برلين تدعو القاهرة للحد من استعمال العنف ضد المتظاهرين
٢٧ يناير ٢٠١١طالب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله اليوم الخميس (27 يناير/ كانون الثاني) القيادة المصرية بالحد من استخدام العنف ضد المتظاهرين سلميا وأضاف الوزير الألماني في كلمة ألقاها أمام البرلمان الألماني"بوندستاج" إن من يتعامل بهذه الطريقة ضد مواطني بلاده يشجع على التطرف الإسلامي والتيارات الراديكالية الأخرى التي ينبغي مقاومتها حقا. وأضاف فيسترفيله أن الذين تظاهروا سلميا داخل القاهرة والمدن المصرية الأخرى يطالبون بمزيد من الحقوق الديمقراطية ويحظون بتعاطف ومساندة الحكومة الألمانية.
كذلك طالب كلاوس براندنر، رئيس المجموعة المصرية- الألمانية في البرلمان الألماني، الحكومة أن تظهر تضامنها مع المتظاهرين سلميا في مصر، معربا في الوقت نفسه عن قلقه بشأن الوضع في مصر.
الاتحاد الأوروبي يدعو إلى احترام حق التظاهر
من جهتها دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون اليوم السلطات المصرية إلى "احترام" حق المواطنين في التظاهر سلميا دفاعا عن حقوقهم والإصغاء إلى مطالب الشعب. وقالت آشتون في بيان "إن حرية التعبير والحق في التجمع سلميا هما من الحقوق الأساسية لكل كائن بشري. أدعو السلطات المصرية إلى احترام وحماية كامل حقوق مواطنيهم في التعبير عن تطلعاتهم السياسية من خلال تظاهرات سلمية". وأضافت "يجب الإنصات بانتباه إلى الأصوات التي تدعو إلى الاحترام التام لحقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية". كما طالبت آشتون الحكومة المصرية بإطلاق سراح المحتجين سليما الذين تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات.
يأتي هذا فيما تشهد عدة مدن مصرية اليوم الخميس تظاهرات جديدة ضد نظام الرئيس حسني مبارك بعد يومين من تجمعات وصدامات مع الشرطة أوقعت قتلى وجرحى وأدت إلى اعتقال المئات. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر أمنية مصرية أن ألاف الأشخاص تظاهروا اليوم في منطقة الممر بمحافظة الإسماعيلية (130كلم شرق القاهرة)، مطالبين بالتغيير ورحيل النظام الحاكم. وألقت قوات الأمن القبض على ستة أشخاص من عناصر بينما يتوجه المتظاهرون ناحية مبنى المحافظة. وقالت إن قوات الأمن اشتبكت مع بعض المتظاهرين وحاولت تفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والعصي الكهربائية ورد المتظاهرون بإلقاء الحجارة عليهم. وقامت قوات الأمن بطرد الصحفيين والإعلاميين من المنطقة وإغلاق الشوارع أمام السيارات والمارة لمنع زيادة أعداد المتظاهرين. وفي محافظة السويس ( 140 كلم شرق القاهرة) اشتبك ألاف المتظاهرين في عدد من شوارع مدينة السويس عاصمة المحافظة مع قوات الأمن الذين قاموا بمطاردتهم قبل التجمع وفض مسيراتهم بينما كانوا متجهين إلى ميدان الأربعين ( الميدان الرئيسي بالمدينة).
وقام المتظاهرون بحرق مركز شرطة الأربعين وقالوا إن ذلك جاء ردا على مقتل أربعة من أبناء المدينة. وذكرت مصادر صحية بالمدينة أن المستشفيات استقبلت 10 مصابين حتى الآن، ولا تزال المطاردات مستمرة في الشوارع بين الأمن والمتظاهرين. وفي محافظة لإسكندرية الساحلية المطلة على البحر المتوسط تجمع آلاف المتظاهرين في ميدان المنشية وسط مدينة الإسكندرية مطالبين. وفي ميدان العباسية شرق العاصمة القاهرة، تمكن رجال الأمن من فض عدة تجمعات صغيرة يضم كل منها عشرات الأشخاص كان يرددون هتافات ضد الأوضاع المعيشية، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وفي سينا قال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن اشتباكات مسلحة وبالذخيرة الحية تجري حاليا بين المتظاهرين من بدو سيناء في مدينة الشيخ زويد وقوات الشرطة المصرية علي إثر محاولة البدو تكرار عملية اقتحام لقسم شرطة الشيخ زويد ومبنى مباحث أمن الدولة في المدينة.
البرادعي يعود إلى القاهرة لقيادة المظاهرات
في هذه الأثناء أبدى محمد البرادعي، استعداده لتولي السلطة في مصر بصورة مؤقتة، "إذا أراد الشعب ذلك"، وفقا لتصريحات نسبتها قناة العربية إلى البرادعي. وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية عن البرادعي قبل مغادرة العاصمة النمساوية قال المدير العام السابق لوكالة الطاقة الدولية إنه سيتوجه إلى القاهرة لدعم المتظاهرين الشباب وليضمن أن تجري المظاهرات بشكل سليمي. وتابع السياسي المصري الحائز على جائزة نوبل للسلام إنه يتعين على الحكومة المصرية الإصغاء لأصوات المتظاهرين المنادية بالديمقراطية "إذا أرادت الحيلولة دون تصاعد المظاهرات"، أملا أن تدرك الحكومة "أن الاستجابة يجب أن تكون سياسية وليست أمنية".
وأعلن أعلن القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير جورج اسحق اليوم أن البرادعي سوف يصل القاهرة مساء اليوم للمشاركة في مظاهرات الغضب التي ستخرج غدا الجمعة. وقال اسحق لوكالة الأنباء الألمانية إن البرادعي سوف يقود مظاهرات يوم "جمعة الغضب" الذي أعلنت قوى المعارضة انطلاقه عقب صلاة الجمعة غدا. من جهة أخرى، أعلنت السلطات المصرية حالة الطوارئ في مطار القاهرة وتكثيف التواجد الأمني استعدادا لعودة البرادعي تحسبا لتواجد أعداد غفيرة من مستقبلي البرادعي بالمطار بعد المظاهرات الأخيرة.
( ع ج م/ د ب أ/ أف ب/ رويترز)
مراجعة: حسن زنيند