برلين تؤكد للقربي أهمية وحدة اليمن وضمان استقرار المنطقة
٢٥ نوفمبر ٢٠٠٩أكد وزير خارجية اليمن الدكتور أبو بكر عبد الله القربي في برلين أن جماعة الحوثيين المتمردين في بلده هم أمام حلين لا ثالث لهما، فإما إلقاء السلاح أو القضاء عليهم. ومن جهتها أعربت الحكومة الألمانية عن "قلقها الشديد مما يحصل في اليمن" ودعت جميع الأطراف المعنية حاليا بالنزاع بما في ذلك السعودية "إلى ضبط الأعصاب والامتناع عن التصعيد". وأجرى القربي في الأيام الثلاثة الماضية جولة واسعة من المحادثات السياسية مع نظيره الألماني غيدو فيسترفيله، ووزير الداخلية توماس دوميزيير، والمستشار السياسي للمستشارة الألمانية كريستوف هويسكن، ووزير التعاون والإنماء ديرك نيبل في حضور سفير اليمن في ألمانيا الدكتور محمد لطف الارياني. وتُوِّجت الزيارة باحتفال رسمي أقامته وزارة الخارجية الألمانية والسفارة اليمنية بمناسبة الذكرى الأربعين لقيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية في هذه المناسبة.
دعم سياسي ألماني لوحدة اليمن
وفيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية أندرياس بيشكه لـ "دويتشه فيله" إن وزير الخارجية فيسترفيله أبلغ نظيره اليمني دعم حكومته السياسي للحكومة اليمنية للحفاظ على وحدتها، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية إن القربي ودوميزيير بحثا في تعزيز التعاون الأمني والبوليسي بين البلدين. ولفت بيشكه إلى "أن المطلوب العمل على ضمان استقرار أكبر للمنطقة". من جانبه أوضح الوزير القربي في مقابلة مع "الحياة" قبل مغادرته برلين أمس أن القوات اليمنية مستمرة في عملياتها العسكرية ضد المقاتلين الحوثيين، وأن حكومته "تحاول من طريق ذلك دفعهم إلى إلقاء السلاح جانبا وطرح مواقفهم أمام الحكومة، وإلا فإنهم سيخسرون هذه المعركة في النهاية".
وأضاف المسؤول اليمني أن المملكة العربية السعودية تعمل حاليا على منع دخول هذه العناصر إلى أراضيها بهدف توسيع مساحة المعركة وجرّها إلى مواجهات في محاولة لاستجداء الدعم من الخارج. وتابع يالقول "هم يدَّعون أن المملكة دخلت إلى الأراضي اليمنية وهذا غير صحيح، وغالبية اليمنيين هي ضد هذه المجموعة التي تأتيننا بأفكار لا تمت بصلة إلى الإسلام".
القربي: أمن اليمن والسعودية همٌّ مشترك
وأكد الوزير أن الاتصالات بين اليمن والسعودية مستمرة على مختلف المستويات "لأننا في النهاية ننظر إلى أمن اليمن وأمن المملكة كهِّم مشترك، وعلى الدولتين العمل معا لحماية هذا الأمن من أية تدخلات خارجية" على حد تعبيره. وعن اتهام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لإيران بالتدخل لصالح الحوثيين قال القربي "الأدلة على ذلك متوافرة، لكننا لا نعتقد أنها من الأمور التي تطرح على الإعلام لأنه يترتب على ذلك أمن دول وعلاقات دول". وأضاف "نتعامل معها بالأسلوب الدبلوماسي من خلال إيصالها إلى الجهات التي يعنيها الأمر". وعن موضوع تهريب السلاح إلى بلده لفت القربي إلى أن سواحل اليمن تمتد على أكثر من 2000 كلم مشيرا إلى صعوبة منع التهريب بصورة تامة ومذكِّرا أيضا بأن تنظيم "القاعدة يقوم بدوره بتهريب السلاح إلى اليمن من الحدود السعودية.
وذكر القربي أيضا أن كل طرف من الحوثيين في صعدة والانفصاليين في الجنوب وأنصار "القاعدة" في اليمن يحاول استثمار الطرف الآخر "على اعتبار أن الحكومة اليمنية هي عدوهم المشترك علما أنه لا يجمعهم مبدأ أو أيديولوجية أو هدف مشترك وتحالفهم سيكون مدمرا في النهاية لليمن". وأعرب وزير خارجية اليمن عن رضى حكومته على الموقف العربي إجمالا، وعلى الموقف الأوروبي الأميركي المؤكد على أهمية وحدة اليمن واستقرارها. وأردف أن الرأي العام قلق إزاء وضع النازحين اليمنيين، وأن صنعاء تبذل ما في وسعها لمساعدتهم مشيرا إلى أن أكثر المساعدات تأتي من أبناء الشعب اليمني.
الذكرى الأربعون للعلاقات الدبلوماسية
وعقد في متحف "برغامون" التاريخي في برلين الذي يضم قطعا أثرية هامة من منطقة الشرق الأوسط احتفال كبير لمناسبة الذكرى الأربعين لقيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تحدث فيها الوزير القربي، ووزيرة الدولة في وزارة الخارجية الألمانية، والسفير اليمني الارياني، ووكيلة وزارة التعاون الاقتصادي والإنماء غودرون كوب، ورئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية الدكتور توماس باخ. كما قدَّمت رئيسة القسم الخارجي من معهد الآثار الألماني في صنعاء الدكتورة إيريس غيرلاخ محاضرة مصَّورة عن دولة سبأ في اليمن.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: طارق أنكاي