متحف بيرغامون يفقد "مذبحه الشهير"
١٤ نوفمبر ٢٠١٦ستعيش جزيرة المتاحف في قلب العاصمة الألمانية برلين أوقات صعبة، حتى أن رئيس "مؤسسة التراث الثقافي البروسي" هيرمان بارزينغر قد صدم، على أقل تقدير عندما سمع الخبر، أن المكتب الاتحادي للبناء والتخطيط يسعى إلى إعادة تأهيل متحف بيرغامون على حد تعبيره. ويقول بارزينغر لـ DW: " تكمن المشكلة في أن عملية ترميم المبنى لم تتقدم كما هو خطط لها، كما أن تكلفة المشروع قد إرتفعت إلى ضعفي ما كان مقررا في البداية".
الوضع الراهن بالمتحف سيجعله يفقد أشهر معالمه، إذ سيتم نقل أجزاء من مذبح بيرغامون الضخم إلى معرض مؤقت في مبنى مجاور بجزيرة المتاحف، التي تضم كنوز من ثقافات العالم. وتخطط مجموعة وولف من شتوتغارت لاقامة معرض مؤقت للمذبح الشهير متوقعة إسترداد نفقاتها من خلال رسوم الدخول.
(المعرض المؤقت) لمذبح بيرغامون
إعتبارا من عام 2018، يمكن للجمهور زيارة المعرض المؤقت لمذبح بيرغامون الذي سيحتوى على بانوراما ضخمة من تنفيذ الفنان ياديجار اسيسي تظهر أجزاء من المنحوتات الأصلية من المذبح، مع تصاميم مماثلة من المعركة بين العمالقة والآلهة، ستكون في قلب المعرض، وسوف تكون مصحوبة بمعرض على النصب التذكاري التاريخي.
كما سيحتوى الموقع الجديد على عرض ثلاثي الأبعاد لمذبح بيرغامون. وكان خبراء من معهد فراونهوفر الألماني قد قاموا بعمل مسح بالليزر لـ 113 متراً (370 قدماً) من الإفريز، قبل حفظه وإعداده بعد ذلك بصيغة ثلاثية الأبعاد.
حالياً تم تغطية مذبح بيرغامون لحمايته من الأتربة وحطام عمليات الترميم بالمتحف، وهو المزار الذي طالما جذب إليه كثير من الزوار من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي جعل متحف البيرغامون من أكثر متاحف العالم شهرة. وكانت عمليات الترميم بالمتحف قد بدأت قبل ثلاث سنوات، إذ شرع المهندسون المعماريون والخبراء العمل في المتحف وهو مفتوح أمام الزوار، الأمر الذي جعل عملية الترميم أشبه بجراحة قلب مفتوح.
تضاعف تكاليف الترميم
بعد عقود من الدمار الهائل الناجم عن الحرب العالمية الثانية، وبعد 80 عاما من الشموخ، ظهرت حتمية إجراء تجديد عام للمتحف الذي يمثل الوجهة الأولى لعشاق المتاحف، حيث يجذب سنوياً أكثر من نصف مليون زائر.
وقُدرت تكاليف المشروع بـ 261 مليون يورو للمرحلة الأولية من التأهيل. ولكن مذبح بيرغامون سيستمر العمل عليه حتى عام 2019، الأمر الذي سيجعل برلين تفقد إحد معالمها البارزة والأكثر أهمية لثلاث سنوات مقبلة.
ولكن أخبار جديدة كشفت أن تكاليف الترميم قد تضاعفت بصورة مربكة، فقد وصلت إلى 477 مليون يورو، والخبر الأكثر إرباكاً للمسؤلين هو تمديد فترة إفتتاح مذبح بيرغامون أمام الزوار حتى عام 2023، الأمر الذي سيفقد جزيرة المتاحف أهم نقاط جذبها لثماني سنوات مقبلة.
وذكرت وزارة البيئة الألمانية أن سبب تضاعف تكلفة الترميم هو ظهور غرفتين تحت ارضية المتحف، كانت تضخ منها المياه الجوفية أثناء عمليات البناء الأولى، لكن تم إزالتهما بعد ذلك، تم إكتشاف تلك التعقيدات خلال عمليات الترميم الأخيرة.
إضافة جناح رابع للمتحف
من جانبها، تتمسك وزيرة الثقافة الألمانية مونيكا غروترس بإضافة جناح رابع لمتحف بيرغامون لإيواء معرض عن تاريخ الهندسة المعمارية، ليكمل بذلك الأجنحة الثلاثة الأخرى، والتي تتكون من مجموعة الآثار الكلاسيكية ومتحف الشرق الأدنى القديم ومتحف الفن الإسلامي.
ولكن في الوقت الراهان يبقى مذبح بيرغامون محجوبا عن أعين الزوار، خلف ألواح معدنية ضخمة، ومع ذلك فباستطاعة الجمهور زيارة مذبح زيوس والغرفة الحلبية وواجهة قصر الشتاء، وبوابة عشتار العريقة، وجدران شارع الموكب الذي يعد الطريق الرئيسي لمدينة بابل التاريخية. وسبب وجود آثار بابل في برلين يعود إلى إتفاقية أبرمتها ألمانيا القيصرية مع الحكومة العثمانية عام 1899، إذ تم نقل بوابة عشتار وجدران شارع الموكب إلى برلين، حيث قام العلماء على مدى سنوات بإعادة تركيب القطع وإخراجها بالشكل الذي نراه الأن.
ومن المتوقع أن يكتمل العمل في المتحف الشهير ويعاد إفتتاحه بالكامل في عام 2023. وحتى ذلك الحين، سوف يكون مذبح بيرغامون الذي طالما توافد الزوار إليه من مختلف بقاع العالم، سيبقى بيعيداُ عن الأنظار.
ستيفان ديغي / ع.ح