أوروبا تستعد لفتح الحدود وسط تحذيرات من موجة ثانية للوباء
٢٦ مايو ٢٠٢٠كشفت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الثلاثاء (26 مايو/أيار) عن خطط للحكومة الألمانية بإنهاء تحذير السفر للرحلات السياحية إلى 31 دولة أوروبية اعتبارا من 15 يونيو/حزيران إذا سمح وضع فيروس كورونا بذلك.
واستندت الوكالة إلى وثيقة قد يوافق عليها مجلس الوزراء يوم غد الأربعاء أظهرت أن الحكومة تريد السماح بالسفر إلى 26 دولة في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأربع دول أخرى تنتمي لمنطقة شينغن وهي أيسلندا وليشتنشتاين والنرويج وسويسرا.
ويفترض، كما هو مقرر حتى اللحظة، أن تفتح الحدود الأوروبية الداخلية اعتباراً من منتصف حزيران/يونيو، لكن حتى الآن تتخذ الدول الأوروبية قرارات منفصلة بهذا الصدد، رغم دعوات المفوضية الأوروبية إلى مزيد من الحوار.
وكان رئيس البرلمان الفرنسي ونظيره الألماني قد دعيا إلى فتح الحدود بين الدول الأوروبية بأسرع وقت ممكن، بعد أسابيع من الإغلاق الهادف للحد من تفشي انتشار الفيروس.
واعتبر الفرنسي ريشار فيران والألماني فولفغانغ شوبله في إعلان مشترك أنه "على فرنسا وألمانيا العمل لصالح إعادة فورية لحرية الحركة داخل فضاء شينغين حين تتوفر الظروف المناسبة لذلك"، وشددا في الوثيقة أنه "كان لإغلاق الحدود الفرنسية-الألمانية أصلاً نتائج قوية، تتعدى المنطقة الحدودية وتلقي بثقلها خصوصاً على تصور العلاقة الفرنسية-الألمانية"، داعيان إلى "تحرك سريع".
منظمة الصحة تحذر
من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية الدول التي تشهد تراجعاً في الإصابات بفيروس كورونا المستجد من "ذروة ثانية فورية" إذا أوقفت اجراءات وقف تفشى المرض بشكل أسرع مما يلزم.
وقال رئيس حالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية الدكتور مايك رايان في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت إن العالم لا يزال في منتصف الموجة الأولى من التفشي. وأشار إلى أنه في الوقت الذي تنخفض فيه الإصابات في دول كثيرة فإن الأعداد تتحرك باتجاه الصعود في أمريكا الوسطى والجنوبية وجنوب آسيا وأفريقيا.
وأضاف رايان أن الأوبئة غالباً ما تأتي على موجات، وهو ما يعني أن موجات التفشي قد تعود في وقت لاحق هذا العام في الأماكن التي هدأت فيها الموجة الأولى. وهناك أيضا احتمال بتزايد معدلات الإصابة مرة أخرى بوتيرة أسرع في حالة رفع التدابير الرامية لوقف الموجة الأولى في وقت أبكر مما يلزم.
وقال "عندما نتحدث عن موجة ثانية فإن ما نقصده في أغلب الأحيان أنه سيكون هناك موجة أولى قائمة بذاتها من المرض، ثم يعود (المرض) بعد أشهر. وقد تكون هذه حقيقة واقعة في بلدان كثيرة في فترة تقاس بالأشهر".
عودة الصلوات بمساجد السعودية عدا مكة
وضمن إجراءات تخفيف الحظر، سمحت السعودية بإقامة صلاة الجمعة والجماعة لكل الفروض في مساجد المملكة ما عدا مساجد مكة بداية من 31 مايو/أيار وحتى 20 يونيو/حزيران، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية واستمرار إقامة صلاة الجمعة والجماعة في المسجد الحرام وفق الإجراءات الصحية والاحترازية المعمول بها حاليًا.
كما سيتم استمرار تعليق العمرة والزيارة، في قرار خاضع لمراجعة دورية على ضوء المعطيات الصحية، واستمرار تعليق الرحلات الدولية حتى إشعار آخر، وفق ما أعلنت عنه وكالة الأنباء السعودية.
وأضافت الوكالة الثلاثاء أن المملكة ستعدل أوقات حظر التجول هذا الأسبوع وستعود بعض النشاطات، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية. وجرى التأكيد على استمرار منع كافة الأنشطة التي لا تحقق التباعد الجسدي بما في ذلك صالونات التجميل، وصالونات الحلاقة، والنوادي الرياضية والصحية، والمراكز الترفيهية، ودور السينما، وغيرها من الأنشطة التي تحددها الجهات المختصة.
البرازيل .. أوضاع متفاقمة
أما في أمريكا الجنوبية التي تحولت إلى بؤرة جديدة للوباء فإن المشهد مختلف تماما. ففي البرازيل أكثر دول القارة تضرراً، سُجلت لأول مرة أعلى نسبة وفيات يومية مقارنة بتلك المُسجلة في الولايات المتحدة، وفق بيانات وزارة الصحة البرازيلية.
وبلغ العدد 807 وفاة في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة في حين توفي 620 شخصا في الولايات المتحدة. وتعد البرازيل عموما ثاني أسوأ دولة في العالم فيما يخص عدد الإصابات حيث بلغت 347898 حالة، لتلي الولايات المتحدة بمجموع مليون و637 ألف حالة.
وأعلنت وزارة الصحّة البرازيلية أمس الاثنين أنّها ستبقي على توصيتها باستخدام عقار "هيدروكسي كلوروكين" لعلاج مرضى كوفيد-19 على الرّغم من أنّ منظّمة الصحّة العالمية أوصت، في إجراء وقائي، بتعليق التجارب السريرية لهذا العقار مؤقتاً.
وفي الولايات المتحدة، باتت الحصيلة الإجمالية للوفيات الناجمة عن الفيروس تقترب من عتبة المئة ألف حالة. ورغم ذلك شرعت الولايات الأمريكية الخمسين في رفع إجراءات العزل بشكل تدريجي ومتفاوت بين ولاية وأخرى.
ع.ح./و.ب (رويترز، ا ف ب، د ب ا)