برلين تحتضن مؤتمر نادي القلم العالمي
٢٦ مايو ٢٠٠٦يعقد نادي القلم العالمي PEN مؤتمرا دولياً في العاصمة الألمانية برلين خلال الأسبوع الحالي يناقش فيه إمكانية إعلاء شأن الأدب ويتطرق أيضا إلى قضية حرية التعبير التي تتعرض لاعتداءات متزايدة في الآونة الأخيرة، ليس فقط في الدول غير الديمقراطية ولكن أيضاً في غالبية دول العالم. وتحدث الرئيس الألماني هورست كولر خلال حفل إفتتاح هذا المؤتمر العالمي أمام حوالي 450 من أعضاء النادي من جميع أنحاء العالم قائلاً: "إن ألمانيا على وجه الخصوص تلتزم بفعل كل ما تقوى عليه لتوفير الحماية للكتاب والمثقفين". كما أضاف في خطابه أمام المشاركين في المؤتمر الدولي: "على ألمانيا أن تعيد إحياء تاريخها مع الأدب لتبقى دولة الثقافة والأدب والحضارة، وعليها أن تسعى للبقاء بجانب حرية اللغة والأدب والفن والثقافة". يذكر أن ألمانيا شهدت خلال الحقبة النازية موجة اضطهاد واعتقال وإبادة لم يسبق لها مثيل كان من أهم ضحاياها عدد كبير من المفكرين والأدباء والكتاب وهي تسعى حاليا لإنعاش الحياة الثقافية والأدبية فيها من جديد.
المؤتمر يدعو الى احترام حرية التعبير
تُعد حرية التعبير من أهم القضايا التي سيتم بحثها خلال المؤتمر هذا العام. ويأتي تنظيم هذا المؤتمر بعد مرور عقدين على تنظيمه آخر مرة في ألمانيا في مدينة هامبورغ. ومن أهم أهداف نادي القلم العالمي توفير الحماية للكتاب والمفكرين والقضاء على الاضطهاد الممارس عليهم والدعوة إلى الدفاع عن حرية الرأي والتعبير في كل دول العالم.
وفي هذا السياق يقول الكاتب التشيكي ورئيس نادي القلم الألماني جيري غروسا: "هناك العديد من الدول مثل إيران وتركيا وكوبا التي تضطهد الكتاب وتعمل على إلقاء القبض عليهم بسبب بعض الكتب التي يؤلفونها. وهناك في جميع أنحاء العالم ما يُقارب الألف كاتب ممن يتعرضون للاضطهاد والهجوم الحادين من قبل السلطات الحاكمة في بلادهم. فخلال السنة الماضية فقط قتل 37 كاتب بسبب عملهم الأدبي ومؤلفاتهم التي كتبوها وحاليا هناك 200 كاتب يقبعون خلف قضبان السجن".
الأدب الإفريقي محور نقاش المؤتمر
لا يوجد أي بُعد سياسي للنادي الذي تأسس في لندن عام 1921 والذي يضم 140 فرع من جميع أنحاء العالم، فالمشاركين في المؤتمر سيركزون على مواضيع تختص بالقوانين الإعلامية التعسفية التي تضطهد وتظلم الكتاب والمفكرين، والدعاوى المزيفة التي تُلفق ضدهم. وستكون القارة الإفريقية محور النقاش لنادي القلم العالمي هذا العام. ومن جهته يعلق جوهانو شتراسر، الذي يترأس نادي القلم الألماني على محور فعاليات هذا العام قائلاً: "إن الأدب في القارة الإفريقية يتم تجاهله بشكل كبير، فنحن لا نأتي على ذكر إفريقيا إلا في حالة حدوث الكوارث الطبيعية أو عندما يُقتل الناس هناك". كما يضيف شتراسر: " خلال هذا المؤتمر لن نتحدث ونناقش المشاكل فقط، بل سنحتفل بالأدب وبالمستوى الرفيع الذي حققه في العالم أجمع، ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر بعض الشخصيات العالمية التي حصلت على جائزة نوبل من أمثال نادين غوردمير وغونتر جراس مارغريت دي مور وغيرهم.