برلين: على واشنطن أن تعيد بناء الثقة بعد قضية التجسس
١ يوليو ٢٠١٣حثت الحكومة الألمانية الولايات المتحدة على كشف ملابسات عمليات التجسس التي قامت بها وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن إس إيه) في ألمانيا والاتحاد الأوروبي. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الاثنين (الأول من تموز/ يوليو 2013) في برلين: "إذا تأكد أنه تم التجسس فعلاً على مقار دبلوماسية للاتحاد الأوروبي ودول أوروبية فإنه يتعين علينا القول بوضوح إن التنصت من الأصدقاء غير مقبول... إننا لم نعد في الحرب الباردة".
وذكر المتحدث أنه من الضروري إجراء كشف كامل للملابسات، بالإضافة إلى اتخاذ "رد فعل أوروبي موحد واضح جداً"، مضيفاً أن ألمانيا أعربت للبيت الأبيض عن استنكارها لهذا الأمر. وقال المتحدث إنه في ضوء ذلك بات على الولايات المتحدة أن "تعيد بناء الثقة" مع حلفائها الأوروبيين بعد الكشف عن برنامج التجسس الأمريكي.
الخضر: "يتعين على أوروبا توفير ملاذ آمن لسنودن"
قال زعيم حزب الخضر الألماني المعارض اليوم الاثنين إنه يتعين على أوروبا توفير ملاذ آمن للمتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية ادوارد سنودن الذي أثار ما كشفه عن برامج التخابر الأمريكية غضب حلفاء الولايات المتحدة. وقال يورغين تريتن، الزعيم البرلماني والمرشح لرئاسة حزب الخضر ثالث أكبر حزب في ألمانيا للتلفزيون الألماني، إنه من العار أن يطلب سنودن (30 عاماً) اللجوء السياسي في دول "مستبدة".
وأضاف "من المؤلم بالنسبة للديمقراطيين أن يطلب شخص خدم الديمقراطية وفي رأينا كشف انتهاكاً كبيراً للحقوق الأساسية اللجوء من طغاة لا يحترمون هم أنفسهم الحقوق الأساسية". من دون أن يحدد "الطغاة"، الذين أشار إليهم.
يُذكر أن سنودن توجه جواً من الولايات المتحدة إلى هونغ كونغ وهو الآن في مطار دولي في روسيا ويسعى للحصول على حق اللجوء في الإكوادور الدولة التي تأوي جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس في سفارتها بلندن منذ العام الماضي.
تجسس على سفارات أوروبية
من جانب آخر أفادت صحيفة الغارديان البريطانية الأحد نقلاً عن وثائق حصلت عليها من المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي ادوارد سنودن، الذي سرب وثائق سرية للغاية بعدما فر من بلاده، أن البعثات الدبلوماسية الفرنسية والايطالية واليونانية في كل من واشنطن ونيويورك كانت من ضمن "الأهداف" الـ38 التي تجسست عليها الوكالة الاستخبارية الأمريكية. وقالت الصحيفة على موقعها الالكتروني إن إحدى هذه الوثائق التابعة لوكالة الأمن القومي تفيد بأن أنشطة التجسس الالكتروني التي كانت تقوم بها الوكالة، كانت تستهدف سفارات هذه الدول الثلاث في واشنطن وبعثاتها الدبلوماسية لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
وأضافت أن الوثيقة الصادرة في 2010 تؤكد أن الوكالة قامت بمحاولات للتصنت على سفارات هذه الدول الثلاث في واشنطن، كما راقبت الاتصالات الالكترونية للسفارات والبعثات الدبلوماسية لكل من اليابان والمكسيك وكوريا الجنوبية والهند وتركيا.
وكانت مجلة دير شبيغل الألمانية قد أكدت السبت استناداً إلى وثائق مماثلة سربها إليها سنودن أيضاً أن مقرات الاتحاد الأوروبي في بروكسل وسفارته في واشنطن وبعثته الدبلوماسية في نيويورك، كانت هي الأخرى ضمن "أهداف" وكالة الأمن القومي الأمريكية، التي وبحسب هذه الوثائق تجسست على اتصالات الكترونية عالمية في إطار برنامج "بريسم". ولم تعتمد الوكالة فقط على ميكروفونات وضعت في مباني الاتحاد الأوروبي، بل اخترقت أيضاً شبكته المعلوماتية، مما أتاح لها قراءة الرسائل الالكترونية والوثائق الداخلية.
وبحسب الغارديان فإن عملية التجسس على الاتحاد الأوروبي كان هدفها جمع اكبر قدر من المعلومات عن الخلافات بين دوله الأعضاء. وأضافت الصحيفة أن مهمة التجسس على السفارة الفرنسية في واشنطن أطلق عليها اسم "واباش"، في حين أن مهمة التجسس على البعثة الفرنسية في نيويورك أطلق عليها اسم "بلاكفوت". أما مهمة التجسس على السفارة الايطالية في واشنطن فسميت "برونو". وطالب الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا أمس الأحد واشنطن بتفسيرات حول هذه التسريبات ومدى صحتها.
من جانبها قالت الولايات المتحدة إنها سترد من خلال القنوات الدبلوماسية على طلب الاتحاد الأوروبي تقديم تفسير لما ورد في تقرير نشرته مجلة دير شبيغل الألمانية، أفاد بأن واشنطن تتجسس على حلفائها الأوروبيين. وقال متحدث من مكتب مدير المخابرات الوطنية الأحد: "سنبحث هذه القضايا أيضاً بشكل ثنائي مع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي... رغم اننا -كسياسة متبعة- لا نعلق علنا على أي مزاعم تخص أنشطة تجسس محددة فقد أوضحا أن الولايات المتحدة تجمع معلومات خارجية من النوع الذي تجمعه كل الدول".
ع.غ/ ح.ز (د ب أ، ا ف ب، رويترز)