بدء محادثات جنيف بشأن سوريا ودي مستورا لا يتوقع "معجزات"
٢٣ فبراير ٢٠١٧
رغم إطلاق الأمم المتحدة محاولة جديدة لمحادثات السلام السورية في جنيف اليوم الخميس (23 شباط/فبراير 2017)، إلا أن المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا حذر حكومة دمشق والمعارضة من أنهما سيواجهان مهمة شاقة.
وبدد القتال العنيف الذي اندلع اليوم الخميس، بين القوات الحكومية والمعارضة، الآمال بأن الحرب التي استمرت لنحو ست سنوات، ستنتهي قريبا. وتعد هذه أول مفاوضات سياسية تعقد بين الحكومة السورية والمعارضة منذ نيسان/أبريل من العام الماضي، وسط تصاعد لأعمال العنف على الأرض.
وحذر دي ميستورا، في خطابه الافتتاحي لاستئناف المحادثات رسميا في المقر السويسري للأمم المتحدة، وفدي الحكومة والمعارضة من مغبة فشل هذه الجولة من مباحثات السلام . وقال دي ميستورا "إننا نعلم حاليا ما سيحدث لو فشلنا مرة أخرى: المزيد من القتلى، المزيد من المعاناة، المزيد من الأعمال المروعة، المزيد من الإرهاب، المزيد من اللاجئين". ويسعى دي ميستورا، إلى حث كلا الجانبين على مناقشة تشكيل حكومة انتقالية شاملة ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات.
وفشلت الجولات الثلاث السابقة من المحادثات التي تجري تحت وساطة الأمم المتحدة بسبب إصرار المعارضة على استقالة الرئيس بشار الأسد، في حين رفضت الحكومة وضع خطة لعملية انتقال سياسي. وبالإضافة إلى ذلك، ساهم في إضعاف المعارضة الانقسامات الداخلية.
وتأخر اليوم الخميس، الخطاب الافتتاحي لدي ميستورا بسبب الخلافات بين ممثلي المعارضة حول من يجب أن يمثلهم في المحادثات. وأصبح النظام السوري في موقف أقوى في هذه الجولة مما كان عليه في الجولات السابقة، حيث باتت قواته تسيطر على الجيب الاستراتيجي المتمرد في حلب منذ كانون أول/ ديسمبر الماضي. وقال دي ميستورا إنه لا يتوقع حدوث أي معجزات في جنيف، مضيفا "آمل أن يسترجع الناس يوما ما هذا اليوم، ويقولون إنه في ذلك اليوم، وفي هذا المكان، بدأ السوريون رحلة طويلة وصعبة نحو السلام".
من جهته قال نصر الحريري رئيس وفد المعارضة السورية إن المحادثات يجب أن تركز أولا على الانتقال السياسي وهو أمر قال "إن الطرف الحكومي لا يريده".
وعلى الصعيد الميداني، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن محافظة درعا الجنوبية شهدت اليوم الخميس، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة. وأضاف المرصد ومقره بريطانيا، إن المعارك استهدفت بشكل رئيسي مدينة درعا، بالقرب من الحدود الأردنية، بعد أن شنت قوات النظام هجوما واسع النطاق على المنطقة. وهو ما قد يزيد المفاوضات الجارية حاليا في جنيف تعقيدا.
هـ.د (د ب أ، أ ف ب، رويترز)