهران، قائلا إن القرار بالإجماع "يزعزع الأمن العالمي". وقال لاريجاني للبرلمان في كلمة نقلتها الإذاعة الإيرانية على الهواء "الحركة المتسرعة لمجلس الأمن في إدانة تصرف الطلبة هي للتستر على جرائم سابقة من جانب أمريكا وبريطانيا بينما عملت الشرطة كل ما بوسعها لحفظ السلام." وكان مجلس الأمن الدولي المكون من 15 بلدا أصدر أمس الثلاثاء بيانا أدان "بأشد العبارات" الهجمات التي استهدفت المقار البريطانية الدبلوماسية، دون التطرق إلى أي عواقب لذلك تطال إيران.
(ش.ع / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي