برلين: مشجعون عرب تخفق قلوبهم للمنتخب الألماني
٢٦ يونيو ٢٠١٤تشهد المقاهي في العاصمة الألمانية برلين التي تعرض على شاشات كبيرة مباريات كأس العالم، إقبالاً كبيراً من عشاق كرة القدم، خصوصاً إذا تعلق الأمر بمباريات المنتخب الألماني. ومن بين الأماكن التي تشهد الإقبال، الأحياء التي تقطن فيها العائلات العربية، والتي تعج بمقاهي ومطاعم عربية.
إقبال كبير لعرب برلين على مباريات ألمانيا
قبل ساعة من بداية مباراة المنتخب الألماني، بدأ عرب برلين يتوافدون على إحدى المقاهي في حي شعبي لضمان كرسي لهم. من بين هؤلاء يوليا ماطا وصديقيها السوريين، الذين يستمتعون بتدخين الشيشة وتشجيع "المانشافت" بحماس كبير. في هذا الصدد تقول يوليا، لـ DWعربية "أنا معجبة بالفريق الألماني منذ أن كنت في سوريا، تعجبني كثيراً طريقة لعبهم التي تعتمد على اللعب الجماعي وعلى الجدية والإصرار على الانتصار إلى آخر لحظة".
بدوره يقول إبراهيم، الذي يواظب مع أصدقائه في الحي على متابعة مباريات منتخب ألمانيا، لموقعنا: "نحن ولدنا في ألمانيا وحب الفريق الوطني الألماني هو جزء من حبنا لهذا البلد، وحتى عندما تشارك فرق بلداننا الأصلية فنحن نتمنى لألمانيا ولفريق بلدنا الأصلي المرور للأدوار النهائية".
"دوافع تشجيع المنتخب الألماني تختلف من جيل لآخر"
هناك ثلاث فئات من المشجعين العرب للمنتخب الألماني: الفئة الأولى من العرب الذين ولدوا هنا وحصلوا على الجنسية الألمانية، فهم يسمعون أسماء اللاعبين في المدرسة وأيضا في برامج الأطفال بالتلفزيون الألماني، وبالتالي فأسماء اللاعبين تكون حاضرة في أذهانهم باستمرار. وبالنسبة للفئة الثانية، فيتعلق الأمر، بالعرب الذين جاؤوا إلى ألمانيا في مراحل متقدمة من سنهم، فحب هؤلاء للمنتخب الألماني نابع من أسباب سياسية، وامتنانا للبلد الذي احتضنهم. وبعكس الفئتين الأولى والثانية، فالأمر يتعلق في الفئة الثالثة بالعارفين بأمور كرة القدم، والذين يساندون ويقدرون المنتخب الألماني لأنهم يحترمون المدرسة الألمانية في كرة القدم.
الفريق الألماني رمز للتنوع الثقافي بألمانيا
يضم الفريق الوطني الألماني لاعبين من أصول ثقافية وديانات مختلفة، ما يجعل المهاجرين في ألمانيا ينظرون إليه كمرآة تعكس التنوع داخل المجتمع الألماني وكمؤشر على الاعتراف بخدمات أبناء المهاجرين لألمانيا. في هذا السياق يقول إبراهيم: "أنا أشجع كل اللاعبين في الفريق، لكن خضيرة واوزيل يعجبانني كثيراً، هما رمز لأبناء المهاجرين الناجحين، ووجودهم داخل المنتخب الألماني مفخرة لنا، ودليل على أنه إذا كنت جيداً فستحصل على الاعتراف، في الكرة أو في ميادين أخرى". من جانبها تعتبر يوليا وجود لاعبين من أصول مهاجرة في التشكيلة الرسمية للمنتخب الألماني "رمزاً للانفتاح على الآخر والاعتراف به".
ألمان يفضلون مشاهدة مباريات فريقهم مع العرب
الانفتاح والحوار الثقافي لا يقتصر فقط على لاعبي المنتخب الألماني بل يمتد إلى الجمهور أيضا، ومن بين الأمثلة على ذلك توافد بعض المشجعين الألمان على المقاهي العربية لمشاهدة مباريات منتخب بلادهم وسط العرب. حول هذا الاختيار تقول ناتالي، التي جاءت برفقة أصدقائها، في حديث مع موقعنا: " نحن نحب المقاهي العربية لأن أجواء الفرجة مختلفة، هنا يمكنك الاستمتاع بالمشروبات الشرقية وتبادل الحديث مع العرب حول مواضيع مختلفة، والاحتفال بالطريقة العربية بفوز الفريق الألماني". أما صديقها فليكس، فيعبر عن إعجابه بـ"الدعم المعنوي لعرب ألمانيا للمانشافت".
يأمل إبراهيم وكذلك صديقته يوليا، كما هو حال عدد كبير من العرب في ألمانيا، أن تتواصل انتصارات المنتخب الألماني، وأن تتوج مشاركته في بطولة كأس العالم بالبرازيل، بـ"الفوز بكأس العالم، لإدخال السعادة على الشعب الألماني وعلى عشاق ومساندي "المانشافت" في كل مكان.