برلين تعد فياض بدعم فرص السلام وتحسين الوضع المعيشي للفلسطينيين
٢٣ يناير ٢٠٠٨اجتمعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الأربعاء (23 يناير/كانون الثاني) في برلين مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. وتضمن جدول أعمال اللقاء التطورات الأمنية والإنسانية في قطاع غزة، بالإضافة إلى مسار عملية السلام في الشرق الأوسط. كما اجتمع فياض أيضاً مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير.
مبادرة ألمانية لدعم الفلسطينيين اقتصادياً
وفي ختام مباحثاته في برلين أكد رئيس الوزراء الفلسطيني على ضرورة قيام إسرائيل بإعادة فتح جميع نقاط العبور إلى قطاع غزة إضافة إلى وقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وذكر فياض بأن عبور آلاف الفلسطينيين اليوم إلى مصر عنوة للتزود بالمؤن يشهد على الصعوبات التي يواجهونها، ويؤكد أهمية إعادة فتح نقاط العبور. وجدد وزير الخارجية الألماني من جانبه استمرار دعم ألمانيا للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الهادفة إلى توقيع اتفاق سلام قبل نهاية الشهر الجاري. كما أعلن عن مبادرة ألمانية لتمويل مشاريع صغيرة في الضفة الغربية بما فيها مدارس ودور حضانة للأطفال. ويعتزم فياض وشتاينماير في هذا السياق إطلاق مبادرة تهدف إلى تحسين الأوضاع الحياتية للفلسطينيين. وستقوم ألمانيا خلال المرحلة الأولى للمبادرة بدعم ستة مشاريع في قطاع غزة، حيث تقوم الخارجية الألمانية بتمويل كل منها بنحو 100 ألف يورو.
منظمة الأغذية العالمية تصف الوضع بالخطير
في هذه الأثناء يستمر الوضع الإنساني في قطاع غزة بالتأزم على ضوء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على دخول الأغذية والمحروقات منذ السابع عشر من الشهر الجاري. وتعلل الحكومة الإسرائيلية هذا الحصار باستمرار إطلاق صواريخ من قطاع غزة على أهداف إسرائيلية. وفي محاولة لكسره عبر آلاف الفلسطينيين اليوم من قطاع غزة إلى مصر عبر الجدار الفاصل بين البلدين بعدما تم تفجير أجزاء منه. وجاء في تقرير لمنظمة الأغذية العالمية إن الوضع في القطاع خطير للغاية لاسيما وأن نصف المخابز و 90 بالمائة من محطات الوقود توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود والتموين.
إسرائيل ستواصل فرض الحصار
وفي الوقت الذي تشتد فيه حدة الأزمة على سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة أعلنت مصادر إسرائيلية عن استمرار الحصار. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك اليوم الأربعاء في باريس إن بلاده ستواصل فرض قيود على قطاع غزة ما دام الفلسطينيون يواصلون إطلاق صورايخ من القطاع باتجاهها. وأضاف باراك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير: "طالما بقيت الأمور خارج سيطرة حماس فإن إسرائيل ستتصرف بهدف فرض الهدوء". أما وزير الخارجية الفرنسي فشدد على ضرورة إيجاد حل سياسي "يضمن أمن إسرائيل ويترافق مع مبادرات لتغيير الحياة اليومية للفلسطينيين". وذكر كوشنير أن بلاده اقترحت تقديم مساعدات للفلسطينيين عبر مصر. وأضاف بأن إسرائيل لم تحكم الحصار بالكامل على غزة مشيراً إلى أن مساعدات الاتحاد الأوروبي ما تزال تصل إلى القطاع.
وفي معرض تعليقها على التطورات السياسية والإنسانية في قطاع غزة أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن الولايات المتحدة تريد تلبية الضرورات الأمنية لإسرائيل من جهة وكذلك الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة من جهة أخرى. وقالت رايس في مؤتمر صحافي عقدته في زوريخ وهي في طريقها إلى دافوس حيث ستشارك في المنتدى الاقتصادي الدولي: "نحن مهتمون جدا بتحقيق الاحتياجات الأمنية لإسرائيل والاحتياجات الإنسانية لسكان غزة في وقت واحد".