"العراق بحاجة لـ88 مليار دولار لإعادة الإعمار"
١٢ فبراير ٢٠١٨انطلقت في الكويت الاثنين (12 شباط/فبراير 2018) أعمال مؤتمر دولي لإعادة إعمار العراق بدعوات للمساهمة بشكل فعال في عملية البناء بعد شهرين من إعلان بغداد "انتهاء الحرب" ضد تنظيم "داعش" في أعقاب ثلاث سنوات من المعارك المدمرة. وأعلن وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي في افتتاح المؤتمر أن بلاده بحاجة إلى 88,2 مليار دولار لإعادة بناء ما دمرته النزاعات وآخرها الحرب ضد تنظيم "داعش". وذكر من جهته مدير عام وزارة التخطيط العراقية قصي عبد الفتاح أن إعادة إعمار العراق يتطلب جمع 22 مليار دولار بشكل عاجل، و66 مليار دولار أخرى على المدى المتوسط. وأضاف أن قطاع الإسكان يتصدر القطاعات الأكثر احتياجا للتمويل.
ويراهن العراق الذي دمرته الحروب منذ الثمانينات، والحصار منذ اجتياح الكويت عام 1990، على المانحين الدوليين وخصوصا القطاع الخاص لتجاوز تبعات هذه النزاعات والحصول على تعهدات مالية بمئات مليارات الدولارات. وتستضيف الكويت أعمال المؤتمر على مدى ثلاثة أيام بحضور عشرات الدول ومئات الشركات ورجال الأعمال. ويخصص اليوم الأول للخبراء في مجال إعادة الإعمار وللمنظمات غير الحكومية، واليوم الثاني للقطاع الخاص، واليوم الأخير لإعلان المساهمات المالية للدول المشاركة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، أن بلاده ستكون سببا في نهوض العراق من خلال المؤتمر. وأضاف أنه "آن الأوان لأن يقف المجتمع الدولي مع العراق وإعادة إعماره". وأشار إلى أن" العراق غني في تاريخه وموقعه وتراثه، ونحن على ثقة بأنه سينهض ويتخطى أزماته".
وقال مصطفى الهيتي مدير "صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية" في أول جلسات المؤتمر "بدأنا ببعض الخطوات لإعادة الإعمار. لكن لم نستطع إنجاز اكثر من واحد بالمئة مما يحتاج إليه العراق". وأضاف "نريد مساعدات واستثمارات لإعادة الخدمات والبنى التحتية"، مشيرا إلى وجود 2,5 مليون نازح بحاجة للمساعدة، وتضرر 138 ألف منزل ودمار أكثر من نصف هذا العدد جراء الحرب ضد تنظيم "داعش".
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن منظمات غير حكومية، تجتمع خلال مؤتمر الكويت للمانحين، تعهدت بمبلغ 330 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في العراق اليوم الاثنين.
وسبق للعراق، ثاني أكبر منتجي النفط في منظمة الدول المصدرة "أوبك"، أن كثف من دعواته للمستثمرين حول العالم للمساهمة في إعادة الإعمار. ويعتزم خصوصا الاعتماد على احتياطه من النفط، الذي لم يستغل بشكل كامل بعد. وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، توقع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن يكلف المشروع الضخم لإعادة إعمار البلاد مائة مليار دولار.
وسيترافق عقد المؤتمر مع اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، وبينهم وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان. وعشية الاجتماع، وصل لودريان إلى بغداد للتباحث مع المسؤولين العراقيين حول إعادة الإعمار وضمان استقراره بعد الهزيمة العسكرية لتنظيم "داعش". ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن لودريان القول عند وصوله إلى مطار بغداد الدولي :"لقد أتيت لأعبر عن دعم فرنسا ومرافقتكم (في مسيرة إعادة الإعمار). سنكون دائما إلى جانبكم كما فعلنا لدى مشاركتنا في التحالف الدولي ضد العصابات الإرهابية، وسنكون كذلك خلال مرحلة إعادة الإعمار".
ورد عليه نظيره العراقي إبراهيم الجعفري بالقول :"نأمل أن نستفيد من الخبرة الفرنسية في هذا الشأن". ومن المقرر أن يلتقي لودريان خلال الزيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي والرئيس فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري.
ز.أ.ب/ع.ج.م (د ب أ، رويترز)