برلين تطالب مجلس الأمن بقرار ضد سوريا وإدانة دولية لمقتل الصحفي الفرنسي
١١ يناير ٢٠١٢دعت برلين اليوم الأربعاء (11 يناير/ كانون الثاني 2011) مجلس الأمن بإلحاح إلى إصدار قرار بشأن سوريا. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت إنه من المؤسف أن الأسد لم يظهر أي تنازل من جانبه، مضيفا أن "الأمر بحاجة الآن إلى تصرف واضح ومتحد جدا في مجلس الأمن". وذهب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله في نفس الاتجاه وقال: "كان ذلك خطابا مخيبا جدا للآمال"، واصفا إياه بـ"خطاب الفرص الضائعة".
ويذكر أن الأسد اعتبر نفسه في خطابه الرابع منذ بدء الاحتجاجات أنه ضحية مؤامرة، رافضا التخلي عن منصبه. وأعرب الوزير الألماني عن مخاوفه من أن تتفاقم الأوضاع في سوريا بدلا من أن تهدأ عقب هذا الخطاب. وفي السياق ذاته قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه، إن ألمانيا أعربت عن موقفها تجاه سورية في مجلس الأمن أمس الثلاثاء ، مضيفا أن بلاده تسعى لحوار مفتوح مع روسيا حول هذا الشأن.
تنديد دولي بمقتل الصحفي الفرنسي
من جانبها أكدت القناة الفرنسية الثانية في بيان نشر اليوم أنها علمت "ببالغ الحزن مقتل المراسل جيل جاكييه في حمص"، مضيفة أنها لا تعلم تفاصيل بشأن ظروف مقتله. وأضافت القناة أن جاكيه الذي عمل في السابق بالعراق وأفغانستان ذهب إلى سوريا بدعوة من الحكومة. من جهته طالب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في بيان بـ "الكشف عن كل ملابسات وظروف الحادث". وأضاف جوبيه "نطالب بفتح تحقيق حول ظروف هذه المأساة". وطالب بيان الخارجية الفرنسية بحماية الصحافيين العاملين في سوريا.
بدورها دانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون قتل الصحافي الفرنسي وقالت في بيان إن "المفوضية العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي تطالب بإجراء تحقيق سريع لكشف الملابسات التي أدت إلى هذه المأساة". كما أعلنت عزم الاتحاد مواصلة تشديد العقوبات على سوريا رافضة الوعود التي قطعها الثلاثاء الرئيس بشار الأسد الذي اعتبرت أنه "فقد كل شرعية". وقالت إن خطاب الأسد "مخيب للآمال بشكل كبير وغير واقعي". ودعا الاتحاد النظام السوري إلى ضرورة احترام حرية دخول المراقبين المستقلين ووسائل الإعلام والخبراء الإنسانيين إلى البلد".
وأعربت الولايات المتحدة بدورها عن "أسفها" لمقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه بينما كان يعد تحقيقا في حمص. وأعلنت الخارجية الأميركية في واشنطن على لسان المتحدثة باسمها فيكتوريا نولاند "بخلاف الالتزامات التي قطعها للجامعة العربية يستمر الرئيس (السوري بشار) الأسد في ارتكاب أعمال عنف ضد شعبه ولا يوفر للصحافيين (..) الظروف الملائمة" للعمل. ويذكر أن جيل جاكييه يتواجد في سوريا ضمن وفد من الصحافيين الأجانب بإذن من السلطات السورية. ويعتبر جاكييه من كبار مراسلي القناة الفرنسية الثانية منذ عام 1999، وقام بتغطية عدد من الأحداث الساخنة في العراق وأفغانستان وكوسوفو وإسرائيل.
تواصل عمليات القمع
في سياق متصل أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، إحدى تنظيمات المعارضة في الداخل، عن مقتل ما لا يقل عن 27 شخصا اليوم، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة مدنيين قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في حماة وسط سوريا حيث تدور مواجهات بين الجيش ومنشقين عنه، بينما عثر على جثة مدني كان خطف قبل يومين في حمص. وأضاف المرصد أن "أربعة أشخاص سقطوا في بلدة كفر نبودة خلال إطلاق نار واقتحام البلدة بينما الاشتباكات دائرة بين منشقين بينهم ضابط منشق برتبة ملازم أول، والجيش النظامي".
وأشار المرصد أيضا إلى أن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة لطلاب في داريا في ريف دمشق. وفي محافظة إدلب قرب الحدود التركية، أعلن "أهالي مدينة معرة النعمان الإضراب العام في المدينة احتجاجا على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها". وتحدث المرصد عن "قطع التيار الكهربائي أكثر من 12 ساعة يوميا وعدم توفر المازوت للتدفئة والاتصالات والانترنت (...) مع انتشار الحواجز الأمنية في الشوارع الرئيسية والفرعية". يذكر أنه يصعب التأكد من هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
وتتواصل أعمال العنف هذه على الرغم من وجود بعثة للمراقبين التابعين للجامعة العربية التي قالت اليوم إنها ستؤجل إرسال مزيد من المراقبين إلى سوريا بعد تعرض فريق من المراقبين للهجوم هذا الأسبوع في اللاذقية. وحول الموضوع نفسه قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم في الدوحة إن بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية في سوريا لا يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى ورفضت خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير ووصفته بأنه "ينطوي على سوء نية بشكل مفزع". وأضافت أن حكومة الأسد لم تف بوعودها بوقف العنف والإفراج عن السجناء وسحب قوات الأمن من المدن.
(ح.ز/ د.ب.أ، د.ب.أ، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو