برنامج تجسس يعتقد أنه روسي يستهدف أمريكا وأوروبا
٨ مارس ٢٠١٤برنامج تجسس تورلا يثير رعبا لدى دوائر حكومية أوروبية وأمريكية. وذكر تقرير لوكالة رويترز، بالاستناد إلى تقييمات باحثين أمنيين وضباط مخابرات غربيين، أن هذا البرنامج مرتبط بنفس البرنامج الذي استخدم في عملية اختراق أجهزة الجيش الأمريكي التي اكتشفت عام 2008. وهو مرتبط أيضا بعملية تجسس إلكتروني عالمية أطلق عليها اسم (أكتوبر الأحمر) استهدفت شبكات دبلوماسية وعسكرية وأخرى متصلة بالأبحاث النووية.
واستندت تلك التقييمات إلى تحليل أساليب اتبعها مخترقو شبكات الإنترنت وإلى مؤشرات فنية إضافة إلى الضحايا الذين استهدفوهم. وقال جيم لويس ضابط المخابرات السابق والزميل الحالي بمركزالدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "إنه برنامج خبيث متطورمرتبط بروسيا يستغل حكومات غربية ويفك شفراتها ويستهدفها. آثارالبراثن الروسية طاغية".
غير أن خبراء أمنيين يقولون إنه رغم قوة المظاهر التي تربط بين برنامج تورلا وروسيا فإن من المستحيل تأكيد هذه الشكوك ما لم تعلن موسكو مسؤوليتها. فمطورو مثل هذه البرامج يستخدمون غالبا تقنيات بارعة لإخفاء هويتهم. وتكشّف الأمر منذ أيام حين نشرت شركة ألمانية مغمورة لمكافحة الفيروس هي شركة جي داتا تقريرا عن الفيروس الذي أسمته "يوروبوروسوهو"، وهو اسم ربما يشير إلى رمز يوناني لثعبان يلتهم ذيله.
ويقول خبراء في مجال الهجمات الإلكترونية التي تجري تحت إشراف دول إن من المعروف أن المخترقين المدعومين من الحكومة الروسية يتسمون بالتنظيم العالي والقدرة الشديدة على إخفاء آثارهم والكفاءة البالغة في إحكام السيطرة على الشبكات المخترقة وأنهم أكثر انتقاء للأهداف من نظرائهم الصينيين.
وامتنع مكتب الأمن الاتحادي الروسي عن التعليق وكذلك مسؤولون من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ووزارة الأمن الداخلي بالولايات المتحدة. ونشرت شركة بي.إيه.إي سيستمز أبلايد إنتليجنس – الذراعالإلكترونية لشركة بي.إيه.إي سيستمز البريطانية لأنظمة الدفاع – يوم الجمعة بحثا أجرته عن برنامج التجسس الذي أسمته (الثعبان). وقالت إن درجة التطور العالية التي يتسم بها البرنامج تجاوزت بكثير البرامج المكتشفة من قبل لكنها لم تنسب المسؤولية لأحد.
وقالت الشركات الأمنية التي تتابع البرنامج إن مستوى العملية العالي يرجح أنها مدعومة من دولة ما وإن المؤشرات الفنية تجعلها تعتقد أنها من عمل مبرمجين روس. وكانت الحكومات الأوروبية ترحب منذ فترة طويلة بالمساعدة الأمريكية في التصدي لتجسس الكرملين، لكنها استاءت بشدة العام الماضي حين اكتشفت نطاق عملية المراقبة التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكية والتي امتدت إلى أراضيها هي نفسها.
ف.ي/ ع.ج.م (رويترز)