"أردوغان يسعى إلى حظر حزب الشعوب"
٣٠ يوليو ٢٠١٥DW: في حوار سابق مع دويتشه فيله، ذكرتِ أن أهم موضوع بالنسبة لك هو عملية السلام بين تركيا والأكراد. الرئيس التركي أردوغان أعلن نهاية عملية السلام هذه ، فما أسباب ذلك؟ هل هي أسباب سياسية داخلية؟
فيليكناس أوشا: الأمر يتعلق بذلك. فمنذ بداية حرب تركيا على "داعش" منذ عدة أيام وهناك انتهاكات ترتكب بحق مسؤولين في حزب الشعوب الديمقراطي وتم اعتقال الآلاف من الناس. ووصل الأمر إلى أنه تم المطالبة بحظر الحزب. وتم تقديم طلب إلى رئيس البرلمان التركي لرفع الحصانة عنا. يبدو أن حزب العدالة والتنمية يسعى إلى حظر حزب الشعوب الديمقراطي ومنع مسؤولين بعينهم من ممارسة السياسة حتى لا يتسنى لحزب الشعوب في الانتخابات الجديدة الحصول على النسبة التي تتيح له دخول البرلمان. حاليا، هذه إستراتيجية حزب العدالة والتنمية.
وكيف ستتعاملون مع ذلك؟
سنواصل العمل على حل ديموقراطي فيما يتعلق بمسألة الأكراد وعملية السلام والتغيير الديمقراطي داخل تركيا. لن نسمح بأن تنجر تركيا إلى حرب. لقد صوت 6 ملايين ناخب لصالح حزب الشعوب الديمقراطي لدعم عملية السلام. وحاليا الجميع عليهم أن يختاروا ما بين الحرب أو السلام، وحين أقول الجميع، فأنا أعني الدول الأوروبية والديمقراطيين داخل تركيا.
كيف تصفين العلاقة بين حزب الشعوب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني، الذي يصنفه الاتحاد الأوربي أيضا على أنه منظمة إرهابية؟ هل ينظر حزب العمال الكردستاني إلى سياسيين مثلك يطالبون بحلول سياسية وسلمية لتسوية حقوق الأكراد على أنهم خائنون؟
لا، على الإطلاق. حزب العمال الكردستاني كان على استعداد للتوصل إلى حل سلمي. ولكن أردوغان والحكومة أفسدا هذا الأمر.
هل أنت في خطر؟
في حال تخطيط أردوغان لعقد انتخابات برلمانية جديدة وحصد أصوات الناخبين، هل تظنين أنه سينجح في ذلك؟
على الشعب داخل تركيا أن يقرر بنفسه إذا ما كان يريد السلام أم الأوضاع التي شهدتها البلاد في التسعينيات من القرن الماضي. سنواصل إصرارنا على انتهاج الطريق السلمي وسنرى إلى أي مدى ستتعامل القوى الديموقراطية مع هذا الأمر. حزب العمال الكردستاني كان على استعداد لترك السلاح. والآن حزب التنمية والعدالة والرئيس أردوغان لديهم مصالح سياسية أخرى، ألا وهي الانفراد بالحكم، وهو ما دفعهما إلى إلغاء كل شيء من أجل تحقيق هذه المصلحة. ونحن نتمسك بعملية السلام ولن نستغني عنها من أجل مصالح حزب التنمية والعدالة وأردوغان.
ما هي رؤيتك للدور الذي يمكن أن يلعبه الأكراد؟ هل تؤيدين إقامة دولة كردية؟
الأمر يتعلق حاليا بمباحثات السلام. لن أقول أكثر من ذلك في الوقت الحالي.
هل أنت في خطر؟
الجميع في تركيا يخاف على حياته. فلا يوجد من يشعر بأمان في ظل وجود "داعش"، الذي دعمته الحكومة التركية لفترة طويلة. في كل مكان ترى عناصر من "داعش" منتشرة ومختبئة. خلال فترة التحضير للانتخابات تم مهاجمة مكاتب حزبنا وتم إلقاء القبض على الآلاف والتهديدُ كان يوميا. وإذا ما تم حظر الحزب (حزب الشعوب الديمقراطي) بالفعل ونحن في القرن الحادي والعشرين، فعلينا بالفعل أن نخاف على أنفسنا. كل من يسعى إلى تركيا ديمقراطية لابد وأن يخاف على حياته.
** الكردية يزدين فيليكانس اوتشا كانت عضوا فاعلا في الحزب اليساري الألماني شمال ألمانيا وعملت لصالح حزب اليسار الألماني في البرلمان الأوروبي. ومنذ يونيو/حزيران من هذا العام وهي عضو في البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي، الذي فاز في الانتخابات التركية الأخيرة وحصد 13% من الأصوات ما سمح له بدخول البرلمان للمرة الأولى في تاريخ تركيا.
أجرى الحوار: كريستوف هاسلباخ