برامج خاصة لدعم الكفاءات النسوية في الجامعات الألمانية
١٥ أغسطس ٢٠١٢الكفاءة والعزيمة القوية، إضافة إلى القدرة على توصيل المعرفة والخبرات هو تماما ما يحتاجه المرء للحصول على فرصة عمل مناسبة في المؤسسات العلمية. غير أن الأمر لا يبدو سهلا بالنسبة لكثير من النساء، حسب ما توصلت إليه أستاذة القانون أستريد فالرابن شتاين خلال مسيرة عملها في التعليم الجامعي حيث إنها توضح أنه "كلما تقدمت الطالبات في مستواهن التعليمي إلا وازدادت الفوارق بينهن وبين زملائهن الذكور".
وتؤكد الأستاذة فالرابن شتاين (42 عاما) من خلال خبرتها الطويلة في التعليم الجامعي على أنه في بداية المشوار الدراسي هناك تساو بين الشابات و الشباب من حيث قدرة التعبير عن الذات ومناقشة الأمور، إلا أن مستوى التساوي في القدارت ينخفض لدى الإناث بمرور الوقت. "وبينما تزداد مهارات الشباب في قدرة التعبير عن النفس وإبراز معرفتهم وخبراتهم، فإن كثيرا من الإناث ينطوين على أنفسهن".
منصب الكرسي الجامعي في نهاية المطاف
على عكس كثير من النساء تمكنت أستريد من بلوغ هدفها في إثبات ذاتها بجدارة في مجال اختصاصها. إذ تابعت دراستها في قطاع المحاماة وحصلت على شهادة الدكتوراة في علوم القانون، وبعد ذلك عملت كمدرسة مساعدة في قسم الأبحاث القانونية بجامعة غيسن، لتحصل في النهاية على منصب للتدريس بجامعة غوته في فرانكفورت.
لم يكن بلوغ أستريد منصب الأستاذية الجامعية أمرا سهلا، إذ حصلت من قبل على دعم كبير من برنامج "برو بورفسور" وهو برنامج خاص لمساعدة الباحثات من النساء في الوصول إلى منصب الأستاذية الجامعية. ويسعى القائمون على هذا البرنامج إلى رعاية الطالبات اللواتي يرغبن في الوصول إلى مثل هذه المناصب وذلك بتعريفهم بمهمة الأستاذ الجامعي وما هي متطلبات هذه المهمة. وتضيف قائلة " حصلنا على تدريب في كيفية الظهور إلى العموم في دعاوى الاستئناف مثلا، إضافة إلى تدريبات تتعلق بطلبات التقدم للعمل، فتعلمنا من خلالها كيفية الرفع من ثقتنا بالنفس وكيفية إقناع الآخرين. إضافة إلى تدريبات خاصة بتطوير المهارات القيادية، حيث أستطيع التعامل مع جميع التحديات التي قد تواجهني".
خبرات و كفاءات نسائية ضائعة
ويشمل مشروع "بروبروفسور" خمس جامعات في ولاية هيسن. وترى أستريد فرانسكه مديرة البرنامج في جامعة غوته بمدينة فرانكفورت أنه ضرورة لابد منها، فالمرأة في ألمانيا مازالت بحاجة إلى دعم كبير في المجال الأكاديمي ، ملاحظة إلى أن المؤسسات العلمية في ألمانيا لا تستفيد من العدد الكبير للنساء المؤهلات تأهيلا علميا عاليا
وترجع الأستاذة سبب ضعف عدد النساء في المناصب العليا بالمؤسسات العلمية الألمانية إلى نظام التعليم نفسه وتوضح قائلة: "يتطلب العمل في هذا المجال إلى مرونة كثيرة مثل إمكانية التنقل إلى جميع أنحاء العالم أو الحضور القوي على الساحة، ما يعني أنه من الضروري دعم النساء للعمل في مثل هذا المجال من خلال ربطهن بشبكات تؤكد حضورهن وتكافؤ فرصهن مع نظرائهن الشباب.
وهذا ما تأمل إلى تحقيقه برامج دعم المرأة في الجامعات الألمانية. ففي جامعة غوته في فرانكفورت تم تأسيس مكتب خاص بتكافؤ الفرص بين الجنسين من أجل الرفع من نسبة عدد النساء في المناصب العلمية العليا. وإلى جانب ذلك يسعى برنامج "بروبروفسور" الى استقطاب الخبرات النسائية العالية من خلال زيادة الحوافز المالية ، مثلا عبر "برنامج الأستاذة" التابع للوزارة الاتحادية للثقافة.
يجب على النساء أن يثبتن مكانتهن العلمية بجدارة
انطلق هذا البرنامج عام 2008 وبلغت ميزانيته آنذاك حوالي 150 مليون يورو، وذلك بغية تأمين 140 وظيفة للخبرات العلمية من بين النساء بكفاءات عالية، وتمكن البرنامج من زيادة نسبة عدد النساء اللواتي يعملن في مناصب علمية عالية بمستوى 10 بالمائة حسبما أكدت كريستينا كولمان مديرة البرنامج.
وترى أستاذة القانون أستريد فالرابن شتاين أن تعزيز دور المرأة في المناصب العلمية العليا هو أمر ضروري ومهم، وتنصح جيمع النساء اللواتي يرغبن في متابعة مسيرتهن العلمية ألا يتخوفن مما يطلق عليه "مقدرات الشباب الذكور" بل على عكس ذلك يجب عليهن " أن يثبتن مكانتهن بجدارة ومساعدة بعضهن البعض".
بيونسا فون دير أو/دالين صلاحية
مراجعة: عبدالحي العلمي